الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

حراك 'أخضر' في شتاء بارد

 استبق مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، موسم المطر بالإعلان عن فعالياته الخضراء، التي ستتواصل حتى بداية الربيع.

وأطلق المركز أنشطته في عدة محافظات، وشملت تدريبات للإعلان عن سلسلة منتديات بيئية نسوية وطلابية، ورحلات خضراء لمراقبة الطيور وتحجيلها، وجولات للطلبة المنخرطين في أنشطة مشروع الهوية الوطنية.

وقال المدير التنفيذي للمركز سيمون عوض: التحدي البيئي في فلسطين كبير، وبتوقيع الرئيس محمود عباس، قبل أيام على طلب الانضمام لمعاهدات دولية وبعضها ذات طابع بيئي كالنفايات الصلبة والسلاح النووي والتنوع الحيوي، يزداد هذا التحدي، ما يثبت أن البيئة ليست هامشية، أو شكلية.

عوائق ولكن

وأضاف: خضنا في السابق جهوداً كبيرة لأجل تشجيع المواطنين وحث المسؤولين والصحفيين والحقوقيين على أخذ القلق البيئي في فلسطين بالاعتبار، وعدم تأجيله بفعل الصعوبات التي ينتجها الاحتلال، وتراجع الوعي البيئي لدى شرائح واسعة، عدا عن التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخطيرة.

ويرى عوض، وهو يتابع سير فعاليات الأسبوع الأول من الأنشطة الشتوية، أن تغيير الواقع البيئي مسؤولية فردية وجماعية، ولا يمكن بأي حال تأجيلها، لأي سبب؛ 'لأننا لا نستطيع أن نعيش في الفراغ، ونحتاج لعناصر بيئتنا ومحيطنا  بكامل عافيتها، ودون تدمير أو استنزاف'.

وقال: المسألة ليست ترفًا، وهناك الكثير من العوائق، ومستمرون في رسالتنا، ويكفي أن ننقل الأمل للأجيال القادمة، ونبوح لهم بأننا نصون لهم مستقبلهم، ونراعي الأرض والماء والهواء.

ووفق المدير التنفيذي للمركز الذي انطلق قبل 29 عامًا ويتخذ من بيت جالا مقرًا له، فإن المئات من طلبة المدارس والجامعات والناشطات النسويات والمؤسسات الرسمية والأهلية الخضراء، سيشاركون في الفعاليات الشتوية الحالية، والتي ستصل أوجها في الخامس من آذار، يوم البيئة الفلسطيني، الذي جاء بمبادرة من رئيس الكنيسة اللوثرية ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي المطران منيب يونان، وانطلقت النسخة الأولى منه العام الفائت بالشراكة مع سلطة جودة البيئة.

قادة بيئيون وهوية وطنية

في الميدان، تنقل العشرات من  طلبة مدارس رام الله وبيت لحم بين أريحا ورام الله وسبسطية، في نشاط استكمالي ضمن مشروع الهوية الوطنية، الذي ينفذه المركز على مدار ثلاث سنوات.

وتشرح منسقة الأنشطة في المركز صوفيا رزق الله: أمضينا خمسة أيام في دورة 'القيادة الشابة'، واخترنا ثلاثة طلبة من المدارس المشاركة، وبدأنا نعمل مع 21 منهم ليكونوا قادة في بيئتهم ومدارسهم، ويشرعوا في تطبيق ما تعلموه.

ويهدف البرنامج إلى إعداد وتأهيل جيل يؤمن بالبيئة وقضاياها، ويبادر ويتطوع لتغييرها، ويحرص على هويته ومكوناتها، ويعرف حقوقه وواجباته، ويمتلك معرفة كافية بمحيطة،. ويسعى إلى تدريب الطلبة على حقوق الطفل، والتسامح، والهوية، والتوعية البيئية.

وأضافت رزق الله: طرحنا خمسة مواضيع، ناقشنا خلالها التوعية البيئية، ونفذنا جولة في أقسام المركز بحديقته النباتية، ومحطة مراقبة الطيور وتحجيلها، والمتحف والمعرض البيئي، واتبعنا ذلك بنقاش التحديات البيئية التي تواجه فلسطين وأخذ البيئيون الصغار يقترحون الحلول.

ووفق رزق، فإن التدريب الثاني تطرق إلى المجتمع، وعقد في مدارس المستقبل برام الله، وناقش المدربون مفاهيم المواطنة، وحقوق الإنسان والمواطن، ومكونات المواطنة وطرق وشروط منحها، والحقوق المدنية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، بجوار مفهوم الديمقراطية، وأسسها وركائزها، وعقب الانتهاء من الورشة توجه المتدربون لبيت رعاية المسنين كتطبيق عملي للمشاركة المدنية.

وأضافت: ركزنا على الهوية الوطنية، وتحدثنا عن التراث باعتباره جزءًا من هويتنا، بجانب الحديث عن الأطباق الشعبية، بعدها زار الطلبة بلدة سبسطية للتعرف على آثارها الرومانية. وتطرقنا للقيادة البيئية بغية إكساب الطلبة المهارات الواجب توافرها في القادة البيئيين كالتفكير الناقد، واتخاذ القرار، واحترام الآراء، والإصغاء، ومفهوم حقوق الطفل.

 وأنهت: البيئة والهوية الوطنية لا ينفصلان.

براعم

وقالت يافا سحويل من مدارس المستقبل برام الله، والتي تطمح أن تكون قائدة بيئية: أن نتعلم  ونحصل على ترفيه ونستشعر مشاكل فلسطين البيئية في وقت واحد، ونبدأ بالبحث عن حلول لها، فذلك يعني أننا نجحنا. فيما أفادت زميلتها تالا من مدرسة الرجاء اللوثرية برام الله، بأنها ستنقل لأخوتها وصديقاتها وكل معارفها ما تعلمته من مهارات، وستبدأ بالقلق نحو قضايا البيئة، ولن تكتفي بهذا، بل ستبحث عن طرق خلاقة لتنفيذ مبادرات بيئية لحل مشاكلنا.

ويتفق البيئيون الصغار رامز خوري، وصليبا هلال، وجياد قمصية من مدرسة الكاثوليك بيت ساحور، بأن البيئة بحاجة للعمل، ولكل جهد صغير وكبير، فتحدياتها عديدة.

بدوره، قال المدرب معمر شتيوي: إن الطلبة الذين تلقوا تمرينات 'القادة البيئيون' هم فعلا قادة بطريقة نقاشهم وتفاعلهم وتعاملهم مع بعضهم، مضيفاً أن البيئة تنتظر جهودهم.

منتديات خضراء

يعود المدير التنفيذي للمركز ليقول: اختتمنا الأسبوع الأول من فعالياتنا الشتوية، وفيه تدريبات المنتديات البيئية  بمشاركة خمسة وخمسين مشاركًا من محافظات طولكرم ونابلس وقلقيلية وجنين ورام الله والقدس؛ لنشر التوعية الخضراء عبر الناشطات في الأطر النسوية، والخريجات الجدد، وعضوات مجالس أولياء الأمور في المدارس، وطلبة الجامعات لتغيير مفاهيم حماية البيئة.

وتابع عوض: شكلنا في وقت مبكر منتديات طلابية ونسوية وشبابية وأخرى للمعلمين نفذت أنشطة ومبادرات محلية لتغيير الواقع البيئي. ونسعى للتأثير على المسؤولين لاتخاذ إجراءات لحماية البيئة، والضغط لتفعيل نصوص قانون البيئة. والقيام بحملات ميدانية تشجع العمل التطوعي وتنظيف البيئة وتجميلها.

وقال: يكمن التحدي في إعادة جزء من الاعتبار المفقود للعمل التطوعي، والبدء بتنفيذ مبادرات صغيرة عبر المنتديات؛ لأن القصة إضاءة شمعة بدلاً من تكرار نقد الواقع القاسي الذي تعانيه البيئة.

تحديات

بدورها، سلطت مسؤولة التوعية في المركز ماريانا جعنينه، الضوء على التحديات البيئية الأبرز التي ستجري متابعتها وعلى رأسها التلوث، والنفايات العشوائية، والتنوع الحيوي المهدد، والتصحر، والكيماويات، وطرق إنتاج وصناعة الكمبوست، ووسائل تقليل استخدام الورق في المدرسة، وإعادة تصنيعه، ومفهوم التدوير، وفرز النفايات، والزراعة العضوية، والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، والطاقة الخضراء، والبدائل الصديقة للبيئة التي يمكن استخدامها في المدرسة والشارع والبيت، والأهم انتهاكات الاحتلال لبيئتنا.

وقالت: حتى خلال رحلاتنا من بيت لحم ورام الله إلى سبسطية تحدثنا في الحافلة طوال الطريق عن الأشجار الأصيلة والدخيلة، والتخلص غير السليم للنفايات، ومجاري المستوطنات، ووادي النار، والكسارات، والمستوطنات. وبدأ الصغار باقتراح حلول.

واختتمت: 'صحيح أن التحديات كبيرة، لكنها تحتم أن نبدأ بخطوات صغيرة نحو التغيير'.

أمل

واحتضنت الأروقة التاريخية لمركز الطفل الثقافي المنبثق عن بلدية نابلس تدريبات نسوية وطلابية لأربعة أيام، تمهيداً لإطلاق سلسلة منتديات خضراء.

وقالت سماح صوالحة، وهي إحدى المتدربات، إن بلدتها عصيرة الشمالية تواجه تحديات عديدة، تتمثل في قلة زراعة الأشجار في أراضيها، والرعي الجائر، والصيد الجائر وبخاصة للغزلان وطائر الحجل، والمجاري والنفايات العشوائية، وحرقها.

وترتب عدين ظافر من قرية رامين بطولكرم أولويات تجمعها، فتقول: نواجه تحديات ذات صلة بالنفايات العشوائية، والصيد والرعي الجائر، والتلوث الذي يطال وادي الزومر، بفعل عدم وجود محطات لتنقية المياه العادمة فيه.

وعددت مي بني عودة من بلدة طمون المشكلات البيئية التي تهدد بلدتها، وأولها كثرة البيوت البلاستيكية، وما يسببه حرق النايلون التالف منها من متاعب، إضافة إلى الصيد الجائر وخاصة للغزلان، والازدحام المدرسي الذي يتسبب بعدم وجود بيئية  سليمة، وغياب  المتنزهات.

وتعهدت كل من: سكينة نصر وتهاني سوالمة ويارا نعجة ورزان جعايصة من مخيم الفارعة، بتوسيع قاعدة المنتدى النسوي البيئي الذي شكله المركز سابقًا، لتنفيذ مبادرات لحل قضايا: المياه العادمة، والضغط على المسؤولين لفعل شيء لتغيير هذا الواقع، إضافة للاستخدام المفرط للكيماويات في الحقول الملاصقة للمخيم، ومشاكل حرق النفايات، وإشعال إطارات السيارات.

فيما وضعت عائشة دويكات وسماح حبايبة لائحة بالمشاكل البيئية في الحي الشرقي بنابلس، وبخاصة وجود المسلخ والمصانع وسوق الخضار ومكب النفايات، وعدم وجود أشجار في الطرقات العامة، ورمي مخلفات حسبة خضار بلدة بيتا في المنطقة.

ولخصت هند فضة أبرز المشاكل البيئية في البلدة القديمة، وفي مقدمتها النفايات التي تتسبب بها سوق الخضروات في المنطقة الشرقية، ورميها على الأرض، وغياب حاويات النفايات، وتراجع الثقافة البيئية.

وعددت مي صوان من قرية أماتين، أبرز العقبات التي تواجه تجمعها، كالنفايات العشوائية التي يجري رميها بجانب الحاويات، وتحويل  كتب المدرسة بعد الامتحانات النهائية إلى نفايات بالشارع.

القائمون على المركز يجمعون على أن البيئة تحتاج للجهود كافة مهما كانت صغيرة، وهي ليست احتكاراً لأحد، وإن استمر تأجيلها حتى إشعار آخر، فسنخسر كثيرًا.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024