أطفال البساتين هم الجرح النازف لفلسطين !!! تمارا حداد
رأيت براعم صغارا بسمتهم كروعة الأزهار.طالت أشكالهم جمالا ودموع ترابهم كانت كالأمطار وتذكرت أطفالا من فلسطين المحتلة ماتوا على يد الكفار فيا قطعة من كبدي سجنك السجان ووضعوك خلف الزنازين تبحث عن طفولتك الغائبة في مقبرة الأحياء.هذا حال الطفل الأسير خالد الشيخ ذو 15 عاما في الصف العاشر الذي اعتقله الاحتلال الإسرائيلي من 25/12/2014.حيث كان يؤدي امتحانات نصف العام في مدرسته ذكور بيت عنان الثانوية واعتقل بتهمة إلقاء الحجارة وإشعال إطارات السيارات أمام جدار الفصل العنصري في قرية بيت عنان وهو الآن قابع في سجن عوفر القريب من محافظة رام الله .تقول نادية الشيخ والدة الأسير خالد إن ولدي قابع في سجون الاحتلال منذ 62 يوما وفلذة كبدي يعاني من فقر الدم وقوة دمه 7 درجات فهو بحاجة إلى الدواء اللازم والحديد لرفع قوة دمه فهو يعاني من الإغماء المتكرر وهبوط عام في جسده فمحكمة ولدي تأجلت لأربع مرات أثناء رؤيته في المحكمة الأولى رأيت على وجه ولدي آثار التعذيب والهزال الواضح على جسده وتم تأجيل الحكم إلى المحكمة الثانية وكان عندي أمل بخروجه والإفراج عنه حيث عملت له ما يطيب خاطره ولكن شراسة السجان اجل الحكم إلى المحكمة الثالثة والرابعة لعدم وجود جنود يشهدون ضد ولدي إلى إن أصبحت افقد الأمل للإفراج عن ولدي فموعد المحكمة الخامسة أصبح في 25/2/2015.فأتأمل من الله أن يفرج كربه ويعود أدراج عائلته فدمعي لم يجف من عيني من شدة قهري على ولدي وأشارت نادية الشيخ إن الحملة الالكترونية التي أطلقت للإفراج عن ولدها في غزة من قبل النائب جمال الخضري لاقت تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ الحرية لخالد ووصلت التغريدة إلى 14000 تغريدة باللغة العربية والانجليزية وشكرت الهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين لوقوفها بجانبها ضد انتهاكات إسرائيل لأطفال فلسطين.وأشار حسام الشيخ والد الطفل خالد الشيخ قدمنا رسالة للمفوضية السامي للأمم المتحدة برام الله نطالب بالضغط على إسرائيل للإفراج عن خالد الشيخ لأنه يعاني من فقر الدم ويتمنى وقفة جادة من المسؤولين أن يقفوا بجانب ولدهم المعتقل.يقول أمين شومان رئيس الهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين أن هناك 300 طفل في سجون الاحتلال وهذا الأمر خطير ويستوجب التحرك الفاعل لوقف انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى وخاصة الأطفال وناشد المنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل الفوري والسريع لإطلاق سراح وإنقاذ حياة الطفل المعتقل منذ قرابة شهرين رغم مرضه وشدد على تزايد التضامن ضمن الحملة المستمرة لإطلاق سراح أطفال فلسطين من سجون الاحتلال.فالذي تقوم به سلطات الاحتلال يخالف القانون الدولي خصوصا اتفاقية الطفل المادة (16)التي تنص "لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته أو أسرته أو منزله ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته"فالأطفال المعتقلين يعانون ظروفا تعسفية قاسية تترجم عنصرية إسرائيل والتي هي جزا لا يتجزأ من ايدولوجية تؤكد التمييز العرقي وتعبر عن شيطنة الاحتلال لسلب حقوق الأطفال والتي يجب أن تشن حملة قوية لرفع الصوت من اجل حرية الطفل والأسرى من كافة سجون الاحتلال والتوحد من اجل قضيتهم وتشكيل زي عام للتعريف بقضية الأسير الطفل.فأطفال البساتين هم الجرح النازف لفلسطين!!!