زامل الوحيدي أمل جديد يبعث روحا لمواصلة الدرب على طريق العودة التي عمدها الشهيد الجد - بسام الوحيدي
عاشت الذكرى السابعة عشر لاستشهاده
الذكرى السابعة والستون للنكبة ، وتحديدا اليوم الذي يصادف الرابع عشر من أيار ، يوم له من المعاني الانسانية ما لا يستطيع نسيانه كل من يدرس التاريخ ومحطاته ، باحثا عن العبر والمعاني ، متأملا في القيم والمثل .....
فيوم الرابع عشر من أيار لعام ألف وتسعمائة وثماني وتسعين هو يوم استشهاد الدكتور زامل الوحيدي.
والذي ارتبط استشهاده بقيم نبيلة تشرح معاني الإيثار والتضحية والفداء ، ليس فقط لكونه اول طبيب فلسطيني يتم استهدافه من قبل الاحتلال الاسرائيلي وهو يقوم بأداء واجبه المهني والوطني والانساني ، ولكن أيضا لاستبساله في نجدة المحتاج ، غير آبه بالمخاطر المحدقة به .
فقد هب الشهيد البطل الى مساعدة زملائه الأطباء والمسعفين عند سماعه بوجود أحداث عند معبر بيت حانون فذهب الى هناك برفقة روحه الطاهره التي عرفت الطريق واشتاقت الى الصعود وما عادت تلتفت الى الوراء وبعثت الحياة في قلب الطفل محمود ابن الثالثة عشر ورحل الشهيد زامل الوحيدي شهيدا على يد الغدر الاحتلاليه عندما قام قناص إسرائيلي بزرع الرصاص في قلبه ويده وأهدى الشهيد الحياة من جديد للطفل الذي أنقذه من براثن الاحتلال.
انه الحاج الدكتور زامل الوحيدي الذي أدى الفريضة الدينية لله وأدى معها فريضة الوطن والإنسانية عندما نستذكر هذه الذكرى نعرف معنى الانتماء وندرك كم كان حب الوطن مغروس في دمه فتلون بعلم فلسطين وتأصل في درب الكفاح والنضال من اجل فكرة آمن بها مع الثوار.
حب الوطن هنا يتوارث فحمل الوصية أبناؤه ومنهم من قضى شهيدا الشهيد سامح زامل الوحيدي ومنهم يكتوي بحب هذا الوطن فترفع رايات التضحية على بيت لازال دم الشهيد يدلل عليه.
مفارقة الحياة والأقدار كانت حاضرة في ذكراه ،ميلاد جديد لحدث لايعرفه الا من اكتوى بنار الفراق طفل صغير يحمل نفس تاريخ الرحيل فيجدد الامل لعائلة غاب عنها الفرح منذ عام الف وتسعمائة وثماني وتسعين
انه ميلاد زامل بسام الوحيدي حفيد الشهيد زامل الوحيدي حمل نفس التاريخ الرابع عشر من آيار وحمل المسمى لتبدأ المسيرة وليعلن معها درب جديد من الكفاح والنضال سيكبر هذا الطفل وهو يعرف بان التاريخ الذي يحمله تاريخ شهيد ينتظر العدالة واحقاق الحق ...
الأصل هنا يخبرنا بعائلة تحترف حب الوطن وتجسد معها تضحية الهجرة وتضحية الشهداء ولازالت تقدم التضحية.
فالعدوان الأخير على قطاع غزة لعام ألفين وأربعة عشر لازال شاهدا عليه بيت الشهيد زامل الوحيدي عندما قامت قوات الاحتلال بقصف البيت الذي احتوى هذا المناضل وعائلته الكريمة، اسرائيل أرسلت الرسالة بأنها تستهدف الشهداء والأبناء وعائلة الوحيدي ردت جوابها، بأنها باقية هنا على هذه الارض ومتجذرة فيها كشجرة زيتون اصلها ثابت في الارض وفرعها في السماء.
رحم الله الشهيد الراحل الدكتور زامل الوحيدي بذكراه السابعة عشر ، وجميع شهداء فلسطين ، وأسكنهم فسيح جناته ، وألهم أهله وذويه الصبر والسوان .