الخليل.. حكاية نساء مجندات لمحاربة الفقر
أمل حرب
في حركة نشطة ودؤوبة، تعمل مجموعة من النساء في مطبخ 'تسلم الايادي' في إعداد وجبات منزلية ومعجنات ووجبات خاصة لمقاصف المدارس في الخليل، ووجبات أخرى لمؤسسات دولية تعمل في المدينة، بقصد دعم مشروع النسوة العاملات لمحاربة الفقر لدعم اسرهن وتحسين دخلهن.
'غيرت حياتي من خلال عملي، ووفر لي العمل المال والراحة النفسية، فالعمل حياة وأمل ونشاط'، قالت المواطنة أم رمزي (37عاما) لـ 'وفا '، وأضافت: 'زوجي عامل ومريض.. يعمل يوما ويتعطل عن العمل ايام، والأوضاع الاقتصادية صعبة هذه الايام ونعيل سبعة افراد يحتاجون الى الرعاية والتعليم والتغذية ومصاريف كثيرة، وأنا فخورة بأنني استطيع مساعدتهم وإعانتهم في هذه الحياة'.
وأشارت الى انها خضعت وأخريات لدورة تدريبية في التصنيع الغذائي في جمعية النشاط النسوي بالتعاون مع مؤسسة معا التنموية، ووفرتا لهن العمل في مطبخ الجمعية، ويتقاضين رواتب حسب ساعات العمل.
فيما استفادت ام عاصم (50عاما) من خبرتها في عمل المعمول والحلويات، من نساء سوريات ومغربيات اثناء اقامتها في العراق وعملها داخل منزلها، ووجدت فرصة عمل لها في جمعية النشاط النسوي بالخليل، لإعالة اسرتها المكونة من 8 افراد، ومساعدة زوجها المريض في هذه الظروف الصعبة، مؤكدة ان العمل خارج المنزل افضل وبهذا تنأى ببيتها عن الازعاج، بالإضافة الى تعرفها على صديقات العمل والعمر ايضا.
من جانبها اكدت ام صلاح (45عاما) والتي تعمل في الحلويات والمعجنات، انها طورت هوايتها في اعداد الطبخ والمعجنات والحلويات، وعملها ساعدها على مساعدة زوجها الموظف في إعالة اسرتها المكونة من سبعة أفراد والإعانة على تربيتهم وتعليمهم وتوفير طلباتهم، مشيرة الى انها نظمت حياتها اليومية مع العمل. وأضافت: 'كنت أحلم في فرصة عمل تخرجنا من الفقر والعوز وتؤمن حياة كريمة لأفراد عائلتي، والحمد لله حصلت على العمل والصداقة وأصبحنا النساء العاملات عائلة جديدة، ندعم بعضنا وننظم عملنا الذي هو سر نجاحنا'.
بدورها قالت أم نضال التي ابدعت في صنع المعجنات مثل البيتزا واقراص الزعتر والصفيحة باللحمة، إنها اخذت دورة في صناعة المعجنات والوجبات السريعة، مؤكدة انها وجدت من خلالها فرصة عمل وتأهيل للانطلاق حتى من خلال العمل المنزلي، مشيرة الى ان المرأة العاملة اقوى وأكثر ثقة بالنفس، ويضيف العمل اليها سعادة لقدرتها على اعانة اسرتها، وقالت: اليد التي تعطي .. خير من اليد التي تأخذ، خاصة وأنا ارملة اعيل اسرة مكونة من ستة افراد.
من جانبها اكدت مديرة جمعية النشاط النسوي رشد قنيبي، انها عملت جاهدة على المحافظة على تأهيل هذه المجموعة من النسوة للعمل نظرا لأوضاعهن الاقتصادية والمعيشية المتدهورة وحاجة عائلاتهن للمساعدة، بعد ان فقدن عملهن في حضانة الاطفال التي اغلقت ابوابها، وحصلن على الدعم اللازم من وكالة الغوث لتجهيز مستلزمات مطبخ الجمعية بمبلغ 11 الف دولار، فيما تولت مؤسسة معا للعمل التنموي أمر تأهيلهن في التصنيع الغذائي وعمل المخبوزات، والحلويات، وإعداد الوجبات المنزلية، بالإضافة الى تمكينهن في الامور الادارية والمالية والإشراف عليهن عمليا حتى اتقن العمل تماما.
في غضون ذلك، عملت ادارة الجمعية على توسيع عملها في هذا المجال بالتعاون مع التربية والتعليم لضمان خمسة مقاصف مدرسية، وتزويدها بوجبات صحية لمقاصف المدارس، بضمان من مؤسسة معا في المرحلة الأولى، ودفعت الضمان للمدارس، وفي السنة الثانية دفعت 30 % من المبلغ ودفعت الجمعية 70% للمدارس الى ان تتمكن الجمعية من خلال المطبخ من الاعتماد على نفسها بدون مساعدة المؤسسات الداعمة، وبهذا نجح المشروع.
وأضافت قنيبي: يعمل المطبخ بشكل جيد في فترة الاعياد في عمل الكعك والمعمول وحلويات العيد الأخرى، بالإضافة الى تجهيز طلبات المنازل، وتحضير بعض الطبخات مثل لف ورق الدوالي، وتجهيز المحاشي، والكبة وغيرها، وقالت: نال مطبخنا ثقة الجمهور لحفاظه على النظافة والدقة في العمل، والجودة والتغليف الجيد.
فيما اكدت رئيسة الجمعية ميسون القواسمي ان الجمعية تعمل على دعم النساء في كافة المواضيع والمشاركة المجتمعية والسياسية، وتمكينهن اقتصاديا لمواجهة الحياة، مبينة ان هنالك قصص نجاح لهؤلاء النساء اللواتي انتصرن على الفقر والعوز بمجهودهن وإيمانهن بحقهن في الحصول على عمل، وقدرتهن على فتح بيوتهن وإعالة اسرهن.. مؤكدة ان النساء قادرات على صناعة التغيير الايجابي للحركة النسوية، وموضحة ان الأزواج وأرباب الاسر اصبحوا يدعمون زوجاتهم في الخروج الى العمل في ظل وجود مؤسسات تدعم المرأة وتمكنها اقتصاديا ومعنويا واجتماعيا، وتعينها على مواجهة الحياة بقوة وصلابة.