" وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر"- فراس الطيراوي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُون ) زادُهُ النورُ والهدى، وعَتادُهْ.. لغةُ الشمسِ، والنجومُ جيادُهْ
دمُهُ الكبرياءُ، والنّبْضُ موجٌُ خافقُ العزمِ، والسّموُّ امتدادُهْ.. صوتُهُ من ندى الغزالةِ سيفٌ عبقريٌّ، وفي الفضاءِ ارتدادُهْ.. أرضهُ الرّوضُ والرياحينُ وهجٌ من رؤى الهدْيِ والصّلاةُ وِدَادُهْ.. قطَفَ المجدَ، والكواكبُ قالتْ: يدُهُ البحــرُ، والغيـــومُ بلادُهْ.. أينــعَ النور في يديهِ سراجــاً..قلبُهُ البدرُ والجهادُ مُرادُهْ .. زرعَ العمــرَ صحوةً ودعاءًوابتهالاً فازدان فيه حصادُهْ .. وامتطى صهـــوةَ الحياةِ أبيّاً أيقظَ الموتَ كي يطيبَ جهادُهْ.. أنشأ اللّهُ بيتــــَهُ من شموخٍ طال زهواً بنيانـــــُهُ وعمادُهْ ..نفَخ الروحَ في جوارحِ قلبٍ فســــواءٌ سرورُهُ وحـِدادُهُ ..زادَهُ اللهَ رفعــةً وسمــــــوّاً ونعيماً وجنـــــّةً فهي زادُهْ.
منذ طفولته وهو يحلم بالوطن وبالشهادة فعندما اشتد الحصار عليه في بيروت سأله رفاق الدرب الغر الميامين ما العمل يا ابا عمار فقال لهم هبت روائح الجنة .. هكذا كان فنيقنا الفلسطيني صلد لا تهزه الرياح العاتية وشامخ كشموخ جبال فلسطين .. ترك لنا خطوات لأقدامه ومن حقنا ان نقول مر من هنا رجل، مر من هنا الياسر ومن حقه علينا ان نتذكر أفعاله وما عمله من اجل ان نبقى أحراراً
وقد خرج بثوب من اجمل الأثواب من هذه الدنيا الزائفة، لقد تمنى ان يكون شهيدا.. شهيدا.. شهيدا فحقق الله له مراده، تحتضرنا الكلمات ولا نستطيع ان نكتب اكثر لان الكلمات تقف بالحلق.. اشتقنا لك كثيرا كثيرا ايها الأب الحاني.. الف رحمة ونور تنزل على روحك الطاهرة يا قائد مسيرة نضالنا الوطني المظفر، ايها الرمز الخالد فينا أبد الدهر .. الذي جسد التواصل التاريخي لجيل العمالقة الخالدين في سفر التاريخ العربي والإسلامي ..خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي ومردوك صاحب الصحوة الإسلامية في وجه الصليبين وقطز قاهر التتار ويوسف بن تاشفين مؤدب الصليبيين في الأندلس وغرناطة.. أبو عمار أول أبجديات حروف النضال الوطني الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط وحسبة الأشرار ..زيتونة فلسطين وريحانة الإسلام والمسلمين الذي نذر عمره لخدمة قضية الإسلام والمسلمين المقدسة في الوقت الذي فر من ثقل وزنها الجميع من قوميين ومسلمين.
ياسر عرفات.رحمه الله ...إنسان عظيم ،،حتّى بموته ...أدركت ذلك وأنا أرى بأنّ هذا الرجل حُرم حتى من لفظ أنفاسه في وطنه ... وتنقّل كثيرا ،كثيرا ،وكان الأمل قبر تحت ظلال الليمون والزيتون هناك في سلام ..في مدينة السلام..أعرف أن الغربة قدر ..تماما كما العودة قدر ...إنسان قضى عقودا طويلة من عمره في نضال ..من اغتيال لاغتيال ..ومن ابتسامة تشد أزر المنكوبين وتصرخ بعزم (نحن شعب الجبارين )أكيد أنها لن تموت وستتفرع عن ألف ابتسامة وصرخة ..هم يقولون لم تعد القضية واحدة ،بل أمست قضايا .
وأنا أقول ،،لكننا شعب واحد ...ستعود فلسطين،،وستعود زهرة المدائن ...يكفي أن ننظر بعين واعية بعيدة عن كل ما يعترينا من تهيؤات لنرى بأن رجلا كان من الممكن أن يصير أكثر من ذلك بكثير ...
فصار برغبة شعبه لا برغبة عدوه ...هناك في وطن الجبارين فنم قرير العين يا سيد الشهداء والرجال فالعهد هو العهد والقسم هو القسم وانا على عهدك ودربك لسائرون حتى يرفع شبل من أشبالنا او زهرة من زهراتنا العلم الفلسطيني فوق مساجد القدس وكنائسها هم يرونه بعيدا ونراه قريبا وانا لصادقون ومنتصرون بإذن الله .
عضو شبكة كتاب الرأي العرب- شيكاغو