صاحب الرقم '12' بالخدمة
بسام أبو الرب
لم تكن الطريق إلى أعالي قمم الجبال في مدينة نابلس سهلة، في ظل المنخفض الجوي وتراكم الثلوج، خاصة لمنطقة 'نابلس الجديدة'، التي تعتبر من أكثر المناطق ارتفاعا- بالقرب من قمة جبل جرزيم-، فطبيعة المنطقة وطرقها الملتوية، تحول دون الوصول إليها بسهولة وسرعة كالمعتاد.
وبعد أن وصل طاقم 'وفا' الصحفي إلى المنطقة المطلوبة، ورصد طبيعة الأحداث وما تقوم به الطواقم المختصة من أجل فتح الطرق أمام المواطنين، وقفت إحدى المركبات يكاد تظهر ملامح سائقها بسبب الثلوج المتراكمة على زجاج مركبته، وقال السائق 'هل تريدون أن اوصلكم لأي مكان'.
وبعد ان صعد الطاقم الى المركبة، وبدأ الحديث يدور حول طبيعة تواجد الطاقم في هذه المنطقة التي بالكاد يستطيع المواطن السير فيها على الأقدام، وأخذت الأحاديث تجر بعضها، إلى أن وصل السائق 'المجهول الهوية' إلى اقرب منطقة على مبتغى الطاقم، وقال ' اذا تواجدتم مرة اخرى في المنطقة هذا رقمي 121212، وانا بالخدمة طوال الوقت'.
الفلسطينيون اعتادوا على عرض الخدمات ومساعدة الاخرين، حتى دون التعارف أو تبادل المعلومات عن بعضهم، وهذا ما يؤكده أحد متطوعي مركبات الدفع الرباعي فادي اقطيش.
وقال اقطيش في حديث لـ'وفا' إن ما يقارب ستة مركبات من الدفع الرباعي تعمل على تقديم المساعدة والخدمة للعالقين جراء تراكم الثلوج وما ينتج عنها من حوادث، وذلك على طول الطريق الواصل بين نابلس ورام الله.
وأضاف إن ما يقوم به المتطوعين والذين ينحدرون من بلدة بيتا جنوب نابلس، هو عمل إنساني ووطني دون أي أجر أو مقابل.
واشار اقطيش الى انه تم التعامل مع عدد من الحوادث منذ ساعات الصباح.
وفي ذات السياق، لا يهدأ المواطن محمود زغلول (45 عاما)، عن الحركة والتواصل مع فريقه المتطوع لتقديم الخدمات الطبية والانقاذ في أصعب مناطق مدينة نابلس في الجبل الجنوبي المعروف بكثافة السكان وتراكم الثلوج فيه.
زغلول الذي يعمل نجارا قال 'لا اشعر بالسعادة المطلقة كما اشعر بها عندما نقدم خدمة لمواطن ما، في حالة الطوارئ التي اعتاد الفريق المكون من 14 متطوعا، على تقديمها دون مقابل'.
وأضاف 'إن المتطوعين يتركون أشغالهم واعمالهم الخاصة ويلتحقوا بالفرق الطبية والانقاذ، من أجل تقديم المساعدة خاصة في ظل الظروف الجوية وتراكم الثلوج، وهم مجهزون ولديهم استعدادات كاملة لأداء المهمات على أكمل وجه.
هذا وعمدت الجهات الرسمية في المحافظة على إنشاء غرفة عمليات ولجان طوارئ مشتركة من اجل تقديم الخدمة للمواطنين.
وكانت بلدية نابلس أصدرت بيانا قالت فيه 'إنها ومن خلال لجنة الطوارئ التابعة لها برئاسة المحامي غسان الشكعة، رئيس البلدية، تواصل اجتماعاتها المكثفة استعدادا لاستقبال المنخفض الجوي الحاد، لتؤكد للمواطنين الكرام الجاهزية التامة لاستقبال المكالمات الهاتفية والنداءات المختلفة في حال حدوث أي طارئ خلال فترة المنخفض الجوي'.
واشارت الى ان لجنة الطوارئ قامت خلال اليومين الماضيين بتحضير خطة عمل شاملة تضمنت العديد من الإجراءات الإدارية والفنية، وكذلك التواصل مع عدد من شركات القطاع الخاص والمقاولين بهدف التعاون مع اللجنة من خلال توفير عدد إضافي من الآليات والجرافات للمساعدة في التعامل مع هذه الأزمة، خاصة فيما يتعلق بفتح الطرق الرئيسية وتلك المؤدية للمستشفيات والعيادات والمؤسسات الهامة في حال التساقط المكثف للثلوج.