عريقات: إذا افشل مسعانا في مجلس الأمن سننضم فورا لمحكمة الجنايات الدولية

عبدالرحمن يونس - أكد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات أنه في حال تم اسقاط مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الامن فإن القيادة الفلسطينية ستنظم فورا إلى محكمة الجنايات الدولية.

واضاف عريقات "في حال استخدم حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الفلسطيني الذي يحدد سقفا زمنيا لانهاء الاحتلال واقامة الدولة على حدود 1967، فإن القيادة الفلسطينية ستنظم فورا الى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة اسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها طوال السنوات الماضية ضد شعبنا الفلسطيني".

جاء ذلك خلال امسية نظمتها دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير في مدينة بيت جالا غرب بيت لحم ضمن اللقاءات التي تنظم بمناسبة الاعياد الميلادية المجيدة وراس السنة، وهو لقاء سنوي يلتقي فيه ممثلين عن دائرة شؤون المفاوضات بالصحفيين وممثلي وسائل الاعلام المختلفة المحلية العربية والاجنبية الموجودة في فلسطين.

وأوضح عريقات انه "في عام 2015 ستكون دولة فلسطين عضو في محكمة الجنايات الدولية وهذا مهم جدا لأنه سيدخل الصراع العربي الاسرائيلي في مرحلة جديدة ورحلة سيكون للقضاء دور مهم وهنا اسرائيل لا تستطيع ان تشن حرب اخرى على قطاع غزة بنفس الاساليب القديمة كما لا تستيطع الاستمرار في بناء المستوطنات لان الاستيطان يعد من جرائم الحرب بموجب ميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات".

ولدى اجابته حقيقة تقديم مشروع القرار الفلسطيني إلى مجلس الأمن، أكد عريقات أنه بحضور الرئيس محمود عباس وووزراء الخارجية العرب تم اتخذ القرار وتوجهنا الى مجلس الامن بمشروع القرار العربي يوم 29 نوفمبر تشرين ثاني"، مؤكدا أنه تم وضع نص القرار الفلسطيني رسميا أمام مجلس الامن وما يجري الآن هي نقاشات معمقة مع دول الاعضاء دائمة العضوية وغير الدائمة ومع باقي الدول والمجموعات الاقليمية والدولية.

وتابع عريقات "نأمل ان يتم التصويت على مشروع القرار قبل اعياد الميلاد اي قبل 25 من الشهر الجاري، وهناك محادثات معمقة الفرنسيين والاوروبيين ومع باقي المجموعات الدولية"، مضيفا "نحن على ثقة كبيرة ان هناك امكانية حقيقية بان يصدر مثل هذا القرار عن مجلس الامن".

واضاف "نحن نأمل ان تنتهي هذه المشاورات لصالح القرار، لذا نحن نقوم بجهود كبيرة في هذا المجال ولدينا محادثات معمقة مع دولة فرنسا وغيرها من الدول".

وتساءل عريقات لماذا يستخدام حق النقض ضد مشروع قرار يقبت الحق الفلسطيني باقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، قائلا "أنه لا يمكن الحديث عن تأييد حل الدولتين في المقابل استخدام الفيتو ضد مشروع قرار يثبت حل الدولتين أمام حكومة اسرائيلية اعلنت انها ترفض خيار الدولتين وتريد فرض الاحتلال واستمرار بناء المستوطنات بدل من السلام والمفاوضات".

وأشار عريقات إلى اخر التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية وخاصة الاستراتيجية الفلسطينية الجديدة التي تتضمن التوجه الفلسطيني الى مجلس الامن الدولي بمشروع قرار سيؤكد على دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وسيؤكد على حل قضية اللاجئين وحل باقي قضايا الوضع النهائي ووضع سقف زمني محدد لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية.

وتم التركيز خلال اللقاء على الاوضاع الاقتصادية والسياحية التي تعيشها مدينة ومحافظة بيت لحم وكيف تم فصل المدينة عن توأم روحها مدينة القدس وعزلها بالتجمعات الاستيطانية غير الشرعية وبالجدار الفاصل بالاضافة الى وآثر ذلك على الحياة العامة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية على الامواطنين واهالي المدينة.

وعقد اللقاء في مطعم النادي الارثذوكسي في بيت جالا، بحضور رؤوساء بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور واعضاء عن المجلس التشريعي وممثلين عن حركة فتح والشخصيات الاعتبارية وممثلي عن الفعاليات والمؤسسات محافظة بيت لحم.

وفي السياق نفسه، كشف عريقات أنه في 17 من الشهر الجاري ستجتمع في جنيف الاطراف المتعاقدة السامية برئاسة سويسرا لانفاذ وتطبيق ميثاق جنيف الرابع الذي يتعلق بالأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة والذي ويؤسس لقيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية بحدود 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل والجيران في المنطقة".

واعتبر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير ان ما تقوم به سلطات الاحتلال على الارض من مستوطنات وإملاءات وتهجير سكان وتدمير البنية التحتية وهدم بيوت ومصادرة اراضي جميع ذلك يدخل في اطار قانون جرائم الحرب.

وتابع "لدينا طلب الآن على مكتب الامين العام للامم المتحدة للمطالبة بنظام حماية دولية للشعب الفلسطيني اسوة بـ 15 نظام خاص للحماية اصدرتها الامم المتحدة لتوفير الحماية على سبيل المثال في كوسوفو وتيموريا الشرقية وروندا وغيرها".

أما بخصوص الوضع السياسي خلال عام 2015، قال عريقات "نأمل ان يكون عام 2015 عام الاعتراف بدولة فلسطين، لدينا حاليا عدة دول اوروبية ونأمل خلال الاشهر الأولى من العام القادم ان تعترف كل من البرتغال وسلوفينيا بدولة فلسطين على غرار ما فعلت السويد وبعض البرلمانات الاوروبية".

وأوضح "الوضع الحالي في الاراضي الفلسطينية هو أن نتنياهو يريدنا سلطة دون سلطة واحتلال دون كلفة وان تبقى غزة خارج نطاق الفضاء الفلسطيني، لكننا في القيادة الفلسطينية لن نقبل استمرار هذا الوضع إما ان تكون لدينا شراكة في نقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال الى الاستقلال واقامة دولة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية وأما ان تتحمل اسرائيل مسؤولياتها".

وعند سؤاله عن أهمية والمواضيع التي تمت مناقشتها في اللقاء الذي عقد في العاصمة الاردنية عمان خلال الفترة الماضية، وجمع الملك الاردني عبدالله الثاني برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور وزير الخارجية الامريكي، أكد عريقات أن الاجتماع الذي دعا له الملك عبدالله الثاني كان لبحث قضية القدس وما تتعرض له من انتهاكات اسرائيلية، مشيرا الى ان المعلومات المتوفرة هي أن الملك قال لرئيس الوزراء الاسرائيلي بحضور وزير الخارجية الامريكي انه يجب وقف العبث في مسجد الاقصى المبارك واستمرار محاولات التقسيم الزماني والمكاني وان الاستفزازات واستهداف المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس يعني انه لن تكون هناك سفارة اردنية في اسرائيل ولا سفارة اسرائيلية في الاردن.

واضاف عريقات "نحن نثمن هذا الموقف عاليا خصوصا أن رئيس الوزراء الاسرائيلي قدم التزاما واضحا بانه سيتم ابقاء الوضع على ما هو عليه في الاقصى المبارك".

وبخصوص ما يتعلق يحدث في جوار فلسطين وخصوصا ضعف الاهتمام الامريكي بالقضية الفلسطينية لصالح محاربة المنظمات المتطرفة وخصوصا تنظيم الدولة "داعش"، قال عريقات إن الاهتمام الامريكي لم يضعف اتجاه القضية الفلسطينية لصالح "داعش" بل على العكس الذي يريد محاربة الارهاب والتطرف يدرك تماما ان محاربة هذه الجماعات المتطرفة لا يتطلب فقط قصف بسلاح الطيران بل يجب تجفيف المستنقع المغذي لمثل هذا التطرف والتعصب الديني".

وتابع "باعتقادي ان تجفيف مستنقع الاحتلال الاسرائيلي يعتبر نقطة الارتكاز في تحقيق الهزيمة ضد المنظمات المتطرفة"، مضيفا أنه لا يعقل ان يتحدث ابو بكر البغدادي عن تنظيم الدولة الاسلامية وفي نفس الوقت يتحدث بنيامين نتنياهو عن تنظيم الدولة اليهودية.

وأكد أن الصراع في فلسطين صراع سياسي وليس صراعا دينيا كما يريد نتنياهو وبالتالي لا يوجد فرق بين شخص يضع صحفي امريكي على ركبتيه ويقوم بنحره وشخص يضع الشهيد محمد ابوخضير على ركبتيه وحرقه حيا".

وفي ما يتعلق بالانتساب للمنظمات الدولية، بين عريقات "نحن انهينا كل استعداداتنا واجراءتنا القانونية في انضمام دولة فلسطين لمختلف الاتفاقيات والمعاهدات والمؤسسات الدولية والحقوقية"، مشيرا إلى أنه لدى فلسطين الحق في الالتحاق بقرابة 522 مؤسسة وميثاق وبروتوكول ومعاهدة دولية وسندرس في القريب العاجل بالانظمامات تباعا وعلى راس ذلك سيكون الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية لانه لا يمكن السماح لما ارتكب من جرائم بحق الشعب الفلسطيني ان تمر دون محاسبة وعقاب".