في انتظار حلم يتحقق..أهالي الأسرى بنابلس يلازمون خيمة الاعتصام
نابلس- نجاة البكري
في بهو قاعة الاستقبال حيث اعتاد والدا سنابل نابغ بريك (23 عاما) استقبال الإعلاميين، وقف أبو الطيّب والد سنابل وقد عاد البريق إلى عينيه بعد سماعه نبأ إتمام صفقة تبادل الأسرى.
يقول أبو الطيب:" إن تعرضي للاعتداء المتكرر بالضرب والإهانة من قبل جنود الاحتلال كلما اقتحموا مقر محطة التلفزيون حيث مقر إقامتنا أيضا، جعل سنابل تنقم على ما كانت تشاهده منذ صغرها ودفع بها لما فعلته مع الجنود على حاجز حوارة، وهو أمر لم نتوقعه منها".
واعتقلت سنابل وهي طالبة حقوق في الـ22 من أيلول عام 2008 وحكم عليها بالسجن 9 سنوات منها 5 مع وقف التنفيذ وخمسة آلاف شيقل غرامة.
أم الطيب والدة الأسيرة سنابل تقول: إنها لم تزر ابنتها طوال فترة اعتقالها سوى مرتين والذريعة دائما أننا ممنوعون أمنيا، مشيرة إلى أن محاكمة سنابل تمت بعد سنتين من اعتقالها، ونقلت لمحكمة سالم خلال فترة اعتقالها أكثر من 30 مرة دون محاكمة، وتضيف: "لم يكن يُسمح لها بالاحتكاك بأهلها نهائيا في المحكمة، وأن الجنود كانوا يحيطون بها حتى لا تتمكن من تحية أهلها،" وتقول أم الطيب إنها لم تتمكن من زيارة ابنتها إلا بعد سنة ونصف من اعتقالها، وأنها الآن تنتظر عودتها بفارغ الصبر.
وتضيف:" بقي فقط ستة أشهر على محكومية سنابل، ورغم ذلك فرحت بنبأ الإفراج عنها وعن كل الأسيرات، أنا سعيدة لحماسها، فهي ترغب في إنهاء دراستها في كلية الحقوق حتى أنها طلبت مني أن أسجلها في جامعة النجاح حيث بدأت مشوارها قبل الاعتقال؛ أتمنى أيضا أن يفرح كل من لهم أسرى خاصة أولئك الذين يخضعون لمؤبدات ... سأسعد لسعادتهم".
في خيمة الاعتصام المنتصبة بدوار نابلس، تجمع عدد من الشخصيات الاعتبارية دعما لأهالي الأسرى والأسيرات المتواجدين هناك، ومن بينهم سحر عبدو في الثلاثينات من العمر من سكان حيفا والتي أصرت على مشاركة الأهالي في تضامنهم مع أسراهم، وقررت الإضراب عن الطعام تضامنا مع الأسرى.
تقول سحر:" تواجدت في البداية في خيمة التضامن في رام الله، ثم جئت إلى هنا منذ 12 يوما إلى مدينة جبل النار، مدينة الصمود، وأنا مضربة على الطعام منذ إحدى عشر يوما، وسأستمر في النضال من أجل أسرانا البواسل".
وتضيف عبدو:" كلي أمل بأن يفرج عن جميع الأسرى، إن لم يكن من خلال هذه الصفقة، من خلال صفقات أخرى، وعلينا أن نستمر في النضال من أجلهم".
وإلى جانب عبدو تواجد عاصف أشرف نوفل (16 عاما) برفقة ابن عمه الذي يقبع والده لؤي نوفل (39 عاما) في سجون الاحتلال أيضا ومحكوم مدى الحياة، كلاهما ينتظر بفارغ الصبر ظهور قائمة المنوي الإفراج عنهم ليحضن كل واحد منهما والده.
يتمنى عاصف ابن الأسير أشرف راجح نوفل (41 عاما) والقابع بسجن رامون الصحراوي منذ 25-1-2001 أن يكون اسم والده مدرجا ضمن قائمة من سيتم الإفراج عنهم في الصفقة، الأسير أبو عاصف وهو أب لثلاثة أبناء ومحكوم عليه بمؤبد وخمسة عشر عاما يأمل أيضا بالالتحاق ببيته وأفراد أسرته بعد أن فرق الاحتلال بينهم، يقول عاصف:" سأكون سعيدا إن غادر والدي المعتقل، فقد اشتقنا له، أبي يعاني من ورم خبيث تحت الكبد، ويجب أن نعالجه حتى يتعافى".
تغريد شقيقة الأسيرة لينان أبو غلمة (30 عاما) عبرت بدورها عن فرحتها وهي تنتظر وباقي أفراد أسرتها مغادرة لينان المعتقل حيث تقبع من تاريخ 15/7/2010 وخضعت منذ ذلك التاريخ لأحكام إدارية متجددة، وتقول تغريد:" أول اعتقال لشقيقتي كان وعمرها 24 عاما، وحاكمتها سلطات الاحتلال لمدة 5 سنوات عام 2004، وتم بعدها الإفراج عنها في صفقة تبادل أسرى، وعاد الاحتلال ليعتقلها مجددا، متمنية إطلاق سراح جميع الأسيرات.
الطفل عبد المطلب وائل المشي (10) سنوات من مخيم بلاطة جلس في خيمة الاعتصام وهو يحتضن صورة والده مثله مثل عدد من الأطفال الذين جاءوا للاعتصام مع من رافقهم من أولياء أمورهم:" أريد أن يغادر والدي المعتقل، هو محكوم لعشر سنوات، وأنا اشتقت له قال الطفل المشي."
وقالت أم عبد المطلب زوجة الأسير المشي:" اعتقلوا زوجي منذ عام 2006 آمل بأن يكون من ضمن المفرج عنهم.
وبعثت صفقة تبادل الأسرى الأمل في نفوس أهالي الأسرى في محافظة نابلس التي تقبع 5 من بناتها في سجون الاحتلال وهن: أمل جمعة، ولطيفة أبو ذراع، ولينان أبو غلمة، وفتنة أبو العيش، وسنابل بريك) من بين 33 أسيرة فلسطينية، إلى جانب المئات من شبابها الذين ينتظرون ساعة الحرية.