خلال كلمة وجهها للمؤتمر الثالث لحركة 'فتح" في نابلس - الرئيس: رغم التحديات نحن في موقع سياسي قوي فالعالم إلى جانبنا
- لا نعمل بردود الفعل وقراراتنا نتخذها في الوقت المناسب
قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إنه 'رغم التحديات والضغوط والمؤامرات نحن في موقع سياسي قوي فالعالم يقف إلى جانبنا'، مذكرا 'بما حققناه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 عندما لم تعارض سوى تسع دول فقط الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف سيادته، في كلمة وجهها للمؤتمر الثالث لحركة 'فتح' إقليم نابلس، اليوم السبت، أن برلمانات أوروبا ودولها الهامة تصوت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأن اعتراف الحكومة السويدية بدولة فلسطين خطوة في غاية الأهمية، الأمر الذي يعزز توجهنا إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يحدد جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولتنا المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس.
وقال الرئيس 'إننا لا نعمل بردود الفعل فقراراتنا نتخذها في الوقت المناسب، وبما يخدم قضيتنا الوطنية، ولذلك اخترنا الانضمام لعدد من المنظمات والمعاهدات الدولية، وإبقاء الباب مفتوحا للانضمام إلى غيرها، وبانتظار ما ستسفر عنه الجهود الفلسطينية والعربية والدولية في مجلس الأمن سنتخذ قراراتنا اللاحقة'.
وفيما يلي كلمة الرئيس محمود عباس التي وجهها إلى مؤتمر 'فتح'، إقليم نابلس:
بسم الله الرحمن الرحيم 'ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون'، صدق الله العظيم
ودّعنا قبل أيام قليلة الأخ المناضل الوزير زياد أبو عين الذي استشهد في الميدان مدافعا عن الأرض ضد الاستيطان، هذه الجريمة تزيدنا إصرارا على التوجه إلى المنظمات الدولية لمعاقبة المسؤولين الإسرائيليين وتقديهم للعدالة.
كان الأخ زياد فارسا مقداما وفي الصفوف الأولى في المقاومة الشعبية السلمية، بل قائدها.
'فتح' الرائدة في محطات النضال الفلسطينية، فهي أول الرصاص، وأول الحجارة، وهي أول المقاومة الشعبية السلمية.
الأخوات والأخوة..
أيتها الفتحاويات أيها الفتحاويون أعضاء مؤتمر حركة 'فتح' إقليم نابلس، عروس الشمال وجبل النار، استمرت 'فتح' في قيادتها للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقتها عام 1965 وحتى اليوم لعاملين أساسين، أولهما أن برنامجها برنامج وطني فلسطيني على أساسه تبني سياساتها، أما العامل الثاني فهو الحرص على النهج الديمقراطي والديمقراطية التي لا تتحقق من دون مؤتمرات وانتخابات تجدد فيها الحركة نفسها وأطرها.
الالتزام بالحركة هو التزام ببرنامجها السياسي والتنظيمي الذي يكفل حق التعبير الحر عن الرأي داخل الأطر وانصياع الأقلية لقرار الأغلبية مع احترام الأغلبية للأقلية وعدم شخصنة الخلاف في وجهات النظر.
و'فتح' بخصوصيتها المنفتحة على الكل الفلسطيني لا تقبل في صفوفها التجنح، فهي حركة غير قابلة للقسمة، نريد من مؤتمركم كما بقية مؤتمرات الأقاليم أن تعزز وتقوي وحدة الحركة، فمن ينتخب يمثل الجميع وهو تكليف وليس تشريفا.
على أبواب مؤتمرنا السابع هناك تحديات كبيرة تواجهنا وتواجه مشروعنا الوطني؛ الاستيطان يتوسع وأخطره ما يجري في القدس وجوارها، والتعصب والعنصرية في إسرائيل تصاعدت في السنوات الأخيرة، والمفاوضات فشلت بسبب استمرار الاستيطان وعدم التزام الحكومة الإسرائيلية بإطلاق الدفعة الرابعة من أسرانا.
وعلى الصعيد الداخلي، أفشلت حركة 'حماس' المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، متمسكة بمصالحها الذاتية الضيقة.
إن عدم تمكين 'حماس' لحكومة الوفاق الوطني من القيام بدورها في قطاع غزة عقبة كبيرة أمام إعادة الإعمار، نحن متمسكون ولن نتراجع عن موقفنا بضرورة استعادة الوحدة بين شطري الوطن والانتخابات الرئاسية والتشريعية هي الفيصل.
نحن متمسكون بإعادة الإعمار حسب ما اتفق عليه مع الأمم المتحدة، وأي عقبات توضع في طريقه هي لعرقلة التنفيذ وحرمان أهلنا من الاستفادة الفورية من المساعدات الدولية لإيوائهم وإعادة بناء البلد.
الأخوات والأخوة..
رغم التحديات والضغوط والمؤامرات نحن في موقع سياسي قوي فالعالم يقف إلى جانبنا، وأذكر بما حقنناه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 عندما لم تعارض سوى تسع دول فقط الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، برلمانات أوروبا ودولها الهامة تصوت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إن اعتراف الحكومة السويدية خطوة في غاية الأهمية، ويعزز هذا توجهنا إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يحدد جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقيام دولتنا المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس.
نحن لا نعمل بردود الفعل فقراراتنا نتخذها في الوقت المناسب وبما يخدم قضيتنا الوطنية، ولذلك اخترنا الانضمام لعدد من المنظمات والمعاهدات الدولية وإبقاء الباب مفتوحا للانضمام إلى غيرها، وبانتظار ما ستسفر عنه الجهود الفلسطينية والعربية والدولية في مجلس الأمن سنتخذ قراراتنا اللاحقة.
أتمنى التوفيق لأعمال مؤتمركم، فنجاحه هو نجاح لفتح قائدة مسيرتنا نحو الحرية والاستقلال والدولة.
تحية لشهدائنا الأبطال والحرية لأسرانا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا و انطلقت، اليوم السبت، أعمال المؤتمر الثالث لحركة 'فتح' إقليم نابلس، بعنوان: 'الشهيد زياد أبو عين'.
وأعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، عباس زكي، عن أمله بأن يكون انعقاد المؤتمر، خطوة انتقال لبداية النهوض بالحركة وتقييم المرحلة ووضع سياسات جديدة. وتطرق إلى دور محافظة نابلس في مسيرة النضال الوطني.
وأكد أمين سر حركة فتح في نابلس، محمود اشتية، حق شعبنا بممارسة النضال ضد الاحتلال والاستيطان والطرد والترحيل والتمييز العنصري، كما كفلته القوانين الدولية.
وقال: إن حركة فتح تدرك أنها تواجه مرحلة غاية في الدقة والحساسية والخطورة، لكنها ستجتازها كما اجتازت ما سبقها من مراحل، مؤكدا أنها تملك القوة للانطلاق نحو المستقبل برعاية منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.
واضاف: 'ثوابتنا لن تتغير، ولن تتبدل ولا تنازل ولا تفريط وبوصلتنا القدس عاصمة دولة فلسطين'.
وشدد اشتية على عدم قبول استمرار الانقلاب في قطاع غزة ورفض مواصلة حملات التشهير والتحريض من قبل حركة حماس ضد قيادات الحركة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، مؤكدا تجدد البيعة للرئيس عباس.
من جانبه، شدد رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة، على أهمية مواصلة المقاومة الشعبية السلمية في وجه المحتل، ومواصلة الجهود السياسية بقيادة الرئيس محمود عباس.
وتطرق إلى الدور النضالي الذي مارسته وما زالت تمارسه حركة فتح، وشكل ركيزة أساسية في مسيرة النضال الوطني.
ودعا بركة إلى مواصلة الجهود من أجل إتمام ملف المصالحة والمضي قدما بخطواتها، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير، مؤكدا أن كافة الفعاليات في أراضي 1948 ستخوض الانتخابات المقبلة في إسرائيل والمزمع عقدها في آذار المقبل، ضمن قائمة موحدة.
بدوره، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، إن انعقاد هذا المؤتمر محطة من محطات التحضير للمؤتمر السابع للحركة الذي تنعقد عليه الآمال.
وطالب عبد الكريم، حركة حماس برفع الغطاء عن الذين قاموا بالتخريب والتفجيرات أثناء التحضير لإحياء ذكرى الشهيد ياسر عرفات في قطاع غزة.
يذكر أن 59 مرشحا يتنافسون على 15 مقعدا في انتخابات إقليم نابلس.