العلاقة الفلسطينية الأردنية غير قابلة للتحديات و نعم للرجوب - أ . سامي ابو طير
تُعتبر العلاقة التاريخية الأخوية التي تربط الشعبين الفلسطيني والأردني راسخة رسوخ الجبال الشامخات التي لا تزحزح بفعل جميع العوامل الهدّامة سواء البشرية أو الطبيعية مهما كانت قاسية لأنها علاقة أزلية ترتبط بأربطة متينة ومقدسة ، و جذور العلاقة المتينة بين البلدين مُتجذرة و تمتد في أعماق الأرض وتاريخها العظيم منذ نشأة التكوين ، ولهذا فإن الخالق عزّ وجلّ قد قدّر وأراد للبلدين الشقيقين استمرار و دوام علاقة المحبة والمودة بينهما إلى أن يرث الله الأرض وما عليها .
لأجل ذلك التّجذر المشترك للعلاقة بين الشعبين الحميمين أؤكد للحاقدين والجاحدين بأنكم مهما فعلتم لن تنجحوا بتحقيق مأربكم القذرة ، ولن تغيروا شيئاً من ذلك الحب الذي يكنه الفلسطيني لأخيه الأردني أو الأردني لأخيه الفلسطيني .
العلاقة الأخوية بين البلدين لا تحتاج لمن يدافع عنها أساسا لأنها قوية ومتينة وأخوية وغير قابلة للتحديات كما أخبر بذلك جلالة الملك عبدا الله الثاني الصحفيين في رده حول العلاقة الفلسطينية الأردنية ، وكما أكد سيادة الرئيس محمود عباس ابو مازن مرارا وتكرارا على عمق وقوة الترابط الفلسطيني الأردني في كل مناسبة ، ولذلك فإن تلك العلاقة هي علاقة تاريخية ومصيرية وغير قابلة للتشكيك أبدا.
عموما حدث مؤخراً بفعل غيرة وحقد الحاقدين المأجورين من تلك العلاقة الأخوية والحميمة مرور سحابة صيف عابرة شهدتها الفترة الأخيرة ، علماً بأن ذلك التوتر يُفترض عدم وجودة نهائيا لأنه مبني على الباطل والكذب والافتراء الذي ينشره الأعداء .
أقول ذلك لأنه لا يوجد أساسا ما يدعو إلى ظهور ذلك التوتر أو الفتور بين الأخوة إلا إذا تم اعتبار ما يتناقله الوشاة العُصاة والفاسدين من الخُزعبلات والأكاذيب وتصويرها على أنها حقائق ، علماً بأنها ليست كذلك بالمُطلق .
لذلك إن الهدف الرئيسي لتلك الأكاذيب هو دق الأسافين والتخريب بين علاقة الأخوين الفلسطيني والأردني لتقديم هدية مجانية للاحتلال الإسرائيلي ، و تقديم الأبرياء كضحية أو كبش فداء كما خطط أصحاب المؤامرة لتحقيق هدفهم من وراء تلك الأكاذيب والخُزعبلات الهدّامة التي يقودها المأجورين والمطرودين .
الوشاة المأجورين من الحاقدين والجاحدين يدّعون زورا وبهتانا بوجود خلاف فلسطيني أردني على خلفية سياسية تتمثل بانفراد تفاوضي بين فلسطين واسرائيل علما بتوقف عملية المفوضات منذ وقتٍ طويل ، والجانب الأردني يعلم أكثر من غيرة بتلك الحقائق وأن أخيه الفلسطيني يخبره بكل صغيرة وكبيرة إذا تم حدوثها .
الحاقدون أيضاً استغلوا حادثة الأقصى ضد مفتي وشيخ الأردن عند زيارته للمسجد الأقصى ، والتي قامت بها شرذمة بعيدة عن الوطنية الفلسطينية لغرض واضح تماما و يتمثل في الإساءة وتعكير الأجواء الحميمة بين فلسطين والأردن على خلفية ذلك الحدث .
لذلك من الظلم والجور إلقاء مسئولية ذلك الحدث على كاهل السلطة الفلسطينية لأنها الوحيدة التي تُشجع وتطالب بزيارة القدس دائماً في ظل تحريم الأخرين لتلك الزيارة وهذا من ناحية ، أما من ناحية أخرى فإن السلطة لا تملك السيطرة الأمنية داخل القدس حتى يتم اتهامها بالمسئولية عما حدث للشيخ الجليل ، علما بأن جميع قيادات السلطة الفلسطينية بقيادة السيد الرئيس قد استنكروا بشدة وهاجموا ذلك الفعل المُشين .
الجاحدون وأصحاب القلوب السوداء استمروا في نهجهم التخريبي للإيقاع بين البلدين بأباطيل الباطل كما حدث مؤخرا عقب انتخابات كونجرس الفيفا الأخير ، حيث قامت ماكينة إعلامهم الأصفر بالتحريض والنشر والتحليل و الترويج لبيان صحفي مزوّر ظلالي تخريبي واضح للأعمى .
ويعتبر الهدف الرئيسي لذلك البيان الأسود (المزوّر بغباء واضح) هو نشر روح الحقد والعداوة بين الأخوة لإحداث القطيعة المرجوة حسب الفكر الأسود لخفافيش الظلام بين البلدين كنتيجة لنشر وتلفيق الأكاذيب والخُزعبلات المقيتة ، بالإضافة إلى التخلص والإسقاط السياسي للأخ اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على خلفية انتخابات الفيفا الأخيرة .
مؤامرة إسقاط الرجوب تقودها إسرائيل وتتراقص معها بإنسجام كامل الفئة المأجورة التي يتزعمها "مطاريد" حركة فتح سابقاً والبعض اليساري الأحمر والمتأسلمين الجدد ، وأولئك جميعا يتغزلون مع بعضهم بعضا في الحقد على قيادة حركة فتح وأبنائها .
إسقاط اللواء جبريل الرجوب هو الغرض الرئيسي للحملة الأخيرة التي تقودها بعناية شرذمة المأجورين الجاحدين وفقا لمخططات شيطانية وإعلامية صفراء، والسبب يعود بأن الرجوب يقف حجر عثرة في طريقهم ويعتبر كالشوكة في حلوقهم .
ولذلك تعمل أدواتهم للإساءة للرجل وجاءت انتخابات الفيفا لهم على طبقٍ من ذهب ، ليكذبوا ويكذبوا لتأليب الرأي العام ضد اللواء الرجوب من أجل تقديم الرجل كبش فداء للحفاظ على علاقة الأخوة بين البلدين الشقيقين وحتى يهدأ المأجورين وأصحاب المُخيلات المريضة بنصرهم الملعون .
المُتابع الاعلامي الجيد لوكالات الاعلام الصفراء البعيدة عن روح الوطنية الفلسطينية منذ فترة قبل انتخابات كونجرس الفيفا تحديدا ، كان سيعلم علم اليقين بأن هناك خيوطا مؤامراتية قادمة و يتم نسجها بدقة وعناية لتشوية علاقة فلسطين بالأردن من ناحية ، ومن الناحية الأخرى لإسقاط اللواء الرجوب من خلال تمهيد إعلامي بالإيحاء بأن الرجوب لن يقف مع ابن فلسطين الأمير علي بن الحسين ، وما شابه من ذلك القبيل .
تجلّى ذلك التآمر و الإيحاء في الاعلام الأصفر عند زيارة "بلاتر" الأخيرة لفلسطين بصفته رئيسا للفيفا من أجل التوسط و حل المشاكل الرياضية الفلسطينية مع الجانب الاسرائيلي لتفادي الطلب الفلسطيني .
ولذلك كانت أخيراً عناوين الإساءة للواء جبريل الرجوب عندما تم اتهامه بما نُسب اليه زوراً وبهتانا من أكاذيب ( بعيدة تماما عن لغة العقل والمنطق ويستحيل تصديقها من مجنون فما بالك بعاقل ؟! ) جاهزةً منذ زمن أبعد من موعد نشر التلفيقات والأكاذيب الأخيرة ،وهكذا كان ذلك التمهيد بخلق أرضية اعلامية لقبول تصديقها لكل من يتابع ذلك الاعلام الأصفر المعروف للجميع بولائه لأعداء فلسطين ويعمل ضد قيادة حركة فتح وأبنائها .
أخيرا تم نشر البيان المزوّر ليشعل نار المؤامرة الخفية وينقلها إلى العلن ،ولذلك كان التشهير والدجل والكذب والتحليل الفاسد لتحقيق غرض المؤامرة الأساسي لإسقاط البريء دونما أدنى ذنب اقترفه سوى انتصاره لفلسطين ، فهل ينجح المأجورين أم ستسقط المؤامرة ؟.
المؤامرة تُعتبر اسرائيلية بإمتياز لأن قادة إسرائيل صرّحوا علانيةً بأنه يجب طرد "الرجوب" والتخلص منه ، وقد وصفه الإعلام الصهيوني بالإرهابي والعدو الأول لإسرائيل بسبب مطالبته بالحق الرياضي الفلسطيني ، ولذلك كان على أعوان إسرائيل المأجورين وجوب تنفيذ تلك المؤامرة بحذافيرها .
وهذا ما يحدث حاليا بانتظار القرار النهائي لحركة فتح بالانتصار لابنها جبريل الرجوب الذي جعل النشيد الوطني الفلسطيني مسموعاً ويتردد عاليا في أكبر المحافل الدولية عندما حقق انتصارات رياضية غير مسبوقة لفلسطين ، أو .... تقديم الفداء إرضاءً للأخرين !
لمـاذا كل هذا الحقد على فلسطين وحركة فتح وأبنائها أيها الحاقــدون ؟
لمصلحة من الوقيعة بين الأخوين الفلسطيني والأردني ؟ لماذا تنشرون وتروّجون لأكاذيبكم السوداء ؟ ومن أجل ماذا ؟ و لمصلحة من تنشرون سمومكم السوداء بين الأخوة؟
ماذا استفدتم بعد أن رد الله كيدكم إلى نحركم ؟
إن الله سينصر الحق والخير مهما فعلتم ليقتلكم بحقدكم وليصيبكم في مقتل أيها الزنادقة و يا أعداء فلسطين وأعداء أنفسكم لأن مُخيلاتكم مريضة بالحقد الأسود الذي سيقتلكم لا محالة .
القاصي والداني يعلم أن إسرائيل وأعوانها فقط من خفافيش الظلام والمأجورين هم الذين يُروّجون و يقفون خلف تلك الأكاذيب والخُزعبلات من أجل حدوث الوقيعة بين الأخوين الشقيقين والتشويش والاساءة بين الأخوة ولنشر روح العداوة بينهم لخدمة أهدافها ومشاريعها التاّمرية الواضحة وخصوصا ضد أبناء فلسطين .
ولذلك فإن كل من قام بالترويج وتلفيق الإساءة المقيتة المُتعمدة و ساهم بتزييف كلمة الحق الفلسطينية الواضحة يُعـتبر خائناً لفلسطين ولمبادئها وشهداؤها وأسراها .
كما يُعتبر كل من يقف خلف تلك الإساءة حاقداً مأجوراً ومُنبطحا تحت نِعال العدو الإسرائيلي .
الغريب والعجيب أن تصويت "الرجوب" كان أمام عدسات التلفزة مباشرة و تصويته واضحا للأمير علي ، وقام بتوجيه ورقته للوفد الأردني وتحديدا نحو عيون الأميرة هيّا بنت الحسين ، وبإمكانها توضيح تلك الحقيقة لجميع المُغرضين والفاسدين الذين همهم الوحيد الإساءة والتشوية للعلاقة الحميمة بين الأخوة (ولهذا وجه له القائمين على انتخابات الفيفا اللوم على ذلك التصرف حِفاضا على السرية ) ، وأسالوا الوفد الأردني كيف أظهر لهم اللواء جبريل الرجوب ورقة التصويت للأمير علي بن الحسين ، وهو أكثر من يحكم على مصداقية القرار الفلسطيني الداعم للأردن .
"وكأن الله قد ألهم "الرجوب" بكشف وتوجيه ورقة التصويت نحو الأميرة هيّا والوفد الأردني " ،و لأجل ذلك كان بيان الشكر من الأميرة هيّا بنت الحسين للاتحاد الفلسطيني بمثابة تكذيب لأقاويل الباطل وإنصافاً للرجوب.
كان يجب على الإعلام الأردني الشقيق الذي نكن له كل الاحترام والتقدير لدوره الريادي بالوقوف بجانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة أن يتريث قليلا قبل إصدار الأحكام الفُجائية ضد ابن فلسطين وحركة فتح اللواء جبريل الرجوب لأن الأخير هو رئيس الاتحاد الفلسطيني و يمثل دولة فلسطين الحبيبة .
لأجل ذلك كان يجب التروي قليلا واستيضاح الأمر من الجهات الفلسطينية الرسمية ذات العلاقة قبل الانجرار خلف أكاذيب خفافيش الظلام التي لا تحب الخير لفلسطين والأردن .
أخيرا إن اللواء جبريل الرجوب بحكم خبرته وحنكته السياسية قبل الرياضية أؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنه يملك الشجاعة الكاملة ليقول الحقيقة أياً كانت في حال لو فعل أمراً ما بخلاف ما أعلنه بخصوص تأييده و دعمه للأمير علي بن الحسين ، ولذلك نفي كل ما نُسب إليه جملة وتفصيلا .
بالرغم من ذلك فإن الحقد الأســود لأعمياء البصيرة لا يتوقف ولن يسكت وفقا للصراع الدائم بين الخير والشر ، ولكن لا محالة سينتصر الخير بإذن الله ممثلاً بإنتصار الفلسطيني البطل " الرجوب " على المأجورين من الحاقدين و الجاحدين أدعياء الوطنية وأعوان الاحتلال .