سفارات فلسطين في عواصم العالم تحيي ذكرى استشهاد عرفات
أحيت سفارات دولة فلسطين في عدة عواصم حول العالم، الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات.
ففي العاصمة الفرنسية باريس، أحيا العشرات من الفلسطينيين والعرب والفرنسيين الذكرى العاشرة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، حيث أقاموا تجمعاً أمام الباب الرئيسي لمستشفى بيرسي العسكري، في مدينة كلامار، إحدى الضواحي الباريسية، الذي قضى فيه الراحل ياسر عرفات أواخر أيامه وتوفي فيه.
وحضر التجمع الذي دعت إليه حركة فتح في فرنسا السفير الفلسطيني في فرنسا هائل الفاهوم، إضافة إلى أعضاء في مجلس الشيوخ وأعضاء في المجلس البلدي للمدينة ومنتخبين محليين وحشد من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، حيث وضع المشاركون اكاليل من الزهور على جدار المستشفى.
وألقى السيناتور عن الحزب الاشتراكي الحاكم ورئيس بلدية كلامار السابق فيليب ايبرفاك، كلمة أكد فيها على محورية ياسر عرفات في الحركة الوطنية الفلسطينية، كما عبر عن تضامنه مع قيم السلام والعدل التي كان يحملها الراحل ياسر عرفات. ايبرفاك قال: إن توقعيه على الوثيقة الرسمية الفرنسية التي تفيد بوفاة ياسر عرفات كان توقيعاً تملؤه المشاعر المتناقضة، فمن جهة كان فخراً له كرئيس بلدية وللمدينة أن تحتضن اللحظات الأخيرة من حياة قائد الشعب الفلسطيني، ومن جهة أخرى مشاعر حزينة ومليئة بالأسى لوفاته.
كما ألقى عضو قيادة حركة فتح في فرنسا أيمن المقوسي كلمة باسم الحركة قدم فيها شكره للحاضرين على مواظبتهم السنوية لإحياء الذكرى، كما شدد على متابعة نهج الرئيس الراحل في المقاومة بكل اشكالها كحق للشعب الفلسطيني.
واختتم السفير الفاهوم التجمع بكلمة حيا فيها، باسم الرئيس محمود عباس، فرنسا على مواقفها الى جانب قضيتنا والتي تجلت في وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات حين أصرت السلطات الفرنسية على إقامة جنازة رسمية تليق بمقام الشهيد الكبير.
الفاهوم أكد على أن القيادة الفلسطينية حريصة حرص ياسر عرفات على الحقوق الوطنية الفلسطينية ولا تفريط بها، ولا تراجع عن طريق السلام المعبد بالعدل اولاً فلا سلام بدون عادل ولا سلام بدون عودة الحقوق الفلسطينية الى أصحابها.
وفي نيجيريا، احيت سفارة دولة فلسطين والجالية الفلسطينية الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد القائد المؤسس, مفجر الثورة الفلسطينية الشهيد الخالد ياسر عرفات.
وفي كلمته استعرض سفير فلسطين لدى نيجيريا منتصر ابو زيد المراحل النضالية للشهيد الراحل التي بدأها كرئيس لاتحاد طلاب فلسطين في القاهرة, حتى تفجيره للثورة الفلسطينية هو ورفاق دربه أبو جهاد وأبو اياد وأبو مازن في الفاتح من كانون الثاني عام 1965, وكافة الإنجازات السياسية والعسكرية التي حققها في مسيرته النضالية للشعب الفلسطيني ولغاية استشهاده بسبب تمسكه بالثوابت الوطنية الفلسطينية, ورفضه التفريط بأي حق من حقوق شعبنا الفلسطيني , حتى استلم الراية من بعده الرئيس القائد محمود عباس. كما تم عرض فيلم وثائقي بهذه المناسبة .
وأحيت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية فنزويلا البوليفارية الذكرى العاشرة في المكتبة الوطنية الفنزويلية في العاصمة كراكاس، بمشاركة سفراء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وممثلين عن الحكومة الفنزويلية، وممثلي الجمعيات الشعبية الفنزويلية، وأفراد من الجالية الفلسطينية.
وتحدث خلال الفعالية سفيرة دولة فلسطين ليندا صبح، والتي سردت حياة الشهيد النضالية منذ بداياتها وارتباطها بحركات التحرر الوطني العالمي خاصة في القارة اللاتينية. وتخلل الفعالية معرضا للصور التي تسرد الحياة الإنسانية والاجتماعية والسياسية للشهيد الرمز.
في الجزائر، قال السفير الفلسطيني لؤي عيسى، في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد ياسر عرفات أن القائد الرمز الشهيد أبو عمار احترف صناعة التاريخ ولم يكتبه، وأن عبقريته في ابتكار الأساليب للوصول إلى الهدف دون الحياد عنه بطرق أربكت الأعداء وأذهلت الأصدقاء، كانت سببا في جعله هدفا للتخلص منه.
وأستعرض عيسى مسيرة الشهيد أبو عمار ورفاق دربه وتاريخه النضالي على مدى عقود من الزمن، وشرح الأخطار التي تهدد القدس .
وأشاد بالدور الذي لعبته الجزائر الشقيقة –ولا تزال- في مساندتنا في الوقوف إلى جانبنا، بدءا من انطلاق ثورتنا، مرورا بدمجنا في المحافل الدولية وصولا إلى احتضان مؤتمر إعلان دولتنا، وبقائها على الدوام نصيرا لقضيتنا ومضمدا لجراح شعبنا. وشكر عيسى الرئيس الجزائري الذي أدى الدور الأكبر في إدخالنا إلى الأمم المتحدة وهيأ لنا الفرصة لإسماع صوتنا إلى العالم أجمع. كما تقدم بالشكر إلى الحكومة والشعب الجزائري بأحزابه وجمعياته ومنظماته على مواصلة الدعم والإسناد والمعونات التي يجود بها ليخفف آلام شعبنا ويضمد جراحنا.
وكانت جمعية مشعل الشهيد قد أحيت بالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين بالجزائر، الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد الرمز أبو عمار، والذكرى السادسة والعشرون لإعلان الدولة الفلسطينية، بحضور ممثل وزير الخارجية الجزائري، والعديد من السفراء والمجاهدين وممثلي فصائل العمل الوطني الفلسطيني على الساحة الجزائرية، وجمع من الشخصيات الجزائرية التي رافقت الشهيد وجمهور من الإعلاميين ورجال الفكر والإعلام. وفي ختام الندوة تم تكريم السفير لؤي عيسى بـ'برنوس وفاء لشهداء الجزائر' (عباءة تقليدية). كما عقد السفير ندوة صحفية شارك فيها العديد من وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية الجزائرية.
وفي النمسا، أصدرت سفارة دولة فلسطين، بياناً استعرضت فيه حياة الشخصية التاريخية بحجم ياسر عرفات وان تكريسه للهوية الوطنية الفلسطينية المستقلة ليس فقط على صعيد فلسطين والشعب الفلسطيني بل على الصعيدين الإقليمي والدولي. وجاء في البيان: لقد قاد الشهيد الرمز الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ بدايتها وحتى قيام اول سلطة وطنية فلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني. حمل البندقية بأفق سياسي عندما كان الوجود السياسي الفلسطيني مهدد برمته وليضع بالبندقية فلسطين على الخارطة الدولية. فاوض وحاور دون ان يساوم على الثوابت وعندما أدرك بان إسرائيل أرادت من ذلك تكريس الأمر الواقع انخرط مع شعبه في انتفاضة الأقصى المباركة ، فحوصر واغتيل بشكل جبان ونال الشهادة التي طالما حلم بها.