عشية أعياد الميلاد: ركود اقتصادي وسياحي في بيت لحم
عنان شحادة
ينهمك الشاب معاذ أبو طربوش في ترتيب وتجهيز متجره الخاص لبيع التحف الشرقية، استعدادا لاستقبال اعياد الميلاد المجيدة، التي تنطلق احتفالاتها في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
وقال أبو طربوش لـ'وفا': إنه بدأ بالتحضير لهذه الاحتفالات منذ أسبوع كامل، إلا أن الاقبال على شراء التحف ضعيف جدا ولا يتعدى حجم البيع في يوم عادي، والسبب عدم تمكن السياح من الوصول إلى المتاجر الواقعة في ساحة المهد أو القريبة من الكنيسة، لتقييد حركتهم من قبل الدليل السياحي الإسرائيلي.
وأضاف أن الادلاء السياحيين الاسرائيليين الذين يرافقون السياح والحجاج، يتعمدون زرع الخوف في نفوسهم، ما ينعكس سلبا على اقبالهم على متاجر التحف والشراء منها.
وأعرب أبو طربوش عن تفاؤله بأن تحمل الأيام المقبلة تحسنا في عملية الاقبال والشراء، كون التجار ينتظرون هذه المناسبات طوال العام من أجل تحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وتعد متاجر التحف الشرقية المنتشرة على امتداد شارعي المهد والمغارة، وفي ساحة المهد، التي يقصدها السياح الحجاج القادمون الى بيت لحم، رافدا حقيقيا لقطاع السياحة .
وأوضح سكرتير نقابة التحف الشرقية في فلسطين عيسى جحا، أن مدينة بيت لحم تضم 40 متجرا لبيع التحف عدا عن ثلاثة متاجر أخرى في مدينة بيت ساحور، مشيرا إلى ان القائمين عليها عملوا بجد لجلب البضائع والتحف الخاصة بالمناسبة.
واضاف: رغم أن أياما قليلة تفصلنا عن بدء الاحتفالات بالأعياد المجيدة، إلا ان مدينة بيت لحم تشهد ركودا تجاريا واضحا، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الحجاج والسياح ألغوا حجوزاتهم، جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وقال رئيس جمعية الفنادق العربية في فلسطين جورج ابو عيطة إن عدد الفنادق في المدن الرئيسية الثلاث (بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور)، 35 فندقا، وتحتوي على 3500 غرفة، بسعة 7000 شخص، عدا عن خمسة نزل دينية، إضافة إلى خمسة فنادق قيد الانشاء اثنان في بيت جالا ومثلهما في بيت لحم، والآخر في بيت ساحور.
وأضاف أن نسبة الحجز وصلت إلى 60% حتى الآن، وأن معظم الحجوزات من أوروبا الشرقية والغربية، مشيرا إلى أن هذه النسبة أقل بكثير عن السنة الماضية.
وأرجع أبو عيطة سبب تراجع حجم الحجوزات هذا العام، إلى تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من الحجوزات الغيت لهذا السبب، بعد ان كانت معظم الغرف الفندقية محجوزة، مقدرا خسائر القطاع السياحي بملايين الشواقل.
وقال: في العام الماضي وخلال شهر تشرين أول/ اكتوبر، بلغت نسبة الحجز ما بين 70-80%، إلا أن هذه النسبة في العام الجاري وفي ذات الشهر لم تتعد 40-50%. وأشار إلى أن عملية إشغال الغرف الفندقية تبلغ ذروتها في الفترة ما بين 22-26 من الشهر الجاري
وأضاف: رغم الركود الحاصل، لم يحصل أي تغير على طواقم العمل، لكن طرأ تغير في تقديم الخدمات من خلال تصنيف الفنادق، الذي بدوره انعكس ايجابيا على الأداء العام والعائد المادي.
ويرى مختصون أن الحراك التجاري والاقبال على الشراء في بيت لحم، ما زال ضعيفا، أمام الاستعدادات لاستقبال الأعياد المجيدة.
وقال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم سمير حزبون: إن هذه الاعياد تعتبر مناسبات موسمية من الناحية التجارية والاقتصادية، وبالتالي ترتبط بالأوضاع الاقتصادية من حيث دخل المواطنين وقدرتهم الشرائية.
وأضاف: أن العدوان الإسرائيلي على غزة، أثر بشكل كبير على القطاع السياحي، وهو ما يظهر على أرض الواقع من خلال الحركة الضعيفة للسياحة، رغم كل التوقعات في الفترة ما بين 20-27 من الشهر الجاري في زيادة نسبة الحجوزات وتدفق السياح .
وأشار إلى أن الموسم الحالي يأتي في ظل ظروف سياسية صعبة، ما سيدفع الى التقليص في النفقات والأمور الأخرى المرتبطة بموسم الأعياد، ولفت إلى أن استعدادات التجار ليست كبيرة بل متواضعة من حيث أنواع البضائع والسلع المتوقع الاقبال عليها.
ورأى حزبون أن ارتفاع سعر صرف الدولار والدينار سيؤثر على الأسعار، وبالتالي سيكون هناك ارتفاع بالأسعار بنسبة لا تقل عن 20% لبعض المنتوجات.