"فتح" عبق النرجس الفلسطيني- فراس الطيراوي
فتح هي فكرة، وفكر، وبندقية، وقلم، وعلم، ونشيد، هي عبق النرجس، وأريج الدفلى، وعطر الياسمين، شعارها كان ومازال وسيبقى ثورة حتى النصر، هي فلسطينية الوجه، عربية العمق، عالمية المطاف، انسانية الاهداف، وعمل ثم عمل، لم تكن في يوم من الأيام حزب القبيلة او العشيرة او ما شابه ذلك ولا نقبل مطلقا الاساءة اليها بقصد او بدون قصد مع ايماننا المطلق بحرية الرأي والتعبير دون اللجوء الى التشكيك او التجريح لأنها لم تكن في يوم من الأيام تنظيما فئويا او ايديولوجيا، بل كانت من رجال رضعوا العمل الوطني من أثداء متعددة فكان منهم المسلم، والمسيحي، والشيوعي، والقومي، والعربي والاجنبي الشرقي والغربي الذين امنوا بعدالة القضية الوطنية وبرنامج فتح لتحريرها، اضافة الى خيرة قيادات الاحزاب العربية والدينية الذين راوا في فتح البديل الواقعي لمواجهة الاحتلال وتحرير الارض بعد ان فشلت احزابهم في التقدم خطوة واحدة نحو المواجهة، واستطاعت فتح اذابة تلك الأفكار تحت سقفها فكان لها السبق في احتواء كافة شرائح الشعب الفلسطيني وفئاته بل ذهبت ابعد من ذلك لتضم اطيافا من جنسيات وثقافات متعددة انصهرت في بوتقة واحدة ليعطي تمازجا متماسكا، ولا زالت الفكرة والسيرة والمسيرة مستمرة والراية مرفوعة خفاقة منذ انطلاقها في الاول من يناير من عام ألف وتسعة مائة وخمسة وستين، عندما زغردت بنادق ثوارها ليسمع صداها في حناجر شعب فلسطين، من الكرامة الخالدة وثنايا عيلبون المجد، وثبات خطى ابو عمار، وأبو جهاد، وأبو اياد، وأبو الوليد، ومن شعاع نور ينبثق من الكمالين، والنجار، وأبو شرار، وخالد الحسن، وهاني الحسن، وصخر ابي نزار والقائمة تطول من الكواكب الساطعة التي أضاءت سماء فلسطين، من طهارة الأقصى وقدسية الوطن، من كل الأرقام الصعبة في زمن النخاسة والمتاجرة ولدت" فتح" لتؤسس لميلاد عهد جديد لشعب كان تائها في المنافي والشتات ولقضية كانت مشطوبة من اجندات الأنظمة والشعوب العربية، فهي التي تصدرت منذ انطلاقتها ميادين الثورة والنضال ورسمت بدماء قادتها خريطة الوطن فاستحقت وبدون منازع ان تكون الأم الرؤوم والأب لكل الأحرار والثوار من اليمين الى اليسار، يكفيها فخرا انها قدمت ثلثي أعضاء لجنتها المركزية وعلى رأسهم الأب الروحي للثورة الفلسطينية سيد الشهداء والرجال "ابا عمار" على مذبح الحرية والاستقلال.
فهي ميادين عزة وكرامة وشموخ وجبال من الشهداء والأسرى والجرحى فهي صاحبة التثوير والتغير والتحرير، وحامية الحق والحقيقة في زمن الردة والخيانة ، وصانعة الانتصارات في لحظات الانهزام والاحباط، ورافعة لواء الثورة في لحظات الهروب والارتداد، وهي الماضي، والحاضر، والمستقبل، وعنفوان الثورة، وحلم الدولة، وهي من استعادت كرامة الشعب الفلسطيني وأنقذته من حالة الذل واللجوء والضياع الى شعب له كيانه الوطني، وإعادة وجوده السياسي الى الخارطة الدولية ليكون وجها لوجه ضد الاحتلال الاسرائيلي المغتصب لأرضنا الطاهرة. فهذه الحركة العملاقة منذ تأسيس خلاياها الاولى في العام 57 درست قيادتها الواقع الفلسطيني بكل ابعاده السياسية والاجتماعية والوطنية، وعلى أساس هذا الواقع حددت أهدافها ومبادئها، وبنت هيكلياتها التنظيمية، واعتمدت النضال الداخلي القادر على حماية مسيرتها الوطنية والثورية باتجاه تحرير الارض والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وأبى من أبى،عاشت الثورة،،، عاشت فتح،،، المجد للشهداء،،،الحرية للأسرى،،، والنصر لشعبنا العظيم وأنها لثورة حتى النصر.