الشهيد عدوان.. دليل آخر على دموية الاحتلال
أسيل الأخرس
في مخيم قلنديا شمال القدس بدأت قصة حياة الشهيد محمود عدوان (21 عاما) وانتهت، رصاصة واحدة أنهت القصة ومنعته من الاحتفال بعيد ميلاده الـ22، ووضعت حدا لحياته.
أفاق عدوان كما أهالي المخيم على أزيز الرصاص وصيحات الشبان، في ساعة مبكرة من الفجر، عندما تسلل جنود الاحتلال بآلياتهم إلى قلب المخيم، وشرعوا بإطلاق النار دون تمييز وبشكل عشوائي ليسقط شهيدا على سطح منزله برصاصة حاقدة اخترفت فمه وخرجت من مؤخرة الرأس.
بيوت المخيم المتلاصقة مكنت أبناء عم الشهيد من رؤيته ملقى على الأرض، وصعدت أميرة الشقيقة الصغرى للشهيد بعد دقائق قليلة على الطلقات النارية إلى سطح المنزل لترى محمود مسجى بدمه.
وفيما تبكي أميرة شقيقها ورفيق سنوات الطفولة، تذكر قصصا وذكريات شهدت عليها أزقة المخيم، تخرج من جيبها منديلا ورقيا مسحت به دماء محمود في محاولة فاشلة منها لإنعاشه.
وتقول والدة الشهيد، 'محمود أصغر أبنائي، لم تكن حياته سهلة واعتقل دون اخوته حين كان في الرابعة عشرة من عمره، وحكم لعام ونصف قضاها في سجن عوفر، وكنت أفكر في تزويجه وأبحث له عن عروس لأطمئن عليه، خاصة أن والده مصاب بورم في الدماغ'.
'راح محمود راح الغالي'، وتضيف، محمود كان قريبا لي ولأخواته، كان الصغير والحنون والمشاغب، وبالرغم من صغر عمره يشعر بالمسؤولية، وهكذا انتهت حياته، ففي الليلة الماضية وبينما دخلت قوات الاحتلال المخيم واستيقظ اهل البيت كحال اهل المخيم، خرج محمود على السطح وقال لنا، ادخلوا المنزل، وخرج ليرى من المستهدف من الجيش 'راح وما رجع'.
وتقول إحدى نساء المخيم مواسية والدة الشهيد، إن خالات الشهيد هن امهات لشهداء والأسرى، وإن المخيم لن يتوقف عن تقديم الشهداء، فمحمود من قرية الشواه، قضاء القدس سيلحق بالشهداء ويدفن في المخيم الذي عرفه كوطن، في مقبرة شهداء المخيم.