اللواء الركن / غازي عطا الله (ابو هاجم)... "قدرة عسكرية فلسطينية مميزة"
بعد إلتحاقة بألثورة الفلسطينية وتحديداً " بحركة فتح" كان من القيادات المميزة في قوات اليرموك وبتسارع ملحوظ تميز عن الكثيرين من القيادات العسكرية في تولي العديد من المواقع العسكرية الهامة منها قيادتة لمنطقة الشمال إبان الحرب الأهلية في لبنان والتي جمعت الى جانب جميع الفصائل الفلسطينية ،الحركة الوطنية اللبنانية بكل اطيافها وحركة التوحيد الإسلامية في طرابلس وعمل تحت قيادته الكثير من القيادات الشجاعة الذين لم يأمروا مقاتليهم بألقتال "تحت عنوان إذهب ونفذ المهمة او الدورية القتالية المحددة ، بل كانوا يقولون للمقاتلين الشعار الفتحوي المميز إتبعوني ..و الحديث عن ذلك يحتاج إلى كتب تعطي التجربة حقها وتنصف الأخ ابو هاجم والقادة الذين عملوا بإمرته .
" ابو هاجم.... هاجم"
وللتاريخ سأروي لحظة مميزة من تاريخه المتدفق بألشجاعة والخبرة العسكرية . لقد كانت مدينة مرج عيون عاصمة ما يسمى دويلة سعد حداد او دويلة الجنوب التي تشكل منطقة عازلة وتحول دون الإحتكاك المباشر مع قوات الإحتلال وتعيق وصول دورياتنا المتوجهة الى الجليل ألأعلى ، وبعد ان نجحت قواتنا الشجاعة في القطاع الأوسط الذي تحتله قوات القسطل التى يقودهها اللواء إسماعيل جبر في تحرير بلدة الطيبة ورب ثلاثين وهي مواقع استراتيجية اخذ القائد العام ابو عمار قراراً يقضي بتحرير مدينة مرج عيون وإنهاء آخر ما تبقى من المنطقة العازلة وكلف الأخ اللواء الركن غازي عطا الله "ابو هاجم" بذلك ، وعلى الفور جمع قادة الكتائب في قوات الكرامة وقوات اليرموك في القاطع الشرقي، وثم وضع الخطة وعرف كل واحد مهمته المحددة وكان الهجوم سيبدأ في لحظات الفجر وتموضعت الكتائب وسراياها في اماكنهم المحددة واذكر ان الكتيبة الثانية من قوات اليرموك نجحت في التسلل الى اقرب نقطة من المواقع المطلوب مهاجمتها في قلب مرج عيون بعد ان صعدت الضفة الشرقية لنهر الليطاني . ولأن المعرك ستكون صاخبة في القدرات النارية والأسلحة التي حشدت لها أمر أبو هاجم أن يضع كل مقاتل شارة التمييز واضحة على يديه حتى لايحدث إشتباكات داخلية ومضت الساعات الحرجة بثوانيها القاسية وفجاة يعود ابو عمار من دمشق بعد لقائه مع الرئيس الأسد رحمهم الله وقد ثم الإتفاق على إلغاء الهجوم على مدينة مرج عيون ،وللحق طُلب الأخ ابو هاجم لملاقات الأخ ابو عمار وكانت الصعوبة في الوصول إلى ألأخ ابو هاجم الذي كان متواجداً في عمق الجبهة على اقرب نقطة للإنطلاق في الهجوم ولإلحاح الأخ ابو عمار وصل الأخ المناضل خطاب الينا حاملاً الأمر بإلغاء الهجوم وطلب مني ان اصل إلى ألأخ ابو هاجم وإبلاغه بإلغاء الهجوم لأن الرئيس الأسد يخشى من تطور الوضع لحرب شاملة مع إسرائيل ووصلت للأخ اللواء ابو هاجم الذي كان يضع على يدية شارة التمييز وهذا يعني انه سيكون على رأس الهجوم وعندما ابلغتة الرسالة التي نقلها ألأخ عزت ابو ألرب "خطاب" قال ابو هاجم هذا اقسى وضع واجهته في حياتي العسكرية وتنهد وقال كيف سابلغ الجميع بذلك ؟ دون إستخدام الأجهزة اللاسلكية حتى لايحدت خلل وإرباك .قلت لة إن الأخ خطاب قال قل لمن تواجهه ان أبو هاجم مش هاجم وتم النجاح في تأمين إنسحاب قواتنا بنفس الهدوء والسكون بما فيها القوات والمجموعات الي تسللت الى مرج عيون . لقد كان الأخ أبو هاجم قائداً عسكرياً متميزاً ولن ينسى القادة من قوات الكرامة في الإجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982م انه كان شجاعاً عندما ذهب إليهم في عمق الجبهة و شكرهم على تصديهم لقوات ألإحتلال وكان القصف والقتال على أشده وقال لهم ألآن تغير الوضع ودخلت الحرب فرق دبابات ويقصد التدخل العربي السوري في القتال وامرهم بألإنسحاب .....
رحم الله ابو هاجم لقد كان فارسا وسط الفرسان في الميدان، ورحم الله كل الشهداء.
اللواء م/ مازن عز الدين