العالول لـ"الشروق": العودة للمفاوضات فقط لترسيم حدود دولتنا وبعد وقف الإستيطان
يتحدّث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والقائد البارز فيها في هذا الحوار مع "الشروق" الجزائرية، عن تصعيد المواجهة مع الاحتلال، وتعثر المصالحة، والصراعات المتزايدة في المنطقة العربية وانعكاسها على الوضع الفلسطيني، بصفته رئيس اللجنة الوطنية العليا لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية، وواقع العلاقات الفلسطينية الجزائرية.
قررتم فتح مواجهة دبلوماسية وقانونية مع الاحتلال إلى أي مدى ممكن أن تصل هذه المواجهة؟
ليس فقط المواجهة الدبلوماسية، بالنسبة لنا هو المبدأ أن كل النمط السابق خلال الفترة السابقة ثبُت أنه لا جدوى منه على الإطلاق مع الاحتلال، وأخذنا توجّها بتغيير هذا النمط تماما من أجل مواجهةٍ ستكون على كافة الأصعدة، سواء على الصعيد الدبلوماسي والقانوني أو الصعيد الميداني بالمقاومة الشعبية أو على الصعيد الاقتصادي، كما شاهدتم مؤتمرنا الصحفي بشأن الوضع الاقتصادي ومنع دخول البضائع الإسرائيلية إلى أراضي الدولة الفلسطينية، المبدأ هو أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، وهدفنا هو خلق أزمة وقيادة الأمور، ولا يهمنا إذا وصلت الأمور إلى حافة الهاوية.
بذلك هل أنتم ذاهبون بشكل متدحرج إلى حل السلطة؟
نحن لسنا معجبين بوضع السلطة الراهن، وانتهاك صلاحيتها وسيادتها من قبل الاحتلال، والهدف أننا نريد الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني، وفي الطريق أي شيء يحدث لا مشكلة، ونحن مستعدون لكل الخيارات.
في المقابل، الاحتلال يفكر في نفس الاتجاه بعودة احتلال المنطقة (ج) التي تمثل 60 % من الضفة.. كيف ستواجهون ذلك؟
لا توجد مخاوف، وهناك كثيرون يصدّرون لنا الخوف، الاحتلال أساسا هو يحتل الأرض، ولا يتوقف عن ممارسة العنف ضدنا، ونسأل الجميع: هل توقف العنف الإسرائيلي حتى نخشى أن يتجدد؟ ألا يمارس الاحتلال جرائم في مناطق (أ، ب، ج)؟ هذا الواقع نريد أن نتخلص منه تماما، من أجل ذلك نقوم بعملية تعميق التناقض مع الاحتلال.
هناك دعواتٌ أبرزها من اللجنة الرباعية الدولية تدعو للعودة إلى المفاوضات.. ما هي أسس العودة بالنسبة لكم؟
بالنسبة لنا لا يمكن العودة مطلقا إلى المفاوضات، نحن حددنا بشكل واضح أنه لابد من إيقاف كامل للاستيطان بما فيه القدس الشريف، والعودة للمفاوضات سيكون من أجل ترسيم حدود الدولة التي أخذنا قراراً من الأمم المتحددة بها.
هناك من يرى أن السلطة الفلسطينية كمشرع تغوّلت على حركة فتح وعلى منظمة التحرير، كيف يمكن كبح جماح هذا التغول؟
لا أجد أن تعبير "تغوّل" تعبيرا مناسبا لهذه المسألة على الإطلاق، لكن ربما في فترة من الفترات أخذت أولوية، ونسعى من أجل استعادة التوازن للمنظومة التي لها علاقة بفتح والسلطة ومنظمة التحرير.
المصالحة أصبحت قريبة للوهم بالنسبة للمواطن الفلسطيني.. لماذا تتعثر دائما وما البديل عن المصالحة؟
سنبقى نبذل كل الجهود من أجل المصالحة، ولا يوجد بديل سوى الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولن نيأس مهما كان الوضع وسنبذل كل الجهد من أجل انجازها بغض النظر عن كل العقبات.
ألا توجد أوراق ضاغطة جديدة لتحريك ملفّ المصالحة؟
أنت تدرك أن الوضع في الإقليم مؤثر في هذا الملف بدرجة كبيرة للغاية، لكن سنبذل كل الجهود لإنجاح المصالحة، ولن نيأس أبدا لأنه لا خيار أمام الشعب الفلسطيني سوى وحدته لمواجهة كافة التحديات القادمة.
كيف يتدخل الإقليم؟
الصراعات التي تدور في الإقليم بشكل كبير للغاية وتُلقي بظلالها على كل الأوضاع في الإقليم، وليس علينا فقط، على الأوضاع الداخلية في كل دولة سواء في الوضع الفلسطيني الداخلي أو الدول المحيطة.
هل لديكم أي أمل أن تفضي الانتخابات الإسرائيلية إلى حكومة جديدة أقرب للسلام؟
الموضوع ليس أمل أن تأتي حكومة جديدة أم لا، بالنسبة لنا لا أمل في هذا الموضوع، وعلى العكس ربما أفضلهم بالنسبة لنا هو نتنياهو لأنه يُعبر عن الوجه القبيح لهذا الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم.
تحدث الرئيس الفلسطيني بعد زيارته للجزائر عن علاقة نوعية مع الجزائر ماذا تمخض عن الزيارة وهل يوجد ما بعدها؟
هناك علاقة خاصة بين حركة فتح والجزائر، منذ انطلاقة الحركة، ونحن ننظر بتقدير عالي للغاية لدعم الجزائر لحركة فتح وللثورة الفلسطينية منذ البداية، وبالتأكيد أن استعادة هذه العلاقة وتمتين أواصرها من جديد هي مسألة هامة جدا لنا وسنكون حريصين عليها إلى أقصى الحدود.
هل يمكن الاستفادة من الدبلوماسية الجزائرية في العالم؟
بالتأكيد.. الجزائر عبر كل السنوات الماضية استفدنا منها على الكثير من الأصعدة سواء الدبلوماسية أو غيرها، ونطمح في استعادة هذه العلاقة إلى سابق عهدها تماماً.
التحرك الكبير في الإقليم وزوال دول، جعل فلسطين ليست أولوية، كيف يؤثر هذا على مجابهة الاحتلال؟
بالتأكيد يؤثر سلبا لدرجة كبيرة للغاية، وحراكنا الراهن سواء السياسي أو الميداني، له علاقة بإعادة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وجعلها أولوية. وأعتقد أن ما يجري ليس بريئاً اتجاه الوضع الفلسطيني، بمعنى خلق أزمات في هذا العالم تعطى لها الأولوية ويؤجل الوضع الفلسطيني، هذا شكّل دافعا أساسيا لتحركنا الراهن، لأننا لا نريد أن توضع قضيتنا في حالة من التجميد في ظل وجود أولويات أخرى لدى العالم.
بأيّ عين تتابعوا ما تقوم به "داعش" بعيدا عن فلسطين ودون المساس بإسرائيل؟
بوضوح شديد للغاية، هذا الموضوع لابد من تسليط الضوء عليه بشكل أوضح ودراسته بشكل أعمق، وهو موضوع به لُبس غير مسبوق على الإطلاق، بدأت الإدارة الأمريكية في السنوات الماضية تتحدث عن "فوضى خلاقة"، هي من اخترعت هذا التعبير، وهي التي سعت إلى هذه الفوضى، والآن من يمارس هذه الفوضى هو التطرف المسمى"داعش"، ألا يحق لنا أن نربط ونتساءل من هو خلف هذه القوى؟ لأن المستفيد الأساسي مما يجري هو الاحتلال الإسرائيلي، وما يجري له علاقة بإهدار طاقات الأمة العربية بهذه الصراعات والفوضى السائدة الآن.
كيف يمكن الاستفادة من المواقف الأوربية المؤيدة للحق الفلسطيني، هل تراهنون على دور روسي فعال؟
نحن سعداء بالموقف الدولي وتحديدا الموقف الأوربي سواء موقف البرلمانات أو مواقف الكثير من الدول التي سئمت موقف الإسرائيلي المتمرد على العالم وعلى القانون الدولي، والذي يعتبر نفسه فوق القانون الدولي، ولا يطبق عليه هذا القانون، هذا شيء مشجع بالنسبة لنا، بالإضافة إلى الدور الروسي الذي له موقف داعم تاريخيا، ويقف إلى جانب الحق الفلسطيني، ونسعى إلى استثماره بشكل جيد.
هل لديكم مخاوف من توزيع الشعب الفلسطيني على الدول الإقليمية؟
هذه المخططات والأفكار قديمة قد طرحتها بعض الدول وأمريكا من أجل الخلاص من القضية الفلسطينية، ولكن الشعب الفلسطيني رافض لكل ذلك، ولا يمكن تحقيق ذلك الآن.
أنت صديق شخصي لشهيد مواجهة الاستيطان القائد زياد أبو عين، بعد استشهاده كيف تتحركون؟
لا شك أن استشهاد أبو عين مسألة مؤثرة للغاية، وشكل جرحا عميقا لنا، هذا القائد الميداني الرائع الذي كان يقود المقاومة الشعبية، وجوده ومنهجه حاضرٌ معنا دائما، وكل فعاليات المقاومة الشعبية التي تقام الآن، تستحضر روح زياد أبو عين، وهو حاضر بها، وهناك عهدٌ بأن كل نشطاء المقاومة الشعبية سيكملون نفس الطريق والمنهج والوفاء له وللشهداء.
عن (الشروق الجزائرية) :
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/232933.html