بيت جديد .. أمنية مشردي غزة في 2015
(زكريا المدهون)
تقتصر أمنية أسرة أبو بلال أبو عودة من بلدة بيت حانون المتاخمة للحدود الشمالية لقطاع غزة، خلال عام 2015 على إعادة بناء بيتها الذي دمرته قوات الاحتلال الاسرائيلي أثناء عدوانها الأخير الذي استمر 51 يوماً.
وقال بلال أبو عودة (35 عاماً): 'أمنيتنا الوحيدة في العام الجديد أن يتم اعادة بناء بيتنا المكون من سبعة طوابق ولمّ شمل أسرتنا من جديد'، مشيرا الى أن أربعين فردا من أسرته ما زالوا مشردين بدون مأوى في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'.
ودمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها الصيف الماضي أكثر من 50 ألف منزل ما بين تدمير كلي وجزئي وبسيط، إضافة الى تدمير مئات المنشآت الصناعية وتجريف آلاف الدونمات الزراعية.
وبعد مضي أكثر من أربعة أشهر على وقف إطلاق النار، لا تزال مئات الأسر مشردة في مدارس تابعة لـ 'الأونروا' أو بالإيجار، بدون مأوى بعد تدمير منازلها.
ولفت أبو عودة الى أن العام 2014 كان من أسوأ الأعوام التي عايشها من حيث القتل والتدمير والحصار، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يكون 2015 أفضل من سلفه وأن تتحقق أمنيات شعبنا بالحرية والاستقلال.
هيثم الكفارنة (45 عاما) يتمنى هو الآخر أن يأتي العام الجديد وقد أعيد بناء بيته المدمر من جديد بعد تدميره بشكل كامل من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانها الأخير.
وأضاف الكفارنة لـ'وفا'، 'أنه يقطن في بيت بالإيجار على نفقته وذلك بعد مرور أربعة أشهر على تدمير بيته'، منوها الى أنه ينتظر أن تدفع 'الأونروا' له بدل ايجار لأن الايجارات مرتفعة وراتبه لا يكفيه، وان أسرته المكونة من ثمانية أفراد ستضطر للعودة الى العيش في المدارس إذا لم يتوفر لها سكنا بالإيجار.
وأكد أن أسرته تعيش حالة من عدم الاستقرار والقلق، داعيا الى سرعة اعمار ما دمرته قوات الاحتلال ووضع حد لمعاناة المشردين.
وكان مدير عمليات (الأونروا) في قطاع غزة روبرت تيرنر، قال: 'إن الوكالة لن يكون لديها أي أموال بداية العام الجديد لتقديم أية مساعدات سواء لإعادة إعمار البيوت المتضررة أو دفع بدل إيجارات بسبب عدم وفاء المانحين بالتزاماتهم.'
وأضاف في تصريحات سابقة، 'أن الوضع المالي لـ(الاونروا) خطير، وأن على المتبرعين سرعة تحويل الأموال الى غزة للبدء بعمليات الإعمار الحقيقية'، مشيراً إلى أن ما وصل الوكالة حتى الآن هو مائة مليون دولار دفعت كإيجارات بيوت وإصلاح أضرار لأكثر من 35 ألف أسرة في قطاع غزة.
ويخشى محمود عبد الهادي (41 عاماً) من بيت حانون أن يأتي العام المقبل ولم يتم إعادة بناء منزله المدمر الذي كان يؤوي عشرة أفراد.
وأكد عبد الهادي أنه يقطن مع أفراد أسرته في ظروف إنسانية صعبة في أحد مدارس 'الأونروا'، بعد طردهم من المنزل لعدم قدرته على دفع الايجار. وتمنى أن يأتي العام الجديد وقد تحققت أمنيته الوحيدة وهي العيش بكرامة في منزله بعد إعادة بنائه.