غزة .. عندما تكون أمطار الخير 'نقمة'
(زكريا المدهون)
تجدد مياه الأمطار الغزيرة والسيول المصاحبة للمنخفضات الجوية، معاناة 'المشردين' الذين هدمت منازلهم خلال العدوان الاسرائيلي الأخير، سيما في المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة.
وغمرت مياه الأمطار قبل أسبوع مخيمات اللجوء الجديدة التي تضمم مئات البيوت المتنقلة 'كرفانات' في أنحاء مختلفة من القطاع الساحلي.
ويخشى معين حمزة المصري من بلدة بيت حانون المنكوبة شمال غزة، من تكرار معاناته خلال المنخفض الجوي الحالي كما حصل الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن مياه الأمطار والسيول أغرقت 'الكرفانين' اللذين تقطنهما أسرته خلال المنخفض الجوي الفائت.
وأضاف المصري، في العقد الثالث من عمره، لـ'وفا'، أن أسرته المكونة من ثمانية أفراد تقطن في 'كرفانين' بعد هدم قوات الاحتلال لمنزلهم أثناء عدوانها الأخير الذي استمر واحدا وخمسين يوما.
ويقطن المصري مع عشرات الأسر التي دمرت منازلهم بالكامل في بيوت متنقلة نصبت على أراضٍ جرداء عند مفترق المصريين شرق بلدة بيت حانون.
وتعمدت قوات الاحتلال خلال عدوانها على القطاع تدمير آلاف المنازل ما بين تدمير كلي وجزئي.
وتابع، 'قبل أسبوع، وخلال المنخفض الجوي، دخلت مياه الأمطار الى 'الكرفانات' وأتلفت محتوياتها'، لافتا الى أن تلك البيوت غير مؤهلة لفصل الشتاء، لأنها مصنوعة من الحديد ومبطنة بـ'الفلين'.
وقال المصري: 'نعيش خلال الشتاء معاناة وظروفا إنسانية صعبة للغاية، خاصة الأطفال الذين يعانون من البرد وصوت الأمطار والرياح المزعج'، منوها إلى أن المنطقة المنصوبة عليها 'الكرفانات' مكشوفة ولا توجد بها أية مبان سكنية.
وناشد بسرعة وضع حد لمعاناة آلاف الأسر التي حرمها الاحتلال من بيوتها، وذلك عبر سرعة إعادة الإعمار.
إضافة إلى 'الكرفانات'، لا تزال أسر فلسطينية 'منكوبة' تقطن في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، وأخرى تقطن في منازل مستأجرة.
من ناحيته، كشف وزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ، أن الأسبوع المقبل سيشمل المرحلة الثانية من إدخال مواد البناء والاليات الخاصة باعمار قطاع غزة.
وأعلن الوزير الشيخ في تصريح نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي 'الفيس بوك'، 'أن الحكومة ستقوم بإدخال المعدات الثقيلة إلى قطاع غزة من (جرافات، وبرادات، وحافلات، وغيرها).
وأوضح، أن المرحلة الثانية من ادخال مواد البناء الى قطاع غزة، هي المرحلة الكبرى من حيث عدد المواطنين المستفيدين، وكذلك من حيث الكميات، حيث سيكون عدد المستفيدين تقريبا 24 ألف أسرة تضررت جراء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وكان وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، أعلن عن توقيع عقود مع شركتين لإزالة ركام المنازل المدمرة في محافظة غزة بقيمة 3.2 مليون دولار ويبدأ العمل فيها بدءا من الأسبوع المقبل، بإشراف ومتابعة الوزارة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي 'UNDP'.
ووضع الحساينة قبل أيام حجر الأساس لمشروع ألف وحدة سكنية مؤقتة لمنطقة حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بتمويل من وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا).
بدوره، اشتكى رامز حمد من سكان بيت حانون من صعوبة العيش في 'الكرفانات'، خاصة خلال فصل الشتاء، مشيرا إلى أن أسرته المكونة من ستة أفراد تقطن في 'كرفان' في ظروف إنسانية صعبة للغاية.
وقال لـ'وفا'، 'عشنا أوضاعا صعبة أثناء المنخفض الجوي قبل أسبوع حيث غمرت مياه الأمطار الكرفانات، وتحولت المنطقة إلى ساحة من الوحل يصعب السير عليه'.
وأضاف: 'لا توجد مياه ساخنة ولا حتى مياه كافية للشرب، ونعاني من البرد خلال ساعات الليل'، مطالبا بسرعة بناء ما دمره الاحتلال ووضع حد لمعاناتهم.