شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

ما أشهى رائحة البيت والخبز !!- عبد السلام العابد

عاد بذاكرته ثمانية وأربعين عاما، وقال: الحرب كلمة مرعبة، توحي لي بأن كل شيء سيتحول إلى رماد.
إنها مصدر للخوف والتوتر والقلق، فلا أمن ولا أمان ولا رغبة للإنسان خلالها، إلا أن يفر؛ لينجو بنفسه، ويحافظ على وجوده.
اذكر أنني كنت عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين، في الصف الخامس الابتدائي، كنت في البيت مع أختي، أبي وأمي كانا يعملان في الحقول، وعندما هرب الجيران، رحلنا معهم، ولجأنا إلى مغارة قريبة، وبعد فترة من الوقت، خرجت وحدي؛ لأبحث عن بقية أسرتي، وفجأة علا صوت الرصاص، وقصف الطائرات، وهربت مع الناس، فوجدت نفسي مع خالي الذي التقيت به صدفة، أمسكت به، وقال لي: الحق بي أسرع.. أسرع.ولجأ إلى مغارة في الجبل، مع مجموعة من أطفال بلدتنا.
كنت أفكر في نفسي وأقول: ما هذه الحرب؟ ولماذا يشن الأعداء الحرب علينا؟ ومن هم هؤلاء؟ ما طبيعتهم؟ وما أشكالهم؟ ماذا فعلنا بهم؟ لماذا يهجمون علينا بالطائرات والدبابات والقذائف والرصاص؟ لماذا نتشرد من بيوتنا وأرضنا؟ 
وكنت أتساءل ماذا حل بأبي وأمي؟ وماذا أصاب أخي الكبير وأختي الصغيرة؟ اعتقد أنهم ماتوا جميعاً، ترى: كيف ستكون حياتي، إذا قضت هذه الحرب على أمي وأبي وأخي وأختي؟ سأعيش يتيما وحيدا ً في بيتنا، بل ربما ستهدم هذه الحرب البيت أيضاً.
حملت أسئلتي وقلقي وخوفي، وسألت خالي: إذا مات أبي وأمي وإخوتي، هل ستأويني في بيتكم؟ نظر إليّ خالي وابتسم، واحتضنني وقبلني وقال: لا تخف يا حبيبي، أنت مثل أطفالي، وستمر لحظات القلق، وستلتقي مع أمك وأبيك وإخوتك، اطمئن. طمأنتني كلمات خالي الدافئة، وأشعرتني بنوع من الأمان. 
وحينما عدنا إلى قريتنا، توجهت مسرعا ً نحو البيت، فوجدت أمي تخبز، فيما كانت رائحة الخبز تعبق في المكان، ألقيت نفسي في حضنها، وغمرتني بالقبلات، وقالت: سألت عنك فقالوا لي بأنك مع خالك، وكنت أتوقع أن تأتي وتشاركنا في الطعام، قلت: أين أبي وإخوتي؟ قالت: هم في داخل العقد، سلمت عليهم، وسعدت بوجودهم، وصحت: آه ما أجمل العودة إلى البيت!! وما أشهى رائحة خبز أمي!!. وآه ٍ كم أنا جائع !!.

 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024