ترحيب فلسطيني واسع بتصويت البرلمان الفرنسي لصالح الاعتراف بدولة فلسطين
لاقى تصويت البرلمان الفرنسي لصالح الاعتراف بدولة فلسطين مساء اليوم الثلاثاء، ترحيبا فلسطينيا واسعا من قبل قوى وفصائل العمل الوطني والمؤسسات والقيادات الفلسطينية.
فقد رحبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، بقرار البرلمان الفرنسي الاعتراف بدولة فلسطين وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ودعوته للحكومة الفرنسية الاعتراف بها بما يتماشى مع معاييرها ومبادئها، مؤكدة أن هذا الاعتراف هو حق طبيعي وسياسي وقانوني لشعبنا لا يخضع للمقايضة أو المساومة، وأن حقنا في تقرير المصير ليس مرتبطا بالمفاوضات ونتائجها ولا بموافقة الاحتلال الذي يعمل جاهدا على تقويض حل الدولتين وإقامة دولة إسرائيل الكبرى على أرض فلسطين التاريخية.
وأعربت عشراوي عن تقدير شعبنا الكبير للآلاف الذين ناضلوا واصطفوا إلى جانب عدالة قضيتنا، وقالت: 'باسم الشعب الفلسطيني وقيادته، نشكر الشعب الفرنسي وبرلمانه والحزب الاشتراكي الحاكم وكل من عمل على تحقيق هذا التصويت ، وساهم في اتخاذ هذا القرار المنسجم مع المبادئ العالمية لحقوق الانسان، ودعم الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا بما فيها حقه في تقرير مصيره'.
وطالبت عشراوي صناع القرار السياسي والحكومة الفرنسية بتحمل مسؤولياتهم السياسية والقانونية انسجاما مع برلمانهم وشعبهم، واتخاذ الخطوة المنطقية والطبيعة للاعتراف بدولة فلسطين.
وأضافت: 'إن اعتراف البرلمان الفرنسي بالدولة الفلسطينية وحصوله على تأييد 339 صوتا مقابل 151 معارضا هو رسالة واضحة لإسرائيل وردا على احتلالها وانتهاكها الصارخ للقانون الدولي والدولي الانساني، ورسالة الى دول العالم الداعمة لحل الدولتين بضرورة أن تترجم مواقفها وأقوالها الى أفعال، وأن تدرك أن مفتاح الاستقرار بالمنطقة هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية واتخاذ خطوات ملموسة لأنهاء الاحتلال وتجسيد السيادة'.
ودعت عشراوي باقي دول اوروبا والعالم الاقتداء بمواقف مملكة السويد، وبرلمانات كل من بريطانيا، والنمسا وايرلندا وفرنسا باعتباره حقاً طال انتظاره للشعب الفلسطيني واستثمارا هاما يصب في مصلحة السلام.
وأثنى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الدولية نبيل شعث على تصويت البرلمان الفرنسي لصالح الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة.
واعتبر شعث القرار خطوة ايجابية هامة تشكل دعما للحق الفلسطيني في تقرير المصير، وتشكل ضغطا كبيرا على دولة الاحتلال، مشيرا الى محاولات اسرائيل وأنصارها احباط هذه الخطوة بعد ان وصفها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بانها ' خطأ جسيم' .
وقال: إن هذا الاعتراف يعد ترجمة للتعهد الذي قطعه الحزب في برنامجه الانتخابي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
واضاف رغم رمزية هذا الاعتراف، الا انه من المهم استمرار العمل لتحويله الى قرار رسمي من قبل الحكومة الفرنسية لما لذلك من بالغ الأثر على جهود حل الصراع، وخاصة بعد توالي قرارات الاعتراف من قبل الحكومة السويدية والبرلمان البريطاني.
وتوجه شعث بالشكر لأصدقاء حركة فتح من الحزب الاشتراكي الفرنسي وجميع الاحزاب الصديقة على الساحة الفرنسية التي عملت بجد للوصول الى الاعتراف.
وأشار الى الحراك الدولي لمفوضية العلاقات الدولية لحركة فتح مع مختلف الاحزاب الحاكمة والمعارضة في مختلف دول العالم ، والتي أثمرت عن توجهات وقرارات سياسية هامة تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا تكثيف الاتصالات الحزبية مع اوروبا للخروج بنتائج ايجابية على صعيد جبهة الاعترافات بفلسطين.
الى ذلك، رحبت حركة فتح على لسان المتحدث باسمها في اوروبا جمال نزال بقرار البرلمان الفرنسي حول توصية الحكومة الفرنسية بالاعتراف بدولة فلسطين. وقال نزال: إن خطوة البرلمان الفرنسي تشكل عمودا جديدا في بناء صلب لموقف أوروبي شامل نسعى لبلورته باتجاه جعل الاعتراف العالمي بدولتنا حقيقة ناجزة يترتب عليها تعاملات ثنائية مع شركائنا وخطوات باتجاه إنهاء الاحتلال. وأضاف: لقد تخطينا بعد الاعتراف بدولتنا من قبل السويد وتوصية مجلس العموم البريطاني ثم اسبانيا واليوم فرنسا عتبة تاريخية بمرحلة جديدة تشكل فيها دولة فلسطين ركنا مفصليا غير قابل للإلغاء في نظرة الدول الكبرى للاستراتيجيات العالمية ومنطقتنا.
وشكرت حركة فتح رئيس دولة فلسطين على حراكه الماراثوني لبناء إجماع عالمي على الاعتراف بفلسطين في استراتيجية لم يعد يتصدى لها سوى الاحتلال.
وتعهدت فتح بعدم التنازل عن فكرة الدولة الفلسطينية وتجسيدها مؤكدة ان فرص قيامها الفعلي لم تكن في السابق اكبر من اليوم.
كما ورحب حزب الشعب الفلسطيني بتصويت الجمعية الوطنية الفرنسية لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، وأعتبر حزب الشعب في بيان صحفي اصدره مساء الثلاثاء أن تصويت النواب الفرنسيين بغالبية 339 صوتا مقابل 151 وامتناع 16 عن التصويت جاء ليمثل خطوة هامة تتزامن مع تتزايد إتساع حملات التضامن والضغوط الشعبية في اوروبا للاعتراف بدولة فلسطين كما إنها تندرج أيضا في سياق قيام العديد من برلمانات وحكومات دول الاوربية مؤخرا بالاعتراف بدولة فلسطين كما أنها خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق العدالة وتصحيح خطأ تاريخي يتحمله المجتمع الدولي نتيجة تجاهل الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود العام 1967. ووقال الحزب في بيانه أن تزايد الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يمثل حافزا للقيادة الفلسطينية بتقديم مشروع قرار تحديد جدول لانسحاب الاحتلال من اراضي دولة فلسطين دون أي تردد، وختم الحزب بيانه بدعوة الحكومة الفرنسية لاحترام تصويت النواب الفرنسيين والاعتراف بدولة فلسطين تجسيدا للديمقراطية.
ورحب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) بتصويت البرلمان الفرنسي (الجمعية الوطنية) اليوم لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ورأى 'فدا'، في هذا التصويت، انتصارا جديدا للشعب الفلسطيني يضاف إلى ما سبقه من قرارات مماثلة صدرت عن برلمانات بريطانيا وايرلندا واسبانيا، آملا من حكومات هذه الدول الاستماع لصوت ممثلي شعوبها المنتخبين ديمقراطيا وتطوير مواقفها لترتقي إلى مستوى موقف الحكومة السويدية الشجاع حين أعلنت رسميا عن اعترافها بدولة فلسطين.
وكان النواب الفرنسيون تبنوا اليوم الثلاثاء، بغالبية كبيرة قرارا يدعو الحكومة الى الاعتراف بدولة فلسطين 'بغية التوصل الى تسوية نهائية للنزاع' الفلسطيني الاسرائيلي.
واعتمد النواب هذا النص بغالبية 339 صوتا، مقابل 151 وامتناع 16 عن التصويت. والقرار لا يلزم الحكومة بشيء لكنه ينطوي على اهمية رمزية فيما تتزايد الضغوط في اوروبا للاعتراف بدولة فلسطين.