مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الشاعر التونسي أولاد أحمد: جناس الشعر والثورة

 (نداء عوينه)

نريد الحرية بأسرها، نريدها دفعة واحدة، لا منقوصة ولا بعد حين. لقد نفد صبرنا بعد أن رزحنا قرونا تحت الاستبداد وأقنعة الديمقراطية الزائفة في الوطن العربي.

من تونس إلى فلسطين، من سيدي بوزيد مسقط رأسه، إلى رام الله حيث حل ضيفا على متحف محمود درويش في أمسية شعرية ضمن فعاليات 'مبدع في حضرة درويش'، أخبرنا الشاعر العربي محمد الصغير أولاد أحمد أنه عاش فلسطين كحلم وقضية لسنوات طويلة.

 

ويقول عن زيارته الأولى لفلسطين: 'أحس أنني بصدد الحج، زرت بيت لحم ورام الله ومررت بالقرى والحواجز الإسرائيلية، فشعرت كأنني لا أسافر أفقيا، بل عموديا عميقا في أرض التكوين الإنساني... كأنني في سرة الكون'.

 

ويضيف: 'في الثمانينيات عندما رحلوا من لبنان وجاءوا لتونس واختلطنا بهم، أثروا حياتنا الأدبية والاجتماعية والشعرية. لا تكاد حياتنا في تونس تخلو من اسم فلسطين وعلمها وشالها في الشوارع والمسيرات واللحظات التاريخية العصيبة'.

حياة وشعوب وشباب

ثمة حياة في فلسطين؛ حياة لا تقف عند حدث ما، وإن كان مفجعا، كما في أوطاننا، بلاد العرب، لم يجد الشاعر أولاد أحمد فارقا في حياة المواطنين في رام الله وتونس، فالاحتلال ليس استعمارا خارجيا فحسب، فالعيش في دولة نظامها مستبد هو عيش تحت احتلال داخلي، وإن كانت الدولة مستقلة.

خضعت الشعوب العربية لأنظمة الاستبداد عقودا طويلة، وإن كانت تونس هي فاتحة الديمقراطية الحقة، فهي أيضا بصيص الأمل لتقدم الوطن العربي نحو الحداثة والمدنية والتحرر الاجتماعي، وعن هذه الثورة، يقول أولاد أحمد: 'الثورة التونسية أساسا قام بها الشباب والنساء والفتيات والأولاد، فهم يمتلكون الطاقة الهائلة، ورأوا ما يقاسي أباؤهم وأمهاتهم فتكفلوا بإسقاط ذلك النظام، لذا أقول إن الثورة التونسية هي أول ثورة حداثية لأنها استخدمت الوسائل التكنولوجية الحديثة، واستطاعت بوسائل الاتصال الحديثة أن تسقط نظاما في 29 يوما، وظهرت فيها تعابير فنية محدثة كالغرافيتي والموسيقى، وحتى طريقة الكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي، أنا مع هذه التعبيرات وضد الأبوية'.

    الثورة استراحة الشاعر من الشعر

'في إبريل المقبل يكون عمري 60 عاما، إذا جاز لي أن اسمي ما عشته حياة، صودرت كتبي، سجنت لفترات قصيرة، طردت من عملي، وقع تكفيري من الكثير من الشيوخ، ومع ذلك لا أشتكي لأن هذه هي السلطة، وهذا هو المجتمع. أنا أوزع جهدي على عدة محاور، أكتب الشعر والنثر، أعمل بالصحافة وأغامر بجسدي في المظاهرات. كانت السنوات الثلاث التي مرت لحظة سياسية بامتياز، يقول شاعرنا أولاد أحمد.

ويتابع 'من قبل، كان يعاب على الشاعر أن يتدخل بالشأن السياسي، كانت تلك رغبة الأنظمة القديمة كي تنفرد بالسلطة والمال والجاه فتحرّم النقد. الحياة أهم من الشعر، أن تناضل من أجل نموذج مجتمعي مدني متطور حديث، أهم من كتابة قصيدة. فالسياسة ليست عيبا، هي إدارة الشأن العام وهي فن'.

يثور الشعب، فيكتب الشاعر فيُقرأ، ويوقد الحراك الشعبي فيزيده اشتعالا، فنرى خلال الثورة الكثير من أبيات الشعر لأولاد أحمد ودرويش وأحمد فؤاد نجم تعلقها النساء على صدورهن وعلى اللافتات وعلى الحيطان في منازلهن.

ويقول أولاد أحمد: 'الشعر فعل باللغة، هو بطبيعته ثورة، عليه أن يجدد وأن يأتي بما لم يأت به الأوائل، كما قال المتنبي والمعري، الشاعر يغار من الثورة، لأن ثورة الجماهير والشعوب تأتي دائما خلاصة لما بشر ودعا إليه الشعراء، هي فسحة لراحة الشعراء حتى إذا وصلت لأهدافها وحققت الكرامة والحرية ينطلق الشاعر للكتابة بجمالية عالية إن تسنى له ذلك'.

 

 تحوّل المسار وبصيص الأمل

لا نفيها حقها مهما كررنا أن تونس فاتحة الديمقراطية الحقة، هي أول دولة عربية تلغي العبودية، وأول دولة تحرر المرأة حتى أصبحت تقود الطائرات، وهي أول ثورة تلقائية، حتى وقع تحويل الثورة من شعاري الحرية والكرامة إلى شعار الدولة دينية أو الدولة مدنية.

يقول شاعرنا: 'من حسن الحظ أن هذه الثورات أعطت فرصة للإسلام السياسي، فبين هذا الإسلام السياسي أنه غير وطني، وأضر بالدين والإسلام في عيون العالم، هم يتكلمون باسم الدين وهم سراق حقيقيون وكذابون محترفون ويجهلون الإدارة ودواليب الدولية وخطابهم مزدوج ولا ينتمون لأي وطن عربي، وعندما جاءت الانتخابات لفظهم الشعب، وأتمنى أن يحاسبهم يوما ما، في الانتخابات الأخيرة صوت الشعب للأمن والنموذج المجتمعي الحديث، والدفاع عن مكتسبات المرأة والحريات والحقوق. أنا متفائل أن قطار الديمقراطية يبدأ بالسير على السكة ولا رادّ له'.

موقف غير خجول: أريد الحرية الآن

'أنا بدوي، قال أولاد أحمد، لذا أنا مباشر. ليس لدي وقت لأنتظر أن تتجسد الحرية، لن أعيش ثلاثة أو أربعة قرون. أنا أريد الحرية الآن لأتفرغ لكتابة الشعر والحياة، لكن زمن الشعر ليس زمن تحرك شعبي ومجتمعي لذلك، أحس بأني سابق. لست نبيا لكن ما بشرت به بأشعاري يتحقق الآن'.

الآن ونحن على مشارف الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تونس، لا يسعنا إلا الصلاة لثورة الشعب وقيامه من سباته، لعل تونس تكون فاتحة الخير والحرية والكرامة والعدالة، فنشفى من أغلالنا، وكما قال شاعرنا الكبير محمود درويش 'لا نشفى من حب تونس'.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024