غزوة الاخوان - حافظ البرغوثي
خاضت جماعة الاخوان المسلمين آخر معاركها في الشارع المصري في ذكرى ثورة يناير وضخت كل ما في جعبتها من قنابل واسلحة ومتفجرات وعناصر بهدف تلوين هذه الذكرى بالدم بعد نضوب مخزونها من الارهابيين في سيناء وسد المنافذ من ليبيا. فالجماعة التي ما زالت تحظى بدعم تركي قطري وموافقة اميركية، تحاول ارضاء اسيادها واقناعهم بانها ما زالت قادرة على الحاق مصر بالدول الفاشلة كليبيا واليمن وسوريا والعراق، لأن المخطط الاميركي ما زال قائما وهو الحفاظ على استراتيجية عدم الاستقرار في العالم العربي وصولا الى تدمير ما هو قائم لفرز طوائف وتيارات وقوى معادية لكل مشروع عربي يحافظ على تماسك الامة وهويتها القومية. فاسرائيل حاليا باتت تمسك بزمام جزء غير يسير من المعارضة السورية وايران تتولى قيادة قوى يمنية وعراقية وتركيا تتولى توجيه ودعم مسلحي الاخوان في ليبيا الذين يقاتلون الجيش الوطني الليبي وهدفهم الاستيلاء على المناطق النفطية.
المؤامرة ما زالت تركز على مصر لان انهيار مصر يعني ان الارض العربية ستصبح قاعا صفصفا لا حياة فيه، ولعل التنظيم الدولي للاخوان اقر قبل فترة مخططه الارهابي لنشر الفوضى بالارهاب في مصر لانه لا مستقبل للجماعة دون مصر حسب اقوال قادته، وما حدث يوم امس الاول كان مخططا منذ شهور وجندت له عناصر داخلية وخارجية وأموالاً واسلحة واعلاماً حتى يعيد مصر الى حالة الفوضى مجددا، لكن هي ساعات وتنقشع الظلامية لان مصر اكبر من ان يزعزع استقرارها جماعات لا تحترم هوية مصر وارضها وشعبها وانما لها ولاء خارجي هدفه تدمير مصر. وتفتيت مجتمعها وتقسيم ارضها، ودفن الامل في نهوضها من دوامة العنف والدم.فالتاريخ يقول ان كل ذيل للاجنبي مصيره الى زوال.