تمردُ سجين - سماء غنيم
> أطلَ الليلُ في غدق ٍوسرور
> يغني للصبحِ ويشدو للنور
>
> سأفتح عيناي الآن
> سأتنفس الصباح
> وأبتلع الشمس على الريق
> وآخذ رشفة قهوة
> وأتناول لقمتين من خبز أمي
> آآآه من خبز أمي
>
> خُذ بيدي أيها النسيم
> غارق أنا في عذاب السجن الأليم
> اكسر قيدي اللعين
> وحطم ظلمة الزنازين
>
> انفض غبار الصعقات الكهربائية عن رأسي
> وأزل صفعات السوط عن جسدي
>
> خذني إلى أحضانك
> وامنحني دفئا حطمه ماءٌ باردٌ
> أغرقوا فيه جسدي لأيام
>
> أرتعش شوقا لعينَّي أمي
> أشتاق لصدرها الدافئ
> أحن لصوت الأغنيات التي كنت أنام على هديها كل ليلة
> أشتاق لعنفك أبي
> لخوفك
> لغضبك
> اشتقت لأخوتي وصحبي
> لوقوفهم بجانبي حينما ضاقت بي الدنيا
>
> افتقدتكم كثيرا ً في ظلمة السجن
> احترقت انتظار
> لم أمهد مسبقا ًلهذا التنفس
>
> هآ أنا حر طليق اليوم
> أطلق الصفير فيرد البلبل
> أمشط شعر الأشجار
> فتتمايل على صدري أسوةً
>
> أمضغ الدنيا على مهل
> لأختبر صدق الحلم
> وصدقي في الوجود
>
> أتقافز على منضدة الذكريات القديمة
> علِّي أسترجع طفولتي على هذه المساحة الشاسعة من ذاكرتي
> فأعود طفلا ً يركض على سطح الغيم
> ويفرد جناحيه للريح ويهوي
> ويهوي من السماء
> دون خوف
>
> أعطني يدك أيها الزمن
> لأخدعك وأهرب من بؤسك إلى حين
> أو لأمسح ما يؤلمني
> وأنقش مكانه فقط وجه أمي
>
> لا تظن يا غاصبي
> بأن تعذيبك
> عن وطني سيبعدني
> ساذج أنت كما عهدناك دائما
> سنكسر القيد
> وسنكسر الظلم
> وسنحلق في سماء الوجود رغم الألم
> طليق أنا ..
> لكن مازلت سجينا في وطني
> طليق أنا ..
> وما زلت احلم بحرية تتراقص لها أضلعي
> طليق أنا ...
> وسأقهر الظلم رغم قسوة ظالمي