غزة: الطفلة ريماس.. "رحل أبناؤها إلى الجنة" وشوهت القذائف وجه شقيقتها داليا
رزان السعافين - على أنغام تراتيل الطفلة ريماس خليفة (5 أعوام) كانت الدمى التي تقتنيها تنام بسلام، ولكن بعد قصف منزلها في منطقة حي الزيتون في مدينة غزة، توزعت القذائف لتدخل بشكل عشوائي من جدران وأسقف البيت ليصاب جميع أفراد الأسرة بالشظايا، و"تستشهد الدمى" وفق ما تقول ريماس.
وتتابع ريماس الحديث قائلة إن "جميع أولادها، من بينهم تيسير، ذهبوا إلى الجنة ودماؤهم سالت في الحفرة التي أحدثها اصطدام الصاروخ بالبيت".
فبينما كانت ريماس تحتضن الدمى لتستعد وإياهم للنوم، حيث أنها "الأم" في عالمها الطفولي، باغتتهم الحرب، وكانت إصابتها الأخطر بين أشقائها، إذ لا تزال تعاني آثارها حتى الآن.
وعلى مقربة من ريماس، تجلس شقيقتها داليا (10 أعوام)، التي شوهت شظايا الحرب وجهها الجميل، تقول "سأصبح صحافية وأخبر الناس قصتنا".
وتواصل داليا السرد "كانت الساعة الرابعة فجرًا والجميع نائمًا، لكني وريماس كنا مستيقظتين نتحدث، وآخر ما قالته لي (أحبك يا داليا).. وفجأة رأينا نارًا حمراء متجهة نحونا...".
لكن سيارة الإسعاف تأخرت في الوصول إلى العائلة، الشيء الذي دفع الجيران لمساعدتها للخروج من البيت، وفق ما أوضحت داليا، مردفةً: وفي المشتشفى بدأت رحلة العلاج وشعرتُ بآلام شديدة، وكان وجهي بحاجة لعملية تجميل، وهذا مؤلم جدًا.
في ذات السياق، تقول أم الطفلتين عائشة الجاروشة لــ وطن للأنباء، إنهم عالجوا وجه داليا بالكريمات وكثير من الوصفات الطبية "لكنها بحاجة لعمليات تجميل أخرى لتبدو طبيعية".
أما ريماس، فعانت أشد المعاناة بعد إصابتها بالرأس ودخول الشظايا منطقة "تحت السحايا" ما أفقدها القدرة علىى الحركة، لكنها عولجت في تركيا، ومع العلاج الطبيعي وأربع عمليات جراحية تمكنت من المشي قليلًا، وفق ما تروي والدتها.
ريماس وداليا لا تزالان تتعالجان بعد هذا العدوان بفعل شظايا قذائف العدوان التي لم تحترم طفولتهما ولم تخجل أمام حوارهما البريء، التي أتمّت حكاياهما بالدم والنار .