ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 404 شهداء    لازاريني بعد استئناف حرب الإبادة: مشاهد مروعة لمدنيين قُتلوا بغزة    "فتح" تدين استئناف الاحتلال حرب الإبادة في قطاع غزة وتدعو إلى محاكمته على جرائمه    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ51    نزوح عشرات المواطنين من بيت حانون باتجاه جباليا شمال قطاع غزة    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 326 شهيدا    الاحتلال يطالب بإخلاء مناطق شمال وجنوب قطاع غزة    منسق أممي: المواطنون في قطاع غزة تحملوا معاناة لا يمكن تخيلها    فتوح: عدوان الاحتلال على قطاع غزة يهدف إلى استئناف حرب الإبادة والتطهير العرقي    الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الـ57 على التوالي    الاحتلال يستأنف عدوانه على غزة: أكثر من 254 شهيدا وعشرات الجرحى والمفقودين    قوات الاحتلال تقتحم الحي الشرقي من مدينة جنين    استشهاد شاب وإصابة ثلاثة آخرين برصاص الاحتلال في قلقيلية    "الداخلية": لا صحة للأنباء عن توقف اصدار الجوازات للأسرى المُبعدين    الاحتلال يدفع بتعزيزات عسكرية إلى طولكرم ومخيميها ويواصل تهجير العائلات  

الاحتلال يدفع بتعزيزات عسكرية إلى طولكرم ومخيميها ويواصل تهجير العائلات

الآن

محكوم بالسجن 20 عاما والدة الاسير معتصم رداد الاستمرار باعتقال ابني قرار باعدامه في السجن

تقرير علي سمودي
 
 " الاستمرار باعتقال ابني ، ورفض الاحتلال طلب الافراج المبكر عنه لاسباب صحية رغم خطورة وضعه ، قرار باعدامه في السجن ، فانقذوه قبل قوات الاوان ".. بهذه الكلمات استهلت المواطنة امنة رداد حديثها وسط الدموع عن ابنها الاسير المريض معتصم طالب داوود رداد 31 عاما الذي ترفض سلطات الاحتلال علاجه والافراج عنه اثر اكتشاف اصابته بالتهابات سرطانية في الأمعاء ونزيف دموي حاد، واضافت "أن المحكمة رفضت طلب المحامي لبيب حبيب بالإفراج عن معتصم  على ضوء التقارير الطبية التي تشير إلى خطورة استمرار احتجازه بسبب حالته الصحية ". في نفس الوقت ، رفض محامي  هيئة شؤون الاسرى ، إدعاءات المحكمة بوجود علاج له خاصة انه يعاني من الإهمال الطبي منذ عام 2009 ويتناول 10 أنواع من الأدوية ، مؤكدا  أن النزيف لم يتوقف معه"، وتابعت والدته "معتصم  رفض التوقيع على إجراء عملية جراحية من نوع خطير لاستئصال الأمعاء ،وهدد على ضوء قرار المحكمة باتخاذ خطوات احتجاجية لإثارة قضيته وفضح سياسة الإهمال الطبي بحقه وبحق الاسرى المرضى ".
 
قرار بالاعدام
 
في منزلها ، في قرية صيدا ، تعيش الوالدة ام عاهد ، لحظات الم وحزن لا تتوقف خوفا وقلقا على حياة اسيرها ، وتقول " منذ اكتشاف مرضة والجميع  يناشد ويستصرخ لمنع اعدام ابني ، لكن اسرائيل ترفض وتتحدى وتصر على الانتقام منه ،وتنفيذ مخطط اعدامه ، فالى متى يبقى الجميع عاجزا وحالته الصحية في تدهور ؟، هل ماتت ضمائر البشر؟ "، وتضيف " المحامي قدم كل التقارير المطلوبة وفي مقدمتها شهادة الطبيب الفلسطيني هاني عابدين  الذي افاد بعد فحصه وزيارته ،أنه من الحالات الحرجة في سجون الاحتلال ، حيث يعاني من سرطان بالأمعاء و تضخم بالكلى والكبد وهشاشة بالعظام ومن نزيف مستمر ،واستمرار بقاءه بالسجن هو بمثابة حكم بالإعدام "،  وتابعت " المحكمة لم تهتم بتقرير المحامي ، فالى يستمر الصمت والتغاضي عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق اسرانا خلف القضبان ".
 
محطات من حياته
 
منذ اعتقاله الاخير ، تقضي ام عاهد اوقاتها في قرع ابواب المؤسسات والمشاركة في اعتصامات ومسيرات تضامنية مع اسيرها الذي تفخر دوما بسيرته وبطولاته رغم ما تعانيه من احزان لغيابه ومرضه ، وتقول " حتى على مقاعد الدراسة ، كان يتحدث دوما عن الجهاد ومقاومة الاحتلال ، كان بطلا في مقدمة الصفوف يقارعهم ويتحداهمحتى بعد اعتقاله لم ينال منه سجن او اصابة ، لكنه يعيش اليوم طريح الفراش عاجز عن الحركة ، ولكنه قوي بايمانه وصابر بعزيمته واملنا بالله كبير "، وتضيف "قسم حياته بين الدراسة والمقاومة ، والتحق بحركة الجهاد الاسلامي خلال انتفاضة الافصى ، فاعتقل المرة الاولى في سن 18 عاما  في 15-2-2002  في سن 18 عاما ، وحوكم بالسجن 20 شهرا بتهمة النشاط في الجهاد " ".
 
رحلة نضال
 
بعد تحرره ،تابع معتصم مشوار حياته ، فحاول مواصلة تعليمه في كلية خضوري ، لكنه سرعان ما التحق بسرايا القدس ، ويقول شقيقه عمر " لم يتاخر عن مسيرة او معركة في مواجهة المحتل ، ففلسطين والجهاد شكلا خياره وحياته ، وبسبب دوره الفاعل ادرج اسمه على راس قائمة المطلوبين "، ويضيف " على مدار عام كامل ، استمر الاحتلال في ملاحقته  من طولكرم حتى جنين ، فلم يهدا له بال ودوما يردد " لن نتراجع ما دام الاحتلال يغتصب ارضنا "، فلم يهاب الكمائن ومحاولات الاغتبال ، حتى اعتقل بعد معركة بطولية في جنين  في ثالث ايام عيد الاضحى المبارك في 12-1-2006 " . وتروى الوالدة ام عاهد ، ان فلذة كبدها ورفاقه في سرايا القدس ، خاضوا معركة مع الاحتلال على ارض جنين القسام ، وتقول " حاصروهم بالدبابات والمئات من الجنود والطائرات ، ورفضوا الاستسلام ، قاموا ببساله حتى استشهد القادة في سرايا القدس معتز ابو خليل  وعلي ابو خزنة 26 عام وهما من عتيل، وبقي معتصم في المعركة لمدة 3 ساعات لوحده حتى بدا الاحتلال  بهدم المنزل الذي تحصن فيه "، وتضيف " تعرض المنزل للقصف ، فاصيب بقدميه وتم اعتقاله ، ورغم الاصابة خضع للتحقيق الميداني، ورفضوا علاجه واحتجز في زنازين  الجلمة ، واستمروا في عقابه رغم تدهور وضعه الصحي حتى حوكم بالسجن لمدة 20 عاما ". 
 
المرض واثاره
 
تؤكد الوالدة ام عاهد ، ان ابنها معتصم تمتع بصحة ممتازة حتى رغم التحقيق ، لكن  الكارثة الكبرى حلت بحياته  عام 2007 ، وهو  بسجن ريمونيم ، وتقول " اشتكى  من الم باسنانه ، وبعد معالجته بدا يشعر بدوخة ثم  فقد صوته لمدة شهرين  ، وخسر من وزنه 14 كيلو خلال شهر واحد " ، وتضيف " خلال ذلك ،قدم طلبا لادارة السجن لتحويله للمستشفى لكنها رفضت وزعمت انه  لايعاني من أي شيئ ، وفي احد الايام، وقع معتصم ارضا وفقد وعيه ، ورغم نقله بين عدة مستشفيات لم يتوفر له العلاج المناسب ".
بعد رحلة الم ومعاناة ، اعترف اطباء مصلحة السجون بمعاناة معتصم من تهتك في الامعاء الدقيقة مع نزيف ، لكن حالته استمرت في التدهور حتى اصبح يتناول ابر كيماوي التي لم تؤثر على وضعه اطلاقا، فاصيب بمرض السرطان في الامعاء الدقيقة ،وتقول والدته "  تبين أن التدهور الخطير في وضع ابني ظهر نتيجة للأدوية التي تعطى له وتحديدا مادة الكرتوزون التي يحقن بها يوميا وبكميات كبيرة، الأمر الذي سبب له أضرارا في العظام وصعوبة في تحريك ساقه ويده اليسرتين".
 
قائمة امراض
 
حتى اليوم ، فشلت كافة الجهود في انقاذ الاسير معتصم من جحيم السجون ، وتؤكد التقارير الطبية التي نشرتها هيئة شؤون الاسرى ونادي الاسير ، انه يعاني من التهابات حادة في الأمعاء الغليظة والمعدة تسبب له نزيف دم وأوجاع دائمة ، وذكروا أن الأطباء على الرغم من جميع الأدوية التي قدمت له عجزوا  عن إيقاف النزيف وعلاج الالتهابات التي تسبب له آلاما تمنعه من النوم والراحة طيلة الليل والنهار ، كما يعاني من فقر حاد بالدم نتيجة وجود نزيف دائم لديه ، و ارتفاع في عدد كريات  الدم البيضاء ، وقد تسبب ذلك في نقص وزنه بشكل كبير ، وأصبح غير قادر على الحركة بشكل كامل ، وكذلك بدء يعانى من مشاكل في القلب ،  وذكروا ان الأسير يعاني من تراجع كبير في نظره، وبدايات وجود علامات ضعف في عضلة القلب. في نفس الوقت ، اكدت مؤسسة مهجة القدس ، ان نوبات الم حادة تلازم معتصم ،وان المسكنات لم تعد تجدي نفعاً معه ، وهو يحتاج إلى حقنة (الرافال) وهذه الحقنة باهظة الثمن ، لذلك رفضت مصلحة السجون تقديمها له والتعويض عنها بالحبوب لأنها أرخص ثمنا ،موضحين ان الحبوب تصل إليه بعد أسبوعين من موعدها مما ساهم في تراجع حالته الصحية ، وعدم فاعلية الدواء في شفاؤه .
 
صرخة
 
ووسط الدموع ، وجهت والدة الاسير ، نداءا مستعجلا للرئيس محمود عباس للتدخل شخصيا وتبني قضية ابنها الذي اصبحت حياته في خطر ، وقالت " كل لحظة تتفاقم معاناته وتتزايد المخاطر على حياته ، واتمنى من الرئيس الضغط والعمل سريعا لانقاذ حياته قبل قوات الاوان ".
 
 
******
 
محكوم بالسجن 12 عاما
المرض يحرم والدي الاسير اسامة ابو زينة من زيارته
ويتمنيان الفرح بحريته وخلاصه من معاناة السجون
جنين – تقرير علي سمودي
تمضي المواطنة الستينية عائدة ابو زينة ايامها بالبكاء والحزن ، لعجزها وزوجها عن زيارة ابنهم الاسير اسامة نعيم محمود ابو زينة 27 عاما ، المحكوم بالسجن 12 عاما ،فقد نالت الامراض منهما حتى اصبحا عاجزين عن احتمال مشاق رحلة السفر والتنقل المريرة عبر الحواجز العسكرية الاسرائيلية ، فلا تملك سوى الدعاء والصبر واحتضان صور اسيرها وكلها امل ان يجتمع شملها به وتنتهي لحظات العذاب والمعاناة جراء غيابه القسري المستمر للعام العاشر على التوالي .
في منزلها في مدينة طولكرم ، تقف الوالدة ام محمود ، ساعات طويلة امام صور اسامة  لتخاطبها وسط دعواتها التي لا تتوقف لرب العالمين ، وتقول " بعدما نالت الامراض منا ، واصبحت وزوجي في اسوا حالة صحية ، لم يبقى لنا سوى صوره لعلها تخفف من نار الشوق ولوعة الفراق والمنا المستمر ، فابني يدخل عاما جديدة في سجون الاحتلال الذي لم يبقى وسيلة الا واستخدمها لعقابه والانتقام منا "، وتضيف " امنيتي الوحيدة ان يكرمني الله بالصحة لاتمكن من زيارته ورؤيته ، فمنذ عامين لم تتكحل عيني بمشاهدته ، وامضي ساعاتي وايام حزينة ابكي فقلبي لم يعد يحتمل فراقه ".
ولدالاسير اسامة في مدينة طولكرم ، وتعلم في مدارسها حتى الصف الخامس ، وامام وطاة الظروف المعيشية القاسية لعائلته ، اضطر للتضحية بمستقبله ودراسته ، وتوجه نحو التدريب المهني ليتعلم مهنة  ، وتقول والدته " منذ صغره لم تكن حياته كاقرانه ، فقد عاش واقع حياتنا الماساوي ، ورغم حبه ورغبته بالتعليم ، ترك المدرسة ، والتحق في معهد التدريب المهني تخصص المنيوم وحدادة "، وتضيف " ومثلما احب عائلته وتفانى من اجل مساعدة والده في تحمل المسؤوليات عن العائلة ، كان يعشق وطنه ويمارس نشاطه ودوره النضالي بشكل سري ، قسم حياته بين العمل والنضال ولم يتاخر عن تادية الواجب ".
عندما اندلعت انتفاضة الاقصى ، لبى اسامة النداء ، وشارك في المسيرات والمواجهات ومقاومة الاحتلال الذي استهدفه حتى تمكن من اعتقاله فجر  تاريخ 9/3/2006 ، وتقول والدته " تميز بالشجاعة والجراة والبطولة والاقدام ، تقدم الصفوف في التصدي ومواجهة الاحتلال الذي اقتحم منزلنا واعتقله ، وفورا اقتيد لاقبية التحقيق ليتعرض لكل صنوف التعذيب والعزل والحرمان من ابسط حقوقه "، وتضيف " صمد وتحدى الاحتلال الذي اصدر بحقه حكما بالسجن الفعلي لمدة 12 عاما اضافة ل3 شهور  بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الاسلامي
، ورغم الحكم ، صمد وما زال يواصل دوره النضالي والبطولي خلف القضبان ".
تروي الوالدة ام محمود ، ان سلطات الاحتلال ، مارست كل صنوف العقاب بحق اسيرها اسامة الذي تنقل بين السجون ، وتعرض للعزل والمنع من الزيارة ، وكل ذلك لم ينال من عزيمته ومعنوياته ، وتقول " رفع راسي ببطولاته خلف القضبان ، ورغم حزني والمي لغيابه وحكمه ، اعتز دوما باسامة الذي يحظى بحب واحترام كل الاسرى ، شارك في كافة المعارك والاضرابات ، وتحدى الاعتقال بمواصلة تعليمه فنجح بالثانوية العامة ".
تنهمر دموع الوالدة ام محمود ، وتقول " من شدة الحزن والبكاء ، تدهورت حالتي الصحية ، واتالم كثيرا بسبب عدم قدرتي على زيارته منذ عامين ، فانا اعاني من السكري والضغط ومياه في العينين وفتحة في القلب ، اما والده السبعيني فيعاني من القلب المفتوح والمفاصل والضغط ، وهو ايضا محروم من زيارته "،وتضيف " دوما نشعر بقلق وخوف عليه ، وعندما ياتي موعد الزيارات نبكي ونتالم ،فصعوبة الطريق والمشاق والتفتيشات اضافة لمرضنا عوائق امام تحقيق امنيتنا الوحيدة في التواصل معه وزيارته بشكل منتظم ".
في سجن "النقب " الصحراوي ، يستقبل الاسير اسامة العام العاشر خلف القضبان ، وتقول والدته " في هذا اليوم ، تتفاقم معاناتي وعمر ابني يضيع في غياهب السجون ، عشر سنوات من الجمر والاحتراق ، واتمنى ان اراه بام عيني امامي واحتضنه ، وان تنتهي هذه المعاناة  باقرب وقت قبل رحيلي ورحيل والده دون ان اراه وافرح بزواجه "، واضافت "رسالتي لابني في يوم اعتقاله :اصبر وصابر فان الصبر مفتاح الفرج وان لفرج الله قريب ، واظب  على صلاتك وصيامك وقراءة القران ولانتسى ابدا ذكر الله دائما ففي ذكر الله تطمئن القلوب "، وتكمل " دوما انت حاضر بيننا ، لن انساك من الدعاء في صلاتي  ،فهي سلاحي للتوجه الى الله لتحريرك من خلف قضبان الاحتلال والسجن والسجان ".
اما والده ابو محمود ، فقال " لا يوجد اصعب من فراق اسامة ، عشت الكثير من الماسي والنكسات بحياتي ، حتى اوجاعي لم تؤلمني كما اعاني بسبب بعد ابني وعدم قدرتي على رؤيته "، واضاف " امنيتي عناقه وزفافه والفرح بحريته واحتضانه والعيش بيننا دون الم وحزن ودموع ".
 
*******
 
معاناة عائلة وبكاء أم
معاناة مستمرة لعائلة الاشقاء الثلاثة وضاح وايمن وعياض اعديلي
والدتهم  :  ستبقى فرحتنا مؤجلة حتى نعانقهم ونفرح بحريتهم
 
جنين – تقرير علي سمودي
 
لا تملك الوالد الستينية فتحية كايد سوى الصبر والدعاء لرب العالمين ليحقق امنيتها ويجمع شملها باولادها الذين تفتقدهم في كل المناسبات التي تحولت لمحطات دموع لم تتوقف كما تردد دوما "قبل ان تتحطم القيود وأعانقهم احرارا في منزلي الذي يسكنه الحزن ايضا لغيابهم ". ففي سجن "النقب "الصحراوي ، تحتجز سلطات الاحتلال الابناء الثلاثة ،لتعيش مشاعر الحزن والام لفراقهم وغيابهم عن منزلها بعدما اعتقلهم الاحتلال واحدا تلو الاخر خلال انتفاضة الاقصى .وبعد انتهاء رحلة العذاب والمشقة لزيارته في منفى "النقب"،تمضي الوالدة فتحية فترة الانتظار لموعد الزيارة الجديد ،امام صور اسراها التي تزين جدران منزلها في بلدة بيتا قضاء نابلس والتي تعتبرها " الطريقة الوحيدة لاستمد منها المعنويات والصبر ، فقلبي لا يحتمل فراقهم ، وكلما مر يوم بغيابهم تتفتح المزيد من الجراح والاحزان في حياتي التي لا قيمة او معنى لها ما دام ابنائي خلف القضبان ".
 
خلف القضبان
 
تنهمر دموع الوالدة خلال حديث الذكريات عن ابنائها عياض 30 عاما ، ايمن 28 عاما ووضاح احسان رزق اعديلي 32 عاما ،وتقول "لا يوجد اصعب من الفراق ، فكيف عندما يغيب ثلاثة من ابنائي عني في سجون الظلم ، انها ماساة كبيرة ادفع ثمها كل يوم ، فمنذ اعتقالهم تحولت حياتي لحزن لن يتوقف حتى تحررهم "، وتضيف " رغم المي ومعاناتي دوما ستبقى راسي مرفوعة واعتز ببطولاتهم وتضحياتهم في سبيل وطنهم ، لذلك استهدفهم الاحتلال واحدا تلو الاخر ، فاعتقل اولا ابني عياض في 29-4-2004 ، وحوكم بالسجن 18 عاما ، علما انه متزوج ولديه طفل "، وتابعت " في 5-5-2008 ، اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا واعتقلت ابني ايمن الذي يقضي حكما بالسجن 10 سنوات ، فاصبحت حياتي اسيرة السجون مع ابنائي الذين اكتويت بنار فراقهم ".
 
الاسير وضاح
 
بين اعتقال عياض وايمن ، كانت قوات الاحتلال اعادت الابن الثالث للعائلة وضاح للمرة الثانية ، لكن ما يزيد المها انه ترك ثلاثة ابناء خلفه اخرهم انجبته زوجته بعد اعتقاله بشهرين ، وتقول الوالدة الصابرة " منذ صغره قرر تادية واجبه الوطني والنضالي ، فانتمى لحركة فتح ، وقسم حياته بين المشاركة في الانشطة الجماهيرية والوطنية والعمل في مهنة البناء ، فاعتقل عام 1999 لمدة شهر للتحقيق ، وفي المرة الثانية لمدة 20 يوما في عام 2004 "، وتضيف " رغم زواجه ، وبعدما رزق بطفلين ، لم يتوقف عن دوره الكفاحي عندما اندلعت انتفاضة الاقصى ، فكان دوما في مقدمة الصفوف في مقارعة المحتل ".
عندما كانت زوجة وضاح "ام تامر "حاملا بطفله الثالث ، صدمت باقتحام قوات الاحتلال لمنزلها واعتقاله فجر 25-5-2006 ، وتقول " انه يوم اسود في حياتنا لن ننساه ، داهموا منزلنا ودمروا محتوياته ، واعتدوا بالضرب على زوجي واعتقلوه ، واقتادوه لاقبية التحقيق العسكري في سجن بيتح تكفا ".
صور الم
 
عندما كانت محكمة الاحتلال تصدر حكمها بالسجن الفعلي لمدة  16 عاما  بحق الاسير وضاح ، كانت الام المخاض تداهم زوجته ام تامر،التي انجبت طفلهما الثالث ادم في تاريخ 6/7/2006 ، وتقول " لحظات معاناتي والمي باعتقال زوجي شيء ، وما تجرعته من ماسي وحزن عندما رزقت بطفلي الثالث في غياب والده شيء اكبر مما تصفه كلمات ، ورغم اجتماع الاهل حولي لا يمكن لاح دان يسد مكان زوجي الذي افتقدته في تلك اللحظة " .
الزوجة الوفية ام تامر ، التي عاهدت زوجها على انتظاره واكمال مشواره ورعايه اطفالهما ، لا تذخر جهدا لتربية ابنائها كما يتمنى ويحب والدهم ، وتضيف " حرم الاحتلال زوجي من رؤية طفله كما حرمه من لحظات الفرح ، وكانت المرة الاولى التي شاهده فيها بعمر 5 شهور،واليوم يبلغ طفلي من العمر 8 سنوات ، وما زال واشقاؤه تامر 11عاما و اركان 12 محرومين من حضن والدهم وحنانهم ، عاشوا طفولتهم على بوابات السجون وكلما كبروا تتفاقم معاناتهم "، وتكمل " اطفالي مشتاقين لوالدهم ، وكل زيارة يبكون ، وفي المناسبات لا يشعرون باي معنى للفرح والسعادة ، وامنيتهم الوحيد ان يكون بينهم في اقرب وقت ممكن ".
خلال حديث والدته ، يعانق الطفل تامر صورة والده ، ويقول " اريد ان انام في حضن ابي ، لماذا كل الاطفال يعيشون مع ابائهم وانا محروم من ابي ، اتمنى ان يمنحني الله القوة لاكسر السجون واعيده لمنزلنا "، ويضيف " كل عيد ابكي ، فانا ازور ابي في السجن ، لم اذهب معه للالعاب كباقي الاطفال ، انا حزين واريد ابي ".
 
عذابات المرض
 
بعد اعتقاله ، عانى الاسير وضاح ، من مرض دهنيات في الظهر ومشاكل في المعدة واسنانه ، وتقول رفيقة دريه " على مدار اربع سنوات ، تعرض زوجي للاهمال ورفضوا علاجه حتى تدهورت حالته الصحية ، وبعد احتجاجه والاسرى ومماطلة طويلة خضع لعملية استئصال الدهنيات ، لكن معاناته مستمرة بسبب عدم توفير الرعاية والعلاجات المناسبة "، وتضيف " قدم العديد من الطلبات ايضا لعرضه على اطباء مختصين لعلاجه من الم المعدة والاسنان لكن دون جدوى  ، لذلك نناشد المؤسسات المعنية التدخل والضغط لعلاجه ".
بعد جهود ومعاناة ، جمعت سلطات الاحتلال الاشقاء الثلاثة في سجن "النقب " الصحراوي ، لكن الم وعذابات والدتهم مستمرة ، وتقول " انه سجن ، وما دام يغتصب حرية وزهرة شباب ابنائي سنبقى نتالم ونبكي ، نحن صابرون ونفخر ببطولاتهم ، لكن ستبقى فرحتنا مؤجلة حتى نعانقهم ونفرح بحريتهم ".
 
***********
 
 
اصغر اسير في يعبد
والدة  الطالب محمود حرز الله
لايوجد قانون يسمح  باعتقال الاطفال وحرمانهم من دراستهم
جنين –تقرير علي سمودي
 
" في كل ساعة ولحظة ، وحتى في احلامي اراه امامي ، فصوره لا تفارقني ، ولساني لا يتوقف عن الدعاء لرب العالمين ليفرج كربه ويعود لاحضاني ومنزلنا ومدرسته ".. وسط الدموع ، استعلت المواطنة رنا حرز الله ، من بلدة يعيد  قضاء جنين ، حديثها عن ابنها القاصر الطالب محمود عوض محمد ناجي حرز الله 17 عاما الذي اعتقله الاحتلال  قبل 14 شهرا ، وما زال يقبع في قسم "الاشبال " في سجن "مجدو "، محروما من دراسته بعدما انتزع الاحتلال حريته ، وتضيف " لايوجد قانون في العالم يسمح  باعتقال الاطفال ، واحتجازهم في ظروف غير انسانية وحرمانهم من دراستهم ، ولكن الاحتلال يتحدى العالم وقوانينه في الى متى الصمت عن هذا الظلم ؟".
 
حزن وبكاء
 
 في منزلها ، في بلدة يعبد ، لا تتوقف المواطنة الاربعينية ام الناجي ، عن البكاء من شدة حزنها وقلقها على مصير اسيرها محمود الرابع في عائلتها المكونة من 8 انفار ، والذي انتزعه الاحتلال من احضانه فجر تاريخ 25/12/2013 ، وتقول " حياتي تحولت لحزن ودموع منذ تلك اللحظة السوداء التي لا تفارق تفاصيلها مخليتي لحظة ، فابني كان طالبا في الصف الحادي عشر ، يحب التعليم ومتفوق ومجتهد وطموح ، وكل اهمامه انجاز عامه الدراسي للوصول لمرحلة التوجيهي لتحقيق احلامه بالانتساب للجامعة "، وتضيف " لم يكن طفلي مطلوبا او يشكل خطرا على الامن الاسرائيلي ، وفجاة ، اقتحم العشرات من الجنود منزلنا بطريقة وحشية واختطفوه من فراشه ، ورغم ذعره وقلقه عندما شاهد اسلحة الجنود بوجهه ، القى بنفسه باحضاني "، وتكمل " لم تجدي صرخاتي في انقاذه من الاعتقال، ولم يجيبوا على تساؤلاتي حول اسباب استهدافه ، لم يراعوا طفولته ، وعندما ضممته لاحضاني لحمايته ، انتزعوه بقسوة ، ورغم ذلك ، قام بوداعي مرتين حتى تمنيت لو انهم اعتقلوني ولم يمسوا شعره من جسده ".
 
التحقيق والحكم
 
تنهمر دموع الوالدة ام الناجي ، وهي تعانق صور ابنها الذي يعتبر اصغر اسير في بلدتها ، وتقول " اقتادوه للتحقيق رغم انه كان في سن 16 عاما ، ورفضوا اطلاق سراحه كونه قاصر ، وعاش لحظات مروعة وقاسية في بداية رحلة اعتقاله التي حرمنا فيها من زيارته ورؤيته "، وتضيف " رغم المناشدات والنداءات ، رفضت المحكمة الافراج عنه ، ومددت اعتقاله مرات عديدة ، وبعد احتجازه وسط ظروف غير انسانية في قسم المعبار ، جرى نقله لقسم الاشبال ، ثم حوكم بالسجن الفعلي 28 شهرا وغرامة مالية اربعة الاف شيكل بتهمة مقاومة الاحتلال ، الذي لا يميز بين طفل وشيخ وامراة ، ويتفنن في انتهاك وخرق التشريعات والقوانين الدولية التي تحرم اعتقال ومحاكمة الاطفال ".
 
خوف وقلق
 
منذ اعتقاله ، تعيش المواطنة ام الناجي ، في انتظار مواعيد زيارة ابنها ، وسط مشاعر الخوف والقلق بعدما رفضت سلطات الاحتلال السماح له بمواصلة دراسته ، وتقول " احزن كلما شاهدت احد اقرانه واصدقاءه الذين يستعدون للتوجيهي ، فابني كان متفوقا ولطالما انتظرنا هذه اللحظة  وانتسابة للجامعة ليحقق حلمنا ، لكن الاحتلال نغص علينا حياتنا وحرمنا الفرحة والحلم "، وتضيف " حتى اليوم ، رفضت ادارة سجن مجدو طلباته للتقدم للثانوية العامة خلال العام الجاري ، ولكني قانعة ان الله لاينسى احدا من عباده المؤمنين ، فانا  متمسكة بحبل الذي لاينقطع واتمنى ان ارى ابني محمود مفرج عنه ليكمل دراسة الثانوية العامة لافرح بنجاحه وانتسابه للجامعة" ،تكمل "اقول للاحتلال ان ابني طموح وسيفرج عنه قريبا ويكمل دراسته ويصبح علما من اعلام فلسطين ، ويخدم شعبه ووطنه ، فهذا السجن كما الاحتلال الى زوال ".
 
شوق لعناقه
 
منذ اعتقال محمود ، قدمت والدته عشرات الطلبات لادارة سجن مجدو ، للسماح لها بعناقه ، و تقول " تشتعل النار لتحرق قلبي عندما ازوره و لا استطيع ان المسه او احتضنه ، وهذا اصعب موقف بحياتي ،فاي شريعة او قانون تجيز للاحتلال ان يمارس بحقنا كل صنوف العذاب والقهر والحرمان؟ "، وتضيف " الاصعب من سجن محمود ، والاقسى  من حكمه ، عندما اراه امام عيني ، ولا استطيع الاقتراب منه ، لذلك ، اصلي لرب العالمين ان يكرمني بالصبر ويمد ابني بالعزيمة والثبات حتى نتجاوز هذه المحنة ويجتمع شملنا دون الاحتلال وسجونه وسجانيه الذين قد يفرقوننا عن ابطالنا للحطات لكن اللقاء وفجر الحرية قريب باذن رب العالمين ".
 
 
*****
رصاص الاحتلال تسبب باعاقته
والدة الاسير الجريح محمود جميل
استمرار اعتقاله وحرمانه من العلاج يفاقم معاناته ويهدد حياته
جنين – تقرير علي سمودي
 
 محمولا على ايدي رفاقه الاسرى ، احضر الاسير الجريح محمود جميل ابو الكامل (24 عاما )، لمقابلة محامية نادي الاسير الفلسطيني في غرفة الزيارة الحاصة بالمحامين في سجن "مجدو "، بسبب مضاعفات الوضع الصحي الذي يعاني منه اثر اصابته برصاص الاحتلال قبل اعتقاله بعدة اشهر ، ورغم ذلك ، فان ادارة السجون ترفض متابعة علاجه ، بينما تواصل محاكم الاحتلال تمديد توقيفه بناء على طلب النيابة العسكرية التي وجهت له تهمة الانتماء لحركة "فتح "و القيام بنشاطات معادية للاحتلال .
 
وضع صحي معقد
وافاد محامية النادي اروى حليحل ، ان الاسير محمود يعاني من وضع صحي معقد بسبب وجود شظايا في الظهر بعد اصابته من قبل جنود الاحتلال يوم 22 اذار 2015 , كما يعاني من الاوجاع بشكل مستمر ,واضافت " ادخل الى زيارتي محمولا على الايدي , وهناك حاجة لتقديم طلبات لادارة السجون لتمكينه من التنقل بالسجن بدون مساعدة أي شخص وفقا لاتفاقية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة"، حيث طالب الاسير بتزويده بكرسي متحرك ليتمكن من قضاء حوائجه وممارسة حياته بشكل طبيعي .
 
بحاجة لعمليات جراحية
 
ومنذ اعتقال الاسير الجريح محمود من منزله في مخيم جنين ، فجر 5-7-2014 ، ما زال يقبع في سجن "مجدو "، وسط ظروف غير انسانية ويحرم فيها من العلاج وزيارة عائلته الممنوعة امنيا حتى اشعار اخر، وقال " ان حالتي تتفاقم يوميا بسبب وضع السجن وواقعي الاعتقالي الرهيب ،و قبل اعتقالي ، اقر لي  الاطباء اجراء عدة عمليات جراحية ، ولكن سلطات الاحتلال لم تكتفي بزجي خلف القضبان ، فترفض علاجي "، واضاف " قدمت عشرات الطلبات لنقلي لمستشفى ومتابعتي من اطباء مختصين لكن دون جدوى ، وفي كل مرة تمدد المحكمة توقيفي دون مراعاة وضعي الصحي وحاجتي الماسة للعلاج "، وتابع " اطالب نادي الاسير متابعة قضية اعتقالي وعلاجي ، والضغط على سلطات الاحتلال لنقلي للمستشفى وفورا ، وتزويدي بالادوية والعلاج المناسب ، ففي كل لحظة تزاد معاناتي خاصة لحرماني من زيارة عائلتي بسبب رفض الاحتلال منحها تصاريح ".
 
قلق وخوف
 
في هذا الوقت ، عبرت عائلة الجريح محمود عن قلقها الشديد على حياته ، وقالت والدته المواطنة فوزية ابو الكامل  "حياة ابني بخطر ، ورغم المناشدات والنداءات ، رفضت سلطات الاحتلال اطلاق سراحه ،فما يتعرض له ابني  ظلم كبير ، فلا يوجد مبرر لهذا الاجراء التعسفي سوى الانتقام منا وعقابنا وابني الذي يعاني اوضاعا صحية خطيرة  ناجمة عن اصابته برصاص الاحتلال الذي تسبب باعاقته ، ورغم ذلك ، رفضت المحكمة العسكرية اطلاق سراحه ومددت اعتقاله مرة تلو الاخرى ، لتتفاقم معاناته في ظل الاهمال الصحي الذي انعكس على حالته الصحية  حتى فقد القدرة على النوم"، واضافت " لم يكتفي الاحتلال بما سببه من عذاب ومعاناة سترافق ابني للابد بسبب اصابته برصاصه ، فمنذ شهور ، حرمنا من زيارته ، وصدر قرار بالمنع الابني بحقي وزوجي وابنائي لنعيش الخوف بسبب انقطاع اخباره ".
 
يعاني من اعاقة
 
هذه الاوضاع ، انعكست على حياة العائلة وخاصه والده الذي يواصل قرع ابواب المؤسسات مستصرخا الجميع التحرك لانقاذ حياة ابنه قبل فوات الاوان ، ويقول " ابني يعيش طريح الفراش ، لا يمكنه التحرك دون عكازات ومساعدة ، فلا يمكنه قضاء ادنى احتياجاته ،وبسبب رفض علاجه وتوفير ادويته فان كل يمضيه خلف القضبان يشكل خطرا كبيرا على حياته " ، واضاف " ابني محمود ، كان يملا محلا للكمبيوتر ، وفي احد الليالي ، اقتحمت قوات الاحتلال المخيم ، وشرعت في اطلاق النار فاصيب ابني بعدة اعيرة نارية ورغم خطورة اصابته وحالته كتب الله له حياة جديدة ونجا من الموت باعجوبة "، ويتابع "ابني لم يكن مطلوبا او يشكل خطرا على الامن الاسرائيلي ، لكن رصاصهم دمر حياته ومستقبله واحلامه ، فقد اصبح طريح الفراش ، لان الرصاص ادى لاصابة الفقرة الرابعة في الظهر ،ورغم اجراء عدة عمليات جراحية له ، اصيب بشلل نصفي ، والاشد خطورة الرصاصة التي اصابته في البطن وادت لفتحة كبيرة ، واقر الاطباء حاجته لرحلة علاج طويلة جدا ".
خلال تنقل الجريح محمود بين المستشفيات ، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلته ، ولم تراعي حالته الصحية واعتقلته ،ويقول والده " تحولت حياتنا لحزن وقلق  بسبب وضع ابني وقلقنا المستمر من فقدان الامكانية في علاجه ، ورغم ذلك ، تمسكنا بالامل ، واستمرنا بمتابعة وضعه الصحي "، ويضيف " بشكل مباغت اقتحموا منزلنا ،ورغم التقارير الطبية التي تؤكد خطورة اعتقال ابني ووضعه الصحي الصعب ، انتزعوه من فراشه واقتادوه للسجون ليتعرض لكل الصنوف والتعذيب ".
واكد والد الاسير المواطن  جميل ابو الكامل ، ان نجله بحاجة لاجراء المزيد من العمليات الجراحية خاصة لاغلاق الجرح الذي في بطنه ، مناشدا كافة المؤسسات تكثيف الجهود والضغط على الاحتلال لعلاجه حتى تحريره من جحيم السجون .
 
**********
محكوم بالسجن مدى الحياة
والد الاسير محمود الخطيب
يطالب بادخال  طبيب مختص لعلاجه والغاء قرار المنع الامني
جنين – تقرير علي سمودي
 
للعام الثالث على التوالي ، تستمر معاناة الاسير محمود يوسف نمر الخطيب 39 عاما ، جراء اهمال ادارة السجون الاسرائيلية علاجه رغم تدهور حالته الصحية ، بينما تعاقبه بمنع اشقاؤه من زيارته وفرض العقوبات التعسفية التي لم تنال من عزيمته ومعنوياته ، فهو كما يقول والده " مناضل حقيقي وصلب ، اقوى من السجن والسجان والاحكام التعسفية ، وبرعاية رب العالمين ، ستحقق امنية حياتي ونفرح بحريته وكسر القيود ، فهذه الاحكام لن ترهبنا ولن تنال من معنوياتنا ".
من الجزائر للوطن
 
في الجزائر ،ولد وعاش وتربى الاسبر محمود حتى عاد للوطن ، واستقر مع عائلته المكونة من 12 نفر ، في مسقط راسه قرية الخلجان  القريبة من بلدة يعبد في محافظة جنين ، ويقول والده "  كرمنا الله بالتئام الشمل والحياة في ربوع الوطن ، ومنذ صغره عاش ملتزم دينيا ووطنيا ، يحب العمل التطوعي ، وبرز نشاطه الوطني لايمانه بعدالة قضيتنا وحق شعبنا المشروع بالعيش بكرامة والخلاص من الاحتلال "، ويضيف " التحق في صفوف حركة فتح ، وبعد العودة  للوطن ، التحق محمود بجامعة النجاح الوطنية التي تخرج منها بدرجة البكلوريوس  تخصص علم نفس ،و رغم موهبته بالرسم المعماري والوطن ، التحق في كلية الشرطة في اريحا وتخرج بتفوق وامتياز ضمن اول دفعة "، ويكمل " قبل اعتقاله ، مارس دوره من خلال الشرطة برتبة نقيب وحصل على شهادات  تقدير من رؤساء عمله في السلطة الوطنية ".
 
الاعتقال والحكم
 
شكل اعتقال النقيب محمود صدمة لعائلته ، ويقول والده الذي عمل مدرسا خلال اقامته في الجزائر " خلال توجهه لدوامه في شرطة رام الله ، احتجزه الاحتلال على حاجز زعترة في 20/10/2010  ، ثم اعتقلوه واقتادوه لاقبية التحقيق لفترة طويلة حتى حوكم بالسجن المؤبد بتهمة الانتماء لحركة فتح والضلوع في مقاومة الاحتلال "، ويضيف " رغم صدمتي وحزني ، كرمنا الله بالصبر بعد اعتقاله ، لكن الاحتلال لم يكتفي بذلك ، فاقتحموا منزلنا وقاموا بتفتيشه وتحطيم محتوياته ، وصادروا اجهزة الكمبيوتر والهواتف الخلوية "، ويكمل " سلمونا بلاغا لمراجعة المخابرات في معسكر سالم ، وتعرضت للاحتجاز والتحقيق لعدة ساعات ، والاحتلال يستخدم هذه الاساليب لاذلال اهل الاسير والانتقام منهم ومنه ، وكأن معاناتنا وحزننا باعتقال ابننا غير كافيا لاشباع الرغبة بالانتقام ".
 
معاناة المرض
 
 في سجن "جلبوع " يقبع الاسير محمود ، ويؤكد والده ، انه لم يعاني من اية امراض قبل اعتقاله ، ولكن بعد التحقيق تدهورت حالته الصحية بسبب ظروف التعذيب والسجن ، ويضيف " يعاني من الم في الراس دون توقف ، ومشاكل في الاسنان حتى اصبح غير قادر على الطعام بشكل طبيعي ، ومنذ 3 سنوات ونصف ترفض ادارة السجون علاجه "، مطالبا المؤسسات الانسانية والدولية التدخل والضغط على سلطات الاحتلال لادخال طبيب متخصص لمتابعة وضعه وعلاجه فورا .
 
المنع الامني
 
واشتكى المواطن السبعيني ابو عماد ، من سياسة العقوبات التعسفية التي فرضتها ادارة السجون بحق ابنه محمود وخاصة حرمانه من الزيارات ، مشيرا الى صدور قرار بالمنع الامني بحق كافة ابناؤه ، وقال " قدمنا عدة طلبات وشكاوي لالغاء هذه الممارسات التسعفية المنافية لكافة القوانين ، فالاحتلال يغيب ابني ويحرمنا منه ، وفي نفس الوقت ، يتفنن في الاجراءات القهرية التي ندفع ثمنها غاليا "، واضاف " لشعورهم مع شقيقهم وتعبيرا عن التضامن معه ، فان جميع ابنائييرفضون الزواج ، لانهم لايريدون ان يفرحوا الا بتواجده معهم ، فالفرحة الحقيقية هي لحظة الافراج عن محمود الذي  نتمنى ان نفرح بزفافه وبتواجده معنا باذن الله تعالى" .
 
الصبر مفتاح الفرج
ورغم المعاناة والحزن لفراقه ، يقول الوالد ابو عماد " رسالتي لابني محمود ، ان يحافظ على ثباته وصمود ه كثبات الصخرة في الارض والزيتونة الخضراء التي تبقى خضراء ويانعة وشامخة "، واضاف " ان الصبر مفتاح الفرج ،ولابد للقيد ان ينكر وسنبقى معك دائما ولن ننساك ابدا في كل اللحظات " ، مناشدا الرئيس ابو مازن العمل على الاهتمام بقضية الاسرى ذوي الاحكام العالية، وادراج اسم ابنه محمود ضمن الصفقات القادمة 
 
*****
رصاص الاحتلال تسبب باعاقته
والدة الاسير الجريح محمود جميل
استمرار اعتقاله وحرمانه من العلاج يفاقم معاناته ويهدد حياته.
 
جنين – تقرير علي سمودي
 
محمولا على ايدي رفاقه الاسرى ، احضر الاسير الجريح محمود جميل ابو الكامل 24 عاما ، لمقابلة محامية نادي الاسير الفلسطيني في غرفة الزيارة الحاصة بالمحامين في سجن "مجدو "، بسبب مضاعفات الوضع الصحي الذي يعاني منه اثر اصابته برصاص الاحتلال قبل اعتقاله بعدة اشهر ، ورغم ذلك ، فان ادارة السجون ترفض متابعة علاجه ، بينما تواصل محاكم الاحتلال تمديد توقيفه بناء على طلب النيابة العسكرية التي وجهت له تهمة الانتماء لحركة "فتح "و القيام بنشاطات معادية للاحتلال .
 
وضع صحي معقد
 
وافاد محامية النادي اروى حليحل ، ان الاسير محمود يعاني من وضع صحي معقد بسبب وجود شظايا في الظهر بعد اصابته من قبل جنود الاحتلال يوم 22 اذار 2015 , كما يعاني من الاوجاع بشكل مستمر ,واضافت " ادخل الى زيارتي محمولا على الايدي , وهناك حاجة لتقديم طلبات لادارة السجون لتمكينه من التنقل بالسجن بدون مساعدة أي شخص وفقا لاتفاقية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة"، حيث طالب الاسير بتزويده بكرسي متحرك ليتمكن من قضاء حوائجه وممارسة حياته بشكل طبيعي .
 
بحاجة لعمليات جراحية
 
ومنذ اعتقال الاسير الجريح محمود من منزله في مخيم جنين ، فجر 5-7-2014 ، ما زال يقبع في سجن "مجدو "، وسط ظروف غير انسانية ويحرم فيها من العلاج وزيارة عائلته الممنوعة امنيا حتى اشعار اخر، وقال " ان حالتي تتفاقم يوميا بسبب وضع السجن وواقعي الاعتقالي الرهيب ،و قبل اعتقالي ، اقر لي  الاطباء اجراء عدة عمليات جراحية ، ولكن سلطات الاحتلال لم تكتفي بزجي خلف القضبان ، فترفض علاجي "، واضاف " قدمت عشرات الطلبات لنقلي لمستشفى ومتابعتي من اطباء مختصين لكن دون جدوى ، وفي كل مرة تمدد المحكمة توقيفي دون مراعاة وضعي الصحي وحاجتي الماسة للعلاج "، وتابع " اطالب نادي الاسير متابعة قضية اعتقالي وعلاجي ، والضغط على سلطات الاحتلال لنقلي للمستشفى وفورا ، وتزويدي بالادوية والعلاج المناسب ، ففي كل لحظة تزاد معاناتي خاصة لحرماني من زيارة عائلتي بسبب رفض الاحتلال منحها تصاريح ".
 
قلق وخوف
 
في هذا الوقت ، عبرت عائلة الجريح محمود عن قلقها الشديد على حياته ، وقالت والدته المواطنة فوزية ابو الكامل  "حياة ابني بخطر ، ورغم المناشدات والنداءات ، رفضت سلطات الاحتلال اطلاق سراحه ،فما يتعرض له ابني  ظلم كبير ، فلا يوجد مبرر لهذا الاجراء التعسفي سوى الانتقام منا وعقابنا وابني الذي يعاني اوضاعا صحية خطيرة  ناجمة عن اصابته برصاص الاحتلال الذي تسبب باعاقته ، ورغم ذلك ، رفضت المحكمة العسكرية اطلاق سراحه ومددت اعتقاله مرة تلو الاخرى ، لتتفاقم معاناته في ظل الاهمال الصحي الذي انعكس على حالته الصحية  حتى فقد القدرة على النوم"، واضافت " لم يكتفي الاحتلال بما سببه من عذاب ومعاناة سترافق ابني للابد بسبب اصابته برصاصه ، فمنذ شهور ، حرمنا من زيارته ، وصدر قرار بالمنع الابني بحقي وزوجي وابنائي لنعيش الخوف بسبب انقطاع اخباره ".
 
يعاني من اعاقة
 
هذه الاوضاع ، انعكست على حياة العائلة وخاصه والده الذي يواصل قرع ابواب المؤسسات مستصرخا الجميع التحرك لانقاذ حياة ابنه قبل فوات الاوان ، ويقول " ابني يعيش طريح الفراش ، لا يمكنه التحرك دون عكازات ومساعدة ، فلا يمكنه قضاء ادنى احتياجاته ،وبسبب رفض علاجه وتوفير ادويته فان كل يمضيه خلف القضبان يشكل خطرا كبيرا على حياته " ، واضاف " ابني محمود ، كان يملا محلا للكمبيوتر ، وفي احد الليالي ، اقتحمت قوات الاحتلال المخيم ، وشرعت في اطلاق النار فاصيب ابني بعدة اعيرة نارية ورغم خطورة اصابته وحالته كتب الله له حياة جديدة ونجا من الموت باعجوبة "، ويتابع "ابني لم يكن مطلوبا او يشكل خطرا على الامن الاسرائيلي ، لكن رصاصهم دمر حياته ومستقبله واحلامه ، فقد اصبح طريح الفراش ، لان الرصاص ادى لاصابة الفقرة الرابعة في الظهر ،ورغم اجراء عدة عمليات جراحية له ، اصيب بشلل نصفي ، والاشد خطورة الرصاصة التي اصابته في البطن وادت لفتحة كبيرة ، واقر الاطباء حاجته لرحلة علاج طويلة جدا ".
خلال تنقل الجريح محمود بين المستشفيات ، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلته ، ولم تراعي حالته الصحية واعتقلته ،ويقول والده " تحولت حياتنا لحزن وقلق  بسبب وضع ابني وقلقنا المستمر من فقدان الامكانية في علاجه ، ورغم ذلك ، تمسكنا بالامل ، واستمرنا بمتابعة وضعه الصحي "، ويضيف " بشكل مباغت اقتحموا منزلنا ،ورغم التقارير الطبية التي تؤكد خطورة اعتقال ابني ووضعه الصحي الصعب ، انتزعوه من فراشه واقتادوه للسجون ليتعرض لكل الصنوف والتعذيب ".
واكد والد الاسير المواطن  جميل ابو الكامل ، ان نجله بحاجة لاجراء المزيد من العمليات الجراحية خاصة لاغلاق الجرح الذي في بطنه ، مناشدا كافة المؤسسات تكثيف الجهود والضغط على الاحتلال لعلاجه حتى تحريره من جحيم السجون .
 
*******

بعد المطاردة والمعاناة يقضيان حكما بالسجن المؤبد
والدة الاسيرين سامر وسامي ابو دياك
تحمل بفرحة الحرية واجتماع الشمل
 
جنين – تقرير علي سمودي
 في كل لحظة تصلي وتتضرع لله ، ليجمع شمل العائلة والخلاص من جحيم المعاناة على بوابات السجون الاسرائيلية التي تغتصب حرية ولديها سامي وسامر عاهد عيد الله ابو دياك ،من بلدة سيلة الظهر قضاء جنين ، ومما يضاعف قلقها ،اهمال علاج اسيرها سامي الذي اصيب برصاص الاحتلال خلال ملاحقته ووضعه الصحي سيء  .
 
حكاية سامي
 
منذ اعتقالهما ،تواظب ام سامر على المشاركة في الفعاليات التضامنية مع الاسرى امام الصليب الاحمر في جنين ، وبفخر تروي قصص بطولاتهم وتضحياتهم ، وتقول " في صغره ، برزت لديه روح النضال وعشق الوطن ، وخلال دراسته كان يشارك مع ابناء بلدتنا في التصدي للمستوطنين الذين اغتصبواارضنا ويمارسون العدوان بحق شعبنا "،  وتضيف "مثلما كان يتعلم في صفه، يكبر لديه حب الوطن ويشارك في التعبير عنه بمواجهة الاحتلال خلال هجماته لحماية المستوطنين في اعتداءاتهم التي لم تتوقف على بلدتنا ، وبعد ذلك لم تسمح له الظروف بمواصلة تعليمه فالتحق في صفوف حركة فتح "، وتكمل " انتسب للاجهزة الامنية  لمدة عام ،وعندما اندلعت انتفاضة الاقصى شارك في التصدي للاحتلال ولكنه سرا اختار المقاومة وسلاحها ".
تحت جنح الظلام ، كان سامي يقود رفاقه في كتائب الاقصى لشن الهجمات ضد الاحتلال والذين سرعان ما ادرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين ، وتضيف ام سامر"لم يكن يتحدث عن بطولاته ودوره في مقاومة الاحتلال حتى اقتحموا منزلنا وهددوا بتصفيته ولكنه رفض الاستسلام، خلال الكمائن تعرض للاصابة بعيار ناري في  ركبته ،وتمكن من الهرب"، وتضيف " نجا من الموت وعشنا الخوف خلال ملاحقته وهو يتلقى العلاج بشكل سري حتى تمكنوا من اعتقاله واصيب خلال الاعتقال برصاصهم  في اليد والراس لانهم كانوا لا يريدونه حيا ".
تاريخ 17/7/2002 ، يوم لا تنساه ام سامر ، وتقول " كتب الله له حياة جديدة رغم محاولتهم تصفيته، ونقلوه لمستشفى اسرائيلي وقبل ان يكتمل علاجه نقلوه  لتحقيق الجلمة، وحوكم بالسجن المؤبد 3 مرات اضافة ل30 عاما "، وتضيف "استمروا بعقابه ، بمنع زيارته والعزل ، ونعاني واياه من اشد عقاب وهو رفض جمعه مع شقيقه سامر الذي حمل رايته ورفع راس عائلة ابو دياك وكل فلسطيني حر عاليا ". واشارت ، انه رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها العائلة ونادي الاسير  ما زالت ادارة السجون ترفض علاجه ، وافاد مدير النادي في جنين راغب ابودياك ، ان سامي يعاني من اثار الاصابة في ركبته ، فالعيار ناري ادى لقطع الوتر مما نجم عنه  مضاعفات، ويعاني من اصابة يده فهي تتعرض للانتفاخ كل فترة لعدم توفير العلاج المناسب،مؤكدا ان هناك عقاب وسياسة مبرمجه لقتل المريض تدريجيا .
 
سامر  يواصل المشوار
 
في منزلها ، تتزين الجدران بصور سامي وسامر باكورة ابناءها الذي صار على درب  شقيقه وعائلته  التي قدمت التضحيات في سبيل الوطن ، وتقول " منذ بدء الاحتلال كان لعائلتنا المواقف النضالية التي نفخر بها ، وزدت فخرا عندما كبر سامر وصان العهد ، وحمل راية شقيقه فقاد كتائب شهداء الاقصى في المنطقة ".تزايد نشاط سامر عقب اندلاع الانتفاضة، واصبح اكثر عنفوانا بعد اصابة شقيقه سامي واعتقاله ، وتقول والدته "بسبب نشاطه ادرج اسمه على راس المطلوبين للتصفية ، وعلى مدار سنوات ملاحقته الخمسة عشنا ايام صعبة جدا بسبب استهداف عائلتي التي لم تسلم احد من افرادها  من قمع جنود الاحتلال الذين كانوا يداهمون منزلنا  ليلا نهارا  بحثا عن سامر،وسط تهديد ضباط المخابرات بقتله وهدم المنزل اذا لم نقوم بتسليمه "، وتضيف "حرمنا من ابني الذي عاش متنقلا من منطقة لاخرى وبين  الكهوف للجبال  بسبب الكمائن ، والتهديد بالاغتيال والتصفية في أي لحظة ".، وتكمل  حوصر في اخر كمين  بين بلعا وعلار ،وتمكنوا من اعتقاله في تاريخ 13/1/2005
 
خلف القضبان
 
تاثر الوالدين بمعاناة سامي وسامر ، وفي محطات العذاب بين المحاكم والسجون اصيبا بعدة امراض ولكنهما لم ينقطعا عنهما وقدما الدعم معبرين عن اعتزازهما ببطولاتهما التي استمرت حتى خلف القضبان رغم الحكم الذي صدر بحق سامر بالسجن  المؤبد اضافة الى ل25 عاما  ، وتقول الوالدة " لم ينال الحكم من معنوياته ،وتعرض لكل اشكال العقوبات حتى استقر حاليا في سجن جلبو

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025