من رحم القضبان يولد الإبداع !!! الكاتبة تمارا حداد
هو الإبداع يبدأ من قاع الزنزان,هو محطة الانجاز في السجن يتألق,يطلق أفكاره رغم قيد الطغيان,قيد فضي مشدود بين معصميه ولكن أصابعه تبدع بالهام,تراه مجتهدا نحو الأمام يسير في إيضاح لا يمل ولا يكل ولا يهمه أسوار الجلاد,فمقياس نجاحه ليس بموقعه بل يقاس بالصعاب التي سيتغلب عليها,زنزانته لم تكن طمسا لهوايته بل بابا وعنونا لبلورة هوايته في مجال تصميم الأزياء,فهو رجل في عواصم الإباء عشق الوطن فلبى النداء فهو لغة مقهورة في شفاه الأحرار,يصدح خلف القضبان الحياة عنده ليست ثابتة بل يغيظ بتميزه الأعداء لكي ينهض ويحقق الانتصار فمن رحم القضبان يولد الإبداع....
ومن الأسرى الذين أبدعوا داخل أسوار السجان الأسير المقدسي اشرف زغير ولد اشرف في مدينة القدس ,اعتقل بتاريخ 16/10/2002 من منزله بتهمة مقاومة الاحتلال واختيار موقع العملية القسامية في تل الربيع,وعمل تحت قيادة القائد محمود اشريتح من يطا.وحكم عليه 6 مؤبدات وهو الآن قابع في معتقل سجن ريمون.درس تصميم الأزياء في المعهد الاسباني في بيت لحم وأنهى دراسته وحصل أيضا على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد داخل غياهب الكيان الصهيوني وقد عانى من الكثير من الحرمان والعزل والضرب والتنكيل.رغم ذلك يظل يبدع بفنه ورسمه لتصميم أزياء فلسطينية التي تميزت بالحداثة العريقة.ويعاني من مشاكل كثير في أسنانه.
يقول منير زغير والد الأسير اشرف زغير وهو الناطق الإعلامي لأهل أسرى القدس ويعتبر من نشطاء والمدافعين عن حقوق الأسرى وله دور بارز في الاعتصامات والمؤتمرات .وله باع في الفضائيات العربية من اجل الإشادة بقضية الأسرى وهمومها...
يقول انه في ظل الإجراءات العنصرية التي تمارسها مصلحة السجون الإسرائيلية بشكل ممنهج من أعلى قرار إسرائيلي بحق الأسرى سوف يرفع قضية ضدهم بشان قضية معاناة أهل الأسرى في ساحات السجن أثناء الزيارة وسوف يقدم القضية ضد مصلحة السجون بتحديد سقف زمني للتخفيف عن معاناة أهالي الأسرى أثناء زيارة أسراهم حيث يقضون فترة طويلة أثناء الزيارة تتعدى 17 ساعة من الخامسة صباحا حتى الثانية عشرة ليلا ,ولكن إدارة مصلحة السجون عندما علمت أن والد الأسير اشرف زغير سيقدم الدعوة إلى محكمة العدل العليا من قبل محاميين هيئة شؤون الأسرى أعطت إدارة مصلحة سجن ريمون بعض التسهيلات من اجل أن يوقف رفع القضية وذلك بسماح إدخال الألبسة وطاحونة اللحمة وشراشف ولحفة منجدة وبالذات لأسرى غزة الذين أهاليهم ممنوعين من زيارتهم وكذلك تقديم تسهيلات في سجن ايشل بإدخال 50 شرشف وألبسة داخلية ,ولكن تلك التسهيلات التي قدمتها مصلحة السجون من اجل التعويق عن رفع القضية وأشار والد الأسير اشرف زغير إن التسهيلات التي حدثت لن تؤجل رفع القضية ولن أتهاون عن رفعها من اجل تقديم المساعدات للأسرى وأهاليهم أثناء زيارتهم .وفي ذات السياق أشار والد الأسير إن له أسيرا محررا واسمه أمير زغير والذي قضى فترات متفرقة داخل غياهب السجون حيث كان الحكم الأول لمدة سنة والحكم الثاني لمدة 6 سنوات والحكم الثالث لمدة سنتين وأشار والد الأسير إن تلك الأحكام كانت ظلما وجورا حيث كانت تهمته مساعدة أهالي الأسرى وإدخال مخصصات الكانتين وتنظيم المشاركين في ساحات الأقصى وكانت تهمته هي فعل الخير وهو متزوج وله طفلين.
زرع والد الأسير في ولديهما حب الوطن وروح الانتماء وتقديم الغالي والنفيس للوطن فتلك ضريبة الوطن وضريبة الأحرار والشرفاء.مهما تعنت الكيان الصهيوني لا يعتبر إلا إفلاس أمام إرادة الحركة الأسيرة ولن يزيد الأسرى إلا مزيدا من القوة والإصرار والتحدي..