الدعوة لتفعيل دور الحركات الطلابية في الجامعات الفلسطينية
أوصى مشاركون ومتحدثون، في جامعة بيرزيت خلال مؤتمر عقدته دائرة شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، بضرورة الاهتمام بالمشاركة النشطة للحركات الطلابية في الفعاليات الوطنية والفكرية والتراثية والثقافية، والتركيز على ديمقراطية التعليم بصفته عامل رئيس للحركة الديمقراطية الطلابية.
كما شددوا، خلال المؤتمر الذي حمل عنوان: دور الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية: مراجعة نقدية 'جامعة بيرزيت نموذجا'، وحضره أكاديميون، ووزراء سابقون، وأعضاء مجلس تشريعي، على ضرورة استمرار الحركة الطلابية في دورها الفاعل في المقاومة ضد الاحتلال، وتجسيد الوحدة الوطنية، وتعزيز دور المرأة في مجلس اتحاد الطلبة والكتل الطلابية، وتحديث مسودة دستور مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت.
وتحدث رئيس الجامعة بالوكالة، عادل الزاغة، في كلمة المؤتمر الافتتاحية، حول دور الحركات الطلابية في الجامعات الفلسطينية في السبعينات، والانتساب السري للحركات الطلابية المنبثقة الحركات الوطنية، وبشكل خاص منظمة التحرير الفلسطينية، لكونها القوة الوحيدة والأولى في تلك الفترة.
وقال: إن مرحلة تأسيس الحركات الطلابية رافقها نقد، ونقد ذاتي، مستذكرا عددا من المقالات النقدية حول عمل ونشاطات الحركات الطلابية، التي نشرها في ذلك الحين، الإعلامي الفلسطيني، عارف حجاوي.
وأكد عميد شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت، محمد الأحمد، أن هدف المؤتمر هو تسليط الضوء على تجربة الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، مضيفا: 'أن جامعة بيرزيت تعمل بشكل دائم لدعم وتقوية الحركة الطلابية في سبيل دعم استقلال الحركات الطلابية بقرارتها وافكارها الى حد ما، وهو ما يساهم في إغناء تجربة الحركة الطلابية، عبر جعلها ساحة من الجدل الفكري الهادف'.
وجاءت الجلسة الأولى من المؤتمر تحت عنوان 'تاريخ وتحول الحركة الطلابية'، وأدارها محمد الأعرج، وتناول فيها النائب في المجلس التشريعي، بسام الصالحي، فكرة نشوء الحركات الطلابية في أواسط السبعينات، موضحاً أن البيئة الوطنية العامة، والنشاط الجماهيري العربي والفلسطيني، ونشاطات العمل التطوعي، والفن والمسرح والتراث، والمتغيرات السياسية، التي رافقت حرب أكتوبر وأحداث أيلول وانتقال المقاومة الفلسطينية الى لبنان، كانت عاملاً في نشوء الحركة والدور الطلابي.
وأضاف، ساهم ظهور الصحف ودور النشر والادب التقدمي، والفرق الغنائية والمسرحية والفلكلورية في تشكيل مناخ ثقافي وفكري تقدمي، ألهم الشريحة الطلابية مزيدا من النشاطات والفعاليات، ضمن إطار طلابي، تعلمي، ثقافي وسياسي.
وبين الصالحي، الدور الفاعل للحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، من خلال المشاركة في الفعاليات الوطنية المباشرة، في الانتفاضة الأولى، والنشاطات والمهرجانات التي تُعنى بالفلكلور والتراث الفلسطيني، واستقطاب الفنانين والكُتاب والادباء والعروض المسرحية، وتنسيق العمل التطوعي بين الجامعات الفلسطينية، والاهتمام بالقضايا الطلابية، مشيرا الى أن النظام التعليمي في بيرزيت وفر مناخا ديمقراطيا تأثرت به الحركة الطلابية.
وجاءت المداخلة الثانية، من سجن هداريم للقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، وقدمها عنه استاذ الدراسات الدولية، أحمد العزم، تحدث فيها حول الدور الحركي الطلابي العالمي، والمؤتمر الطلابي الفلسطيني الأول عام 1934، الذي دعا الى محاربة الانجليز ورفض الهجرة اليهودية، مؤكدا أنه من الصعب الحديث عن حركة طلابية فلسطينية قبل النكبة، بما تعنيه من تنظيم وتأطير ومؤسسات، وأن الحركة الطلابية الأولى في الجامعات الفلسطينية نشأت في السبعينيات، سبقها نشاط طلابي للطلبة الثانويين والمعاهد.
وقال، لعبت الحركة الطلابية دورا مهما في المؤتمرات الوطنية والشعبية، في جامعتي بيرزيت والنجاح، في السبعينيات، وساهمت في دعم منظمة التحرير الفلسطينية، وفي الثمانينات كانت مرحلة العقد الذهبي للحركة الطلابية الفلسطينية، نتيجة زيادة عدد الطلبة والجامعات والمعاهد، خصوصا في ناحيتين هما: توفير التعليم لغير المقتدرين، والمساهمة الفعالة في انتفاضة الحجارة. وفي التسعينات لعبت الحركات الطلابية دورا هاما في العمل التطوعي والمبادرات الهامة لتعزيز مقاومة الاحتلال، وتميزت باتخاذها قرارات وطنية في اطار نقاش وحوار ديمقراطي.
وعقب على الجلسة الأولى، استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، علي الجرباوي، وتتبع في تعقيبه أبرز مراحل نشوء وتطور الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، والكتل التي كانت قائمة في تلك الفترة، والتحالفات الوطنية والتنافس السياسي، ثم تحدث عن أول عملية انتخابية لمجلس طلبة في جامعة بيرزيت، موضحا أن مرحلة ما قبل الانتخابات ومجالس اتحاد الطلبة كانت تعتمد على نوادٍ طلابية.
وافتتحت النائبة في المجلس التشريعي، خالدة جرار، أعمال الجلسة الثانية من المؤتمر، بالحديث عن مكانة وواقع الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، واستعرض مساعد عميد شؤون الطلبة، فضل الخالدي، 'أثر الحركة الطلابية في تفعيل الديمقراطية لدى الشباب'، وتحدث رئيس مجلس اتحاد الطلبة، مصطفى مصطفى، عن دور ومكانة مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت وتطلعاته المستقبلية، وقدم رئيس مجلس الطلبة السابق في الجامعة، اياد حبيب، مداخلة: واقع الحركة الطلابية وعلاقتها بالفصائل الفلسطينية.
وتناول المتحدثون في الجلسة الثالثة التي أدارها عادل الزاغة: 'رؤية واستشراف لدور الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت'، تحدث فيها القائم بأعمال عميد شؤون الطلبة، محمد الأحمد، حول 'دستور موحد لمجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية'، كما تحدث رئيس دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، عبد الرحمن الحاج، عن أولويات المرحلة القادمة للحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية، وعقب على الجلسة غسان الخطيب، نائب رئيس الجامعة للتنمية والاتصال.