الرئيس أبومازن الفلسطيني حتى النخاع! - محمد حنيحن
ما قبل خطاب الرئيس محمود عباس في هيئة الأمم المتحدة اتخذت مراكز الأبحاث من فلسطين وما يدور فيها من أحداث ساخنة مادة دسمة .
مراكز راحت ترتع في الربيع الفلسطيني كما يحلو لها ، منها من وجد في الاستطلاعات مأربه ومنها من راح يحك للقاري على (جرب) فاخذ من حالة الانقسام وسيلته وأخرى تستطلع الشعب في قضية التوطين وعودة اللاجئين ...الخ
ولان مراكز الأبحاث هذه" انجي اوز"إن ما يعنيها في الدرجة الأولى حجم الدعم المقدم لها ولا يعنيها في حال من الأحوال نتيجة الاستطلاع الذي تجريه .
آخر استطلاع كان ملفت للنظر نشرته إحدى المؤسسات ما قبل خطاب الرئيس ابو مازن الشهير في الأمم المتحدة كاشفا ان أكثر من 80% من الفلسطينيين يؤيدون التوجه إلى مجلس الأمن للحصول على اعتراف بدولة فلسطين.
السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان وبإلحاح؟ لم كل هذه الأغلبية المؤيدة للذهاب إلى مجلس الأمن والجمعية العامة ؟
وهل يركض الفلسطينيون خلف استصدار مزيدا من القرارات الدولية، لتضاف إلى مجمل القرارات الصادرة، والتي ضربت( إسرائيل) بمجملها عرض الحائط ؟
في اعتقادي لا ... لان تجربة الفلسطينيين مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة تجربة مريرة؟ ومرارة التجربة تنبع من قذارة سلوكيات أسوأ احتلال عرفته البشرية هو الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يمتثل حتى اللحظة لأي من القرارات الأممية والدولية
إذا لم كل هذا التأييد للذهاب إلى مجلس الأمن لانتزاع اعتراف بدولة فلسطينية كاملة السيادة والكل الفلسطيني والعربي والعالمي يعي ان سليلة العنصرية وربيبة أمريكا لن تلتزم بتنفيذ قرارات الجمعية العامة وحتى قرارات مجلس الأمن؟؟؟؟
في اعتقادي وسأقولها صراحة: اليوم فقط شعرنا ان لنا رئيس بل وزعيم نتحدى به الغطرسة الأمريكية كما تحداها هو ونفاخر به بين الملوك والزعماء.. انه على درب ونهج أخيه الشهيد ياسر عرفات قد خط طريقه... لنا رئيس نعم ...قال لا كما قال سلفه وهذا ما يدعونا لقول ألف لا (لإسرائيل) وألف أخرى لاوباما.
لنا رئيس بمواقفه انقشعت عن العيون غمامات الحيرة، وبعث في النفوس شيئا من الأمل، ان ما اعتري ويعتري الشعب الفلسطيني هذه الأيام من أمل في الانبعاث من جديد لتكون فلسطين على راس هرم سلم أولويات الشعب، ومن ثمة الأمتين العربية والإسلامية إنما هو أمل مصدره انبعاث القرار الفلسطيني المستقل، وانبعاث الشعوب العربية من جديد، انبعاث ثوري أدى إلى تغيير الحكم في مصر ثم في تونس ومازالت الجماهير تسقي بدمائها الربيع العربي قي سوريا وليبيا واليمن والبحرين وغيرها إلى أن يزهر الربيع وتنبت شقائق النعمان، أزهار الحاضر و الانبعاث نحو المستقبل .
أما العامل الآخر، كان عبارة عن عامل وهمي بكل أسف . إذ كان اعتقاد الفلسطينيين ومن خلفهم الشعوب العربية إن سياسة البيت الأبيض التي أبدت تأييدا مطلقا لثورات الربيع العربي لأنها هذه المرة ستكون في صف آمال وطموحات الفلسطينيين . الذي سرعان ما انقلب إلى خذلان وزيف. فسرعان ما انقشعت غيوم التدليس الأمريكي وادعاءاته المناصرة للديمقراطية في البلاد العربية . اوباما الذي يشيد بكرامة وشجاعة الشعب السوري في ذات الخطاب دعا إلى تكريس الاحتلال والى امتهان الكرامة الفلسطينية لقاء انتخابه في دورة رئاسية ثانية
ذاب الثلج وظهر ماتحته من زيف أمريكي.. لان صخرة الإرادة الفلسطينية كانت الأقوى بتصميم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أصر وأبى رغم حجم التهديدات الهائل إلا اختيار فلسطين شعبا وقضية وقدسا عاصمة أبدية... والأسرى وحتمية تحريرهم، واللاجئين وحق عودتهم...؟لقد ذاب تلج التدليس الأمريكي فالفلسطينيين لن يكونوا ارحم بـ اوباما من شعبه ومن إعلامه الذي أكد أن اوباما فقد مصداقيته ولن تنفعه (إسرائيل)غدا عند صناديق الاقتراع.
العامل العربي ويتمثل بـ "طلائع الربيع العربي. وهي طلائع شعبية، شبابية، جديدة، أخلاقية، إنسانية، وثائرة على ازدواجية المعايير ومنطق الاستبداد وفقه الإلغاء... الربيع العربي جميل، يحمل بشارة عالم عربي جديد، إنساني جداً، وديمقراطي كذلك..."
وبناء عليه يرفض الشباب وخاصة الفلسطينيين منهم التعايش بزخم هذا الربيع، استمرار عفن السياسة الأمريكية ودجلها الذي يحظى برعاية سياسية سافرة من البعض العربي؟ في الكيل بعدة مكاييل اتجاه قضايا الشرق الأوسط ؟
ابو مازن غير...
كنا نعتقد ان الرؤساء يعيشون في أبراج عاجية يسمعون من مستشاريهم ما يراد أن يسمعوا فقط، ويتابعوا ما يحدد لهم من مواضيع تستحق المتابعة وبالتحديد المسائل الشخصية وما يتعلق بالبروتوكول العام ...الخ
غير أن أبا مازن كان رئيسا غير،...فلسطيني إلى ما بعد بعد النخاع، فلسطينيا بالدم والمشاعر والأحاسيس والانتماء...
لذلك.جاء خطابه غير... جاء لا مداهنة فيه، ولا خضوع، بل كان شاملا غير منتقص لأي حال فلسطينية. كان بكبرياء العظماء، غير مفرطا بدماء الشهداء، ولا بكرامة الأسرى، ولا بعذاباتهم ، غير مفرط بآمال وطموحات الشعب في فلسطين وفي الشتات .. فكان بكبرياء فلسطين وشعبها عدا )ثلة من حماس..( لأنها لم تؤمن بالمواطنة فكراً وسياسة . انما التمييز ألفصائلي كان نهجها والعشائرية والطائفية والمذهبية و الجهوية كان كل ذلك ديدنها، الأمر الذي أطاح بمكاسبها وعطل أي تقدم لها. فأبت حماس إلا أن تكون في صف الطرف الآخر مع أمريكا و(إسرائيل) ضد فلسطين، وضد الرغبة العالمية المؤيدة لفلسطين .
فكما كان يقول الرئيس قبل التوجه إلى هيئة الأمم جاءت أقوال المُستـَطلـَعين .
كما وردت في الاستطلاع:
ردا على التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، توقع 78% أن تقوم( إسرائيل) بوقف تحويلات أموال الجمارك أو بوقف التحويلات وزيادة قسوة الاحتلال من خلال وضع المزيد من الحواجز وتوسيع الاستيطان.
وتوقع كذلك 64% أن تقوم الولايات المتحدة بقطع الدعم المالي وزيادة الضغوط السياسية على السلطة.
وتوقع 77% أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قبول دولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وتوقع 50% أن تصبح فلسطين عضوا في الأمم المتحدة .
أيد 61% اللجوء لمقاومة شعبية غير عنيفة وغير مسلحة ، وقال 54% إنه لو قامت تظاهرات سلمية كبرى بهدف اجتياح الحواجز وإغلاق الطرق أمام الجيش والمستوطنين فإنهم سيشاركون فيها.
وكشف الاستطلاع أنه لو جرت انتخابات برلمانية جديدة بموافقة جميع القوى السياسية فإن 67% سيشاركون فيها، وستحصل قائمة التغيير والإصلاح التابعة لـ "حماس" على 29% من أصوات المشاركين وفتح على 45% وتحصل كافة القوائم الأخرى مجتمعة على 13%.
هذه النتائج جاءت قبل ان يعتلي الرئيس ابو مازن منصة هيئة الامم..!