زمن الموسيقار محمد غازي يعود بـ'هنا القدس 2'
محمد عواد
بثماني قطع غنائية موسيقية، من ألحان الموسيقار والمطرب الفلسطيني الراحل محمد غازي، هز صوت فرقة 'مجموعة نوى للموسيقى العربية' بقيادة باسل زايد، الليلة، قصر رام الله الثقافي، في عودة إلى زمن الموسيقى العربية الأصيلة.
استهلت فرقة مجموعة نوى، حفلها الفني (هنا القدس 2) بقطعة موسيقية للموسيقار الفلسطيني الراحل روحي الخماش الذي كان عنوان (هنا القدس 1) قبل سنتين، مهيئة جمهورها لموشحات وألحان عميد المطربين محمد غازي، في مشهد أعاد أذهان الكثيرين إلى الوراء أكثر من 60 عاما، وهم جالسون بجانب المذياع مستمعين إلى صوت فلسطين 'هنا القدس'.
وعلى مدار أكثر من ساعة ونصف قدمت فرقة 'نوى' التي أطلقت ألبومها (هنا القدس 2) عن الموسيقار محمد غازي، روائع مختارة من ألحان الفنان الفلسطيني الراحل محمد غازي، هي موشح 'كلما لاموا فؤادي' أداء المجموعة، وأغنية 'أهواك يا ليلى' أداء خالد المبيض، وقصيدة 'جاءت بقلب' أداء علاء عزام، وأغنية 'يا مليحا' أداء خالد المبيض، وابتهال 'يا سامعا' أداء خالد المبيض، وأغنية 'كل الجراح' أداء لبنى سلامة، وأغنية 'خبر غزال الحي' أداء علاء عزام، ونشيد 'عاد يا غصن' أداء خالد المبيض، إضافة لقطعتين موسيقيتين للموسيقار روحي الخماش.
فكرة توثيق وأرشفة التراث الموسيقي الفلسطيني ما قبل عام 1948، كان من قلب مؤسسة (نوى) الفلسطينية، التي بادرت لتسجيل الأسطوانة الأولى للموسيقار الخماش، وأطلقتها في السوق لتصل إلى كافة المواطنين محبي هذا اللون من الفن الراقي الهادف عام 2012 بعنوان 'هنا القدس 1'، واستكمالا لنهجها في التركيز على نبش الملف الموسيقي الفلسطيني، وتتبع رحلته وتقصي أثره في مختلف مناطق الشتات، أطلقت مؤسسة نوى ألبومها الجديد 'هنا القدس 2'، وفيه توثق مجموعة أثيرة من الموشحات والقطع الغنائية للموسيقار والطرب القدير محمد غازي المولود في بيت دجن قضاء يافا عام 1922.
كان لمحمد غازي قبل النكبة حضور ناتئ على الساحة الفنية الفلسطينية كمطرب وموسيقي من طراز رفيع، وكان متصلا بصفته مطربا وملحنا في إذاعة 'هنا القدس' في القدس، وإذاعة الشرق الأدنى في يافا، وأحدث في الإذاعتين أثرا فنيا هو جزء من هوية المحطتين وتاريخهما.
هاجر مباشرة بعد النكبة إلى لبنان مع عدد من الموسيقيين والمخرجين والمنتجين الفلسطينيين، واستكمل هناك مشواره مطربا وملحنا وأستاذا للغناء العربي الكلاسيكي في لبنان، وكان مرجعا فنيا في التراث العربي، وكان حافظا للتراث الموسيقي الغنائي الخاص بالقرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ومرجعا لموشحات وأدوار وقصائد الشيخ السيد الصفتي، والشيخ زكريا أحمد، ومحمد عثمان، والسيد درويش، وعبده الحمولي، وداوود حسني.
المطرب الفلسطيني محمد غازي كان يمتاز بصوت جميل ويعتبر أستاذا في غناء الموشحات الأندلسية ما دفع الأخوين رحباني بتوكيله مهمة تدريب المطربة فيروز على غناء وأداء الموشحات الأندلسية، وغنى مع فيروز عددا من الموشحات الأندلسية مثل 'يا شادي الألحان' و'يا وحيد الغي' و'حجبوها عن الرياح'، وشارك مع المطربة فيروز في البرنامج الغنائي 'ضيعة الأغاني' الذي صُوّرت حلقاته في تلفزيون لبنان.
كما تعاون محمد غازي مع معظم المحطات العربية في سوريا والأردن والعراق ومصر، ولم يكن عبوره على هذه المحطات أقل أهمية من عبوره على 'هنا القدس' قبل النكبة. لحن وسجل بصوته عديد الموشحات والقصائد والأغاني القديمة والجديدة والمجددة، واعتُبِر ظاهرة فريدة كواحدة من أقدر الموسيقيين المطربين الذين مروا في تاريخ الغناء العربي الحديث.