بعد 35 عاما من الحجز...الشهيد أبو زنط حرا

لم تستطع والدة الشهيد من كبت دموعها وهي تستقبل رفاة ابنها بعد 35 عاما من الغياب القسري..سنوات طويلة مضت حرمت فيها والدة الشهيد أبو زنط من قراءة الفاتحة على قبره ومن مواراة جثمانه الطاهر ثرى مدينته.

 بعد أكثر من ثلاثة عقود استطاعت عائلة الشهيد أبو زنط أن تشعر بالراحة كما أشار شقيق الشهيد ناصر أبو زنط بان اليوم هو نصر كبير لعائلته ونشكر الله بان من علينا باستعادة جثمان اخي واستطعنا دفنه بمسقط راسه.

وكانت قد سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية جثمان الشهيد ظهر اليوم على حاجز جلجوليا العسكري قضاء مدينة قلقيلية.

ويأتي الإفراج عن جثمان الشهيد بعد معركة قانونية مضنية رفعتها الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة منذ عام 2008 من خلال مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان وبالشراكة مع مؤسسات وطنية وأهلية ورسمية.

وتم الإفراج عن جثمان الشهيد أبو زنط بعد مماطلة طويلة من قرار الإفراج الذي تم الحصول عليه مطلع العام الجاري، غير أن سلطات الاحتلال ماطلت في تنفيذ القرار.

استقبال في نابلس

وكان مئات المواطنين لاستقبال جثمان الشهيد حافظ أبو زنط الذي سلمته سلطات الاحتلال ظهر اليوم الأحد بعد احتجازه احتجزت لأكثر من 35 عاما في مقابر الأرقام حيث كان في استقبال الجثمان والدة الشهيد وعدد من اشقائه واقاربه وحشد من القيادات الوطنية الرسمية والشعبية وفي مقدمتهم تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ووزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي ورؤساء البلديات والهيئات والمؤسسات الوطنية، وقادة الأجهزة الأمنية،  وقادة الفصائل الوطنية وبينهم عدد من اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وكوادر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين واعضاء الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، فضلا عن مئات المواطنين مدينتي نابلس وقلقيلية والقرى المجاورة.

وفور استلام الجانب الفلسطيني جثمان الشهيد ادت له ثلة من قوات الأمن الوطني التحية العسكرية، ثم لف بالعلم الفلسطيني، وحمل على سيارة إسعاف وطاف موكبه شوارع مدينة قلقيلية حيث توقف الموكب قليلا عند خيمة الاعتصام للتضامن مع اسرى الحرية، في خطوة اراد لها منظموها التدليل على الارتباط الوثيق بين قضية الشهداء المحتجزة جثامينهم وقضية أسرى الحرية، باعتبارهما حلقتين من المعركة الشاملة التي يخوضها الشعب الفلسطيني لانتزاع حريته واستقلاله وهي المعركة التي تمتد فصولها على امتداد العالم .

كما قال أحد قادة الجبهة الديمقراطية في إشارة إلى المعركة السياسية الكبرى التي يخوضها الشعب الفلسطيني وقيادته وأسراه بدءا من منبر الأمم المتحدة ووصولا إلى كل عواصم العالم، ومرورا بساحات المواجهة الرئيسية في مواجهة الاستيطان والجدار، وساحات الاعتصام للتضامن مع الأسرى، وحركة اللاجئين في المنافي والشتات.

وقال رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن معركة استرداد جثامين الشهداء ومعرفة مصير المفقودين ستستمر وتتصاعد على جميع المستويات الجماهيرية

يذكر أن الشهيد حافظ ابو زنط من مواليد نابلس 24/5/54 استشهد في 14-5-1976 خلال تنفيذه لعملية استشهادية للجبهة الديمقراطية في منطقة الجفتلك في الأغوار ردا على قتل القوات الإسرائيلية الطالبة لينا النابلسي حينما كانت تسير من مدرستها باتجاه البيت، وكان أبو زنط مع رفاقه (مشهور العاروري وخالد أبو زياد).

ولا زالت إسرائيل تحتجز جثامين 330 شهيدا وشهيدة من الفلسطينيين والعرب.
وكانت قد أعلنت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين  الشهداء الفلسطينيين والعرب عن ترتيبات تشييع ودفن جثمان الشهيد حافظ أبو زنط في مدينته نابلس غدا وسط دعوة عامة من قبل الجماهير بما يليق بكرامة الشهيد.

استقبال في قلقيلية

وكانت مدينة قلقيلية قد استقبلت رفات الشهيد  حافظ ابو زنط بعد احتجاز جثمانه لمدة خمسة وثلاثين عاما في مقبرة الأرقام استقبال الأبطال في مسيرة جماهيرية حاشدة  جابت شوارع مدينة قلقيلية وصولا إلى خيمة الاعتصام التضامنية مع الأسرى  أمام مقر الصليب الأحمر – وسط المدينة  ، والذي جرى تسليمه اليوم في الساعة الثانية من بعد الظهر من قبل الجانب الإسرائيلي من خلال  المعبر الجنوبي الشرقي لمدينة قلقيلية .

وكان في مراسم الاستقبال محافظ قلقيلية العميد ربيح الخندقجي و تيسر خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ووزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري وقائد منطقة قلقيلية العميد إبراهيم حنيحن وعدد من كبار الشخصيات وممثلي القوى الوطنية وحشد كبير من المواطنين .

وبعد التوقف أمام الخيمة التضامنية في أشارة رمزية لدعم صمود الاسرى في معركتهم واضرابهم لنيل حريتهم وحقوقهم تمت قراءة الفاتحة على روح الشهيد ثم توجه الحشد الى المدخل الشرقي للمدينة حيث صرح الشهداء لأداء التحية العسكرية للشهيد ابو زنط .