أبجدية وردية .. صرخة تشكيلية ضد العنف الممارس على المرأة الفلسطينية
في ظل ما يعيشه القطاع من دمار خلفته ثلاث حروب خلال 6 سنوات وحصار ممتد منذ 8سنوات وما يرافق ذلك بالضرورة من انتهاكات لحقوق المرأة وتهميشها، ابرز مجموعة من التشكيلين والتشكيليات معاناة المرأة وحاكوا واقعها المرير في "معرض ابجدية وردية ".
المعرض والذي يعد بمثابة صرخة فنية ضد العنف الممارس بحق المرأة سواء كان من الاحتلال او من العنف المبنى على النوع الاجتماعي ،نظمته شبكة وصال التابعة لجمعية الثقافة والفكر الحر بالشراكة مع مركز صحة المرأة التابع للهلال الأحمر الفلسطيني وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ووزارة الخارجية الدنماركية ، فى قاعة رشاد الشوا وسط مدينة غزة .
وافتتح المعرض الذي جاء في ختام فعاليات حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة ، كل من مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت ،وتوفيق شومر عضو مجلس إدارة جمعية الهلال ،وسناء العاصي مسئولة برامج المرأة والسكان فى صندوق الامم المتحدة بغزة ،ومصطفى الصواف وكيل مساعد وزارة الثقافة ،وأسامة ابوعيطة مدير مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان ،وبحضور ممثلي عن مؤسسات أهلية وفنية وجمهور غفير .
واستطاع الفنانين والفنانات بألوانهم القاتمة والفاتحة تجسيد حالة التناقض والتهميش الذى يفرضه المجتمع على المرأة ،وكم الضغوطات والعنف المزدوج الممارس عليها من الاحتلال والمجتمع وصراعها لنيل حقوقها .
ورغم السوداوية التى سادت معظم اللوحات إلا أن بعضها تفرد بتجسيد الجانب المشرق ،فجسدوا حالة المرأة المفعمة بالحياة والطاقة والمشتاقة للحرية وممارسة دورها الطليعي ، والثائرة في وجه الاحتلال .
الفنان التشكيلي احمد ابو موسى قال عن مشاركته بالمعرض :" حاولت إبراز دور المرأة ومكانتها ودورها الاساسى بالمجتمع من خلال ربطها برباط وثيق مع الرجل لتشكل معه جسد واحد ،لأوضح المصير المشترك بين الطرفين ،وان الحياة بدون امرأة تتمتع بكامل حقوقها وحريتها سيختل توازن المجتمع .
فيما صور الفنان حازم الزمر فى لوحته المرأة كقطعة قماش متأكلة بفعل العنف الممارس عليها من كل الجهات ،فيما جسدت لوحة اخرى له قدرة المرأة على العطاء والابداع والتميز رغم القيود الذي يفرضها المجتمع ومحاولاتها المستميته لنيل حقوقها الذي سلبها بالمقاوم الأول الاحتلال .
فيما اختار الفنان التشكيلي محمد الشربينى تجسيد المرأة بصورة فارس تتطلع لتحرير المدينة من العادات والتقاليد البالية والتي ليس لها أساس فى ديننا الاسلامى السمح .
وأشارت مريم زقوت خلال كلمتها الافتتاحية إلى أن جمعية الثقافة والفكر الحر استنهضت طاقات الفنانين والفنانات الإبداعية للتعبير بلوحاتهم الفنية عن رفضهم للعنف ضد النساء، وهو جهد مميز يشكل خطوة هامة في إعادة تشكيل الوعي المجتمعي نحو احترام المرأة، وتقدير دورها باعتبارها الشريك الفاعل في المجتمع، وخطوة باتجاه رفض كافة أشكال العنف الموجه ضد النساء.
وأكدت زقوت على ضرورة تكاثف جميع الجهود لتجاوز حالة العنف القائمة اولها انهاء الانقسام ،واستعادة عافية المؤسسة التشريعية والتي يجب ان تكون من أولوياتها حماية المرأة من العنف بسن قوانين جديدة تعطي للمرأة كامل حقوقها، وتوفر لها الحماية وصون كرامتها وفي مقدمة ذلك قانوني العقوبات والأحوال الشخصية".
ومن جهتها أكدت سناء العاصى مسئولة برامج المرأة والسكان بصندوق الامم المتحدة للسكان بغزة ،عن استمرار الصندوق فى دعم حق النساء والفتيات للتمتع بحياة خالية من العنف والتمييز ،كما سيستمر بإشراك الرجال والقادة المجتمعيين لدعم الحد من ممارسة العنف ،مشيرة الى ان الصندوق سيعمل ايضا على تعزيز الجهود الوطنية لتقديم خدمات أفضل للنساء اللواتي يعانين من العنف .