مشردو غزة... نريد العودة الى بيوتنا
زكريا المدهون
وائل شحادة لم يعد الى منزله في حي الزيتون شرق غزة، ولا يزال يقطن هو وأفراد أسرته في إحدى المدارس غرب المدينة في ظروف إنسانية صعبة بالرغم من اقتراب وقف العدوان على قطاع غزة من الشهر الرابع.
شحادة يعدّ واحدا من آلاف الغزيين الذين لم يعودوا الى بيوتهم التي دمرتها قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانها الأخير في الصيف الماضي والذي استمر 51 يوماً، ولا يزالون ينتظرون دوران عجلة الاعمار التي تسير ببطء شديد كما يؤكد عديد المسؤولين.
يقول شحادة، ' منذ بداية العدوان الاسرائيلي وأسرتي المكونة من 24 فردا تعيش في تلك المدرسة بعد تدمير طائرة حربية لمنزلنا بشكل كامل ومصنعا للخياطة كنا نعتاش منه وسيارتي الخاصة.'
ويضيف لـ 'وفا' وهو يجلس على كرسي خشبي في احدى مدارس الايواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'الأونروا'، ' استشهدت زوجة عمي نتيجة القصف واثنان من أفراد عائلتي... وفقدنا كل ما نملك وننتظر اعادة بناء منزلنا المكون من أربع طبقات.'
وزير الاشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، كان قد أوضح أن قطاع غزة يحتاج إلى 150 ألف وحدة سكنية بعد العدوان الأخير، وأن عملية إعادة إعمار قطاع غزة تسير بشكل بطيء، وأنها بحاجة إلى جهد أكبر.
وقال في تصريحات صحفية أمس: 'في قطاع غزة آلاف الأسر تنتظر عملية إعادة الاعمار لإيجاد المأوى لها.'
وبالرغم من أن 'الأونروا' تقدم لشحادة كل مستلزمات المعيشة كما يقول إلا أن ذلك لا يغنيه عن العودة بأسرع وقت الى منزل يجد فيه راحته وكرامته ، خاصة أن معاناة المهجرين تزداد خلال فصل الشتاء.
بدوره ينتظر أحمد أبو هندي من سكان منطقة التوام شمال مدينة غزة، منذ وقف العدوان الاسرائيلي اعادة بناء بيته المدمر.
وقال أبو هندي لـ 'وفا':' بيتي أصيب بأضرار بالغة ودمرت محتوياته وأصبح غير صالح للسكن، شقاء عمري ذهب في لحظة.'
وتابع:' قدّر الله وما شاء فعل، ومنذ ذلك الوقت أعيش مع أفراد أسرتي التي تضم أطفالا في تلك المدرسة لا نريد البقاء هنا طويلا نريد العودة الى بيتنا.'
وبعد أن شكر المنظمة الأممية على ما تقدمه من مساعدات انسانية لهم، أكد أبو هندي العاطل عن العمل أن طلبه الوحيد هو إعادة بناء منزله المدمر.
وكان مدير عمليات 'الاونروا' في قطاع غزة 'روبرت تيرنر قال قبل يومين:' ان الوكالة لن يكون لديها اي أموال بداية العام الجديد لتقديم اية مساعدات سواء لإعادة اعمار البيوت المتضررة او دفع بدل ايجارات بسبب عدم وفاء المانحين بالتزاماتهم.
ونبّه تيرنر في تصريحات للصحفيين: 'ان الوضع المالي لـ 'الاونروا' خطير، وأن على المتبرعين سرعة تحويل الأموال الى غزة للبدء بعمليات الاعمار الحقيقية'، مشيرا الى ان ما وصل الوكالة حتى الآن هو مائة مليون دولار دفعت كإيجارات بيوت واصلاح أضرار أكثر من 35 الف أسرة في قطاع غزة.
وحذر المسؤول الأممي 'من أن عواقب توقف 'الأونروا' عن صرف المدفوعات للأسر المتضررة ستكون وخيمة، حيث سيجد عشرات آلاف اللاجئين وأسرهم أنفسهم بدون مأوى مناسب وبدون أي دعم خلال الأشهر القاسية من فصل الشتاء.