طفل كفر قدوم يروي قصته مع المياه الكيماوية
"أخرج كل يوم جمعة مع أولاد مثلي لاشاهد جيش الاحتلال، بس هاي المرة بقيت قريب منهم شفت جندي يشير الي بيده عشان اقرب عليه أكثر ما رديت عليه ،شوي اجت سيارة المجاري، هربت منها بس رش علي منها وقعت على الأرض وظل يرش علي وأجا واحد وحملني" بهذه الكلمات البريئة حاول محمد رياض ابن الخمسة اعوام أن يروي قصته التي حصلت معه يوم الجمعة الخامس عشر من أيار.
ففي يوم الجمعة وخلال مسيرة كفر قدوم الأسبوعية التي خرجت إحياء للذكرى السابعة والستين للنكبة، خرج محمد مع أبناء جيله ليشاهد أبناء بلدته المنتفضين المطالبين بحقهم بالتنقل بحرية عبر طريقهم المسلوب بفعل الاحتلال، ولم يكن يعرف الشرك الذي نصبه له جنود مدججين بالسلاح يتسترون خلف دروعهم، يرتجفون رعبا من حجر صغير بعمر محمد يلقيه عليهم ليقول لهم اخرجوا من أرضنا وافتحوا لنا الطريق.
ويكمل محمد ببراءة الطفل المتحدي انه لا يخشى الجيش مؤكدا انه سيخرج في كل مرة لمشاركة ابناء بلدته فعالياتهم ضد الاحتلال دون خوف من ممارسات الاحتلال.
توجهنا بالسؤال الى محمد حول دوافعه للتواجد في المكان الذي يكون فيه الاحتكاك مع قوات الاحتلال فاجاب دون خوف او وجل "هذه بلدي والجيش هو الي دخل على البلد مش انا الي رحت عليهم" اجابة من طفل دعتنا الى التفكير كثيرا ان حقيقة الموضوع تكمن فيما يقول هذا الطفل الذي على ما يبدو يعرف تماما اين هي حدود بلدته.
وفي رده على ماذا فعل بعد اصابته اجاب محمد "اخذوني على البيت وخلعت ملابسي واغتسلت لان الرائحة كانت مقرفة حتى ان والدته القت بملابسه في النفايات لردائة ما حملته من روائح".
محمد لم تسعفه بنية جسمه النحيل في الصمود أمام ضغط مياه كيماوية ذات رائحة نتنة فوقع على الأرض وتهشم وجهه ولكنه وقف مرة ثانية ليتمكن احد الشبان من التقاطه من بين براثن المياه العادمة.
عائلة الطفل محمد رياض تنوي رفع قضية على جنود الاحتلال الذين شاركوا في الاعتداء على ابنهم الذي لم تسعفه براءة الطفولة أمام جيش يعد من اكبر جيوش العالم خاصة وان الطفل يعاني حالة من الصدمة نتيجة ما الم به من أذى حيث يصحوا من نومه مفزوعا خائفا، كما افاد والده رياض شتيوي الذي اكد ان ابنه وكأي طفل يدفعهم فضولهم للخروج الى الشوارع معتقدين ان ما يجري مجرد لعبة دون ان يعلم خطورة ما يجري حوله.
ويضيف شتيوي انه حتى وان قام طفل في الرابعة من عمره بالقاء حجر على جنود الاحتلال هل هذا يعني ان يكون الرد عليه بهذه القسوة، مطالبا كافة الجهات الحقوقية الى ضرورة التوجه الى كفر قدوم وتوثق انتهاكات الاحتلال بحق الاطفال والنساء هناك.
مراد شتيوي المنسق الإعلامي لمسيرة كفر قدوم وضح أن العديد من اطفال القرية يخرجون بطريقة عفوية لمشاهدة الاحداث التي تعقب المسيرة السلمية الاسبوعية دون الادراك الى حجم الخطر المحدق بهم من جنود لا يفرقون بين طفل او شيخ ويستهدفون كل من يتواجد في شوارع البلدة دون تمييز.
ويضيف شتيوي ان قصة الطفل محمد رياض تأتي استكمالا لقصة استهداف الأطفال في كفر قدوم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي فمنذ انطلاق المسيرة اعتقل جيش الاحتلال 10 أطفال دون سن الثامنة عشرة وزج بهم في السجن لفترات وصلت إلى 6 أشهر، كما أصاب الجنود بنيرانهم الحية 5 أطفال واستهدف المنازل بقنابل الغاز وأصاب العشرات بينهم رضع بحالات اختناق متفاوتة.
وقبل عامين أقدم جنود الاحتلال في انتهاك صارخ لحقوق الطفولة على نشر صور على جدران المنازل يهدد فيها باعتقال 4 أطفال إذا استمروا بمشاركتهم في المسيرة السلمية الأسبوعية التي مضى عليها 4 سنوات.
هذا وبعث شتيوي برسائل عديدة الى مؤسسات حقوق الانسان والامم المتحدة يطالب فيها هذه المؤسسات الى حماية اطفال كفر قدوم وفتح تحقيق في قضية الاعتداء عليهم واستهدافهم ليس لسبب سوى وجودهم في شوارع بلدتهم.
مقابلة: رائد عمر
عن معا