بلديات رام الله والبيرة وبيتونيا ..تكامل بالعمل وتنافس في الإنجاز
علاء حنتش
جسدت بلديات رام الله، والبيرة، وبيتونيا، منذ بدء العاصفة الثلجية الأربعاء الماضي تكاملية في العمل وتنافسية إيجابية في التخطيط والإنجاز لتقديم الأفضل إلى مواطنيها، وكان ذلك واضحا من خلال التجهيزات التي سبقت العاصفة وإنشاء غرف الطوارئ لإدارة الأزمة مع وجود فوارق في التجهيزات والخطط وآليات التنفيذ حسب خصوصية كل مدينة.
رئيس مجلس الطوارئ في المحافظة ليلى غنام أكدت على وجود تكاملية في عمل البلديات الثلاث في الميدان خلال العاصفة الثلجية وتنافس في وضع الخطط والتجهيزات قبلها.
وقالت:' كان التنافس في وضع الخطط وتحديد نقاط القوة والضعف، والكل يريد أن يوفر الأفضل لجمهوره، ونحن نشجع هذه الروح الإيجابية التي تتنافس من أجل خدمة المواطن، فكل بلدية قامت بواجبها تجاه المواطنين في منطقتها الجغرافية'.
وأضافت:' التكاملية بين البلديات وأعضاء المجلس الأعلى للطوارئ في المحافظة كانت عالية المستوى ولكل واحد منهم شكر خاص لدوره، لأن الجميع قام بالمهمات الموكلة إليه على أكمل وجه كذلك وسائل الإعلام التي كانت موضوعية خلال العاصفة وعامل مساعد في إنجاح الجهود المبذولة'.
رئيس بلدية رام الله موسى حديد الذي ترأس غرفة العمليات المركزية في البلدية لم يخف وجود روح التنافسية الإيجابية في العمل لتوفير أفضل خدمة للمواطنين، مشددا على أهمية تكامل العمل للحفاظ على سلامة المواطنين، لأن العمل في ظروف الكوارث والأزمات بحاجة إلى جهد جماعي وتنسيق مع كل الشركاء.
وأكد بذل جهود كبيرة في وضع خطة الطوارئ الخاصة بالبلدية لمعالجة الحالات الطارئة بأسرع وقت ودون خسائر مادية وبشرية، ولتجنب الأخطاء التي كانت في المنخفض السابق، مشيرا إلى أن البلدية كانت في تحد أمام مواطنيها لتوفير أجواء آمنة لهم خلال المنخفض، مع ضمان تكاملية العمل مع كافة الشركاء في مجلس الطوارئ في المحافظة.
وقال:' التنافس الإيجابي مهم ومطلوب لأنه يخلق حالة من التحدي، والتحدي يقود للإبداع والابتكار'.
وأضاف:' إن غرفة الطوارئ في البلدية كانت مجهزة بكل ما يلزم لإدارة العمل بطريقة سريعة وفعالة، فلدينا طاقم مدرب مسبقا قادر على تنفيذ خطة الطوارئ، إضافة إلى تميز الغرفة بنظام 'gis ' الذي سهل على طواقم العمل التواصل مع مكان الحدث، إضافة إلى نظام الاتصال المحوسب الذي أتاح سرعة وصول الطواقم للحالات الطارئة'.
وتابع' نحن لاحظنا رضا الجمهور من الخدمات المقدمة، من خلال صفحة التواصل الاجتماعي التي وصلت المشاركات فيها والتفاعل إلى 200 ألف مواطن، ونحن على استعداد للتعاون مع أي بلدية للاستفادة من تجربتنا وخاصة في مجال نظام الاتصال المحوسب والـ ' gis' لأنهما كانا عاملا مساعدا ومهما في إدارة الأزمة'
وأردف: 'ساعدنا في إدارة الأزمة انضمامنا للشبكة الدولية (مئة مدينة قادرة على مواجهة التحديات)، من خلال تبادل الخبرات مع مدن أكثر خبرة في مواجهة الطوارئ'.
وحسب بيانات غرفة الطوارئ في بلدية رام الله، شارك في تنفيذ الخطة 100 كادر من البلدية ومجموعة من المتطوعين وزعوا على 5 غرف عمليات فرعية في المدينة، في كل غرفة عملت فرقتا طوارئ على الأقل، كما تم استخدام 29 آلية ثقيلة من خارج البلدية و7 آليات من بلدية رام الله، وتمت الاستعانة بـ12 مركبة دفع رباعي.
من جهته، شدد رئيس بلدية البيرة بالإنابة جمال شلطف على ضرورة وجود تنافسية إيجابية لخدمة المواطنين، والتسابق لتقديم الأفضل.
وقال:' مصلحتي كبلدية أن أكون قادرا على تقديم خدمة أفضل لسكان المدينة مع ضمان تكاملية العمل مع البلديات المجاورة لأننا نشترك معهم في كثير من المرافق والشوارع وشبكة الصرف الصحي'.
وأضاف: 'نحن منذ الساعات الأولى للمنخفض وبناء على خطة العمل المعدة مسبقا قمنا بفتح كافة الشوارع وقمنا بالتواصل مع كافة الشركاء في مجلس الطوارئ في المحافظة ومع البلديات المجاورة لتقديم أي مساعدة' .
وحسب بلدية البيرة، شارك في تنفيذ خطة الطوارئ 115 كادرا موزعين على 13 دائرة جغرافية كانوا على تواصل مع غرفة عمليات مزودة بأجهزة اتصال وتم التعامل مع 91 طلب استغاثة عبر غرفة العمليات تم تلبيتها، عدا عن سحب 181 مركبة عالقة.
من جهته، أشاد رئيس بلدية بيتونيا ربحي دولة بمستوى المسؤولية التي تحلت بها البلديات وكافة المؤسسات العاملة خلال المنخفض، مشيرا إلى وجود تنافسية بين البلديات الثلاث في تقديم الأفضل، وكل حسب إمكانياته.
وقال دولة:' التنافس في خدمة الناس شيء رائع ويعطي دافعا للتطور وهذا يجب أن يوظف بشكل جيد خلال الأيام المقبلة، لأن البلديات متشابكة الحدود في كثير من المناطق، وهي في بقعة جغرافية واحدة لا يمكن فصلها، وهذا يحتم علينا تكاملية في العمل والحرص على جمهورنا'.
وأضاف:' نحن نشعر بالسعادة لتميز أحد الأصدقاء والأخوة في البلديات وهذا يشجعنا لأن نتطور في تقديم الخدمة'.
وحسب بلدية بيتونيا، فقد استطاعت من خلال طاقمها العامل في الميدان فتح شوارع المدينة جميعها دون تسجيل إصابات، حيث تم تحريك 10 آليات ثقيلة لفتح الطرقات في المدينة.
المتابع لمجريات العمل خلال المنخفض في غرف العمليات التابعة للبلديات أو في الميدان يرى مدى حرص الطواقم العاملة في الميدان على القيام بالمهام المنوطة بها على أكمل وجه، ويرى حجم الاستعدادات المسبقة، خاصة فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا المتطورة في تحديد أماكن الحالات الطارئة ونداءات الاستغاثة، مثل نظام الاتصال المحوسب الذي اعتمدت عليه بلدية رام الله في عملها، والذي يمكن أن يعمم على بلديات الوطن لتحقيق خدمة أسرع للمواطن بجهد أقل.