"المجد والخلود للشهيد البطل عبدالله غنيمات ابن فلسطين وابن كفر مالك الشماء"- فراس الطيراوي
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ). مهما تحدثنا عن قيمة الشهادة وعظمة الشهيد نبقى مقصرين فالشهادة وقفة عز وإباء، تنحني الهامات لهم إجلالاً وإكباراً ,وكما قال القائد والشهيد الرمز الخالد فينا ابد الدهر " ابا عمار" الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر". إن شهداءنا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ، إنهم قيمة القيم وذمة الذمم. عاهدوا الوطن بالذود عن حياضه وقدموا أرواحهم قرابين لحماية كل ذرة من ترابه.
إن الشهيد في ممارسته لفن الشهادة أعظم فنان لأنه يبدع صور استشهاده في الشكل الفني الرائع متجاوزاً التسميات البديهية ليسمو فوق أبعاد الحروف و رموز الألوان وزوايا المساحات الضوئية فهو الذي يعتلي قبة السماء مقيماً فيها دائما وهذه القبة لا يصل إليها إلا النخبة المختارة من خلق الله.إن من ارتبط بنبض الأرض ورائحة التراب وتمسك بجذور الوطن والتاريخ ودافع بكل إخلاص وثبات ونال شرف الشهادة هو المنتصر وهو العبقري فشهيدنا البطل " عبدالله اياد غنيمات " ابن فلسطين وابن كفر مالك الشماء هو المنتصر لانه خالد في رحاب السماء . في فلسطين الأبية كل مواطن منا مشروع شهادة، وصرخة شجاعة تقول فداك ياوطني، فلولاك ما استبسلوا، ولولاك ما قاتلوا ، ولولاك مااستشهدوا، ماذا اعدد من لولاك وقد مجد اسمك الواحد الأحد. إننا كشعب فلسطيني ندرك معنى التضحية والفداء تلك المعاني التي تعلمناها من القادة العظام " ابو عمار" وأبو جهاد" وأبو اياد" وسعد صايل" والكمالين " وأبو يوسف النجار" وجورج حبش" و وديع حداد" وأبو علي مصطفى"وأبو العباس" والشقاقي " والرنتيسي " والياسين" والقائمة تطول من الرجال الرجال.
إن صلة الوصل اليوم بينا نحن الأحياء وبين من سبقنا من الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون هو أن نضحي من أجل سيادة واستقلال وحرية الوطن وأن نكون أوفياء لهم وبالتالي هذا الوفاء يعبر عنه بالعمل وليس بالقول. لابد لنا أن نتحدث بشفافية وصدق فعندما يمضي الشهيد في ركب الخلود يترك خلفه عائلة بحاجة للاهتمام فمن قدم فلذة كبده على درب المجد الخلود لابد له ممن يرعى شؤونه ويهتم بقضاياه وهذا أقل واجب ممكن أن نقدمه لأهالي الشهداء الأكرم منا جميعا ونكبر تضحياتهم فهم من يصنعون النصر والشهداء هم نبراسه وسراج قنديله. تحية إكبار وإجلال لشهدائنا الأبرار أخيار الأمة وديمومة الثورة واتون الاستمرار وعلى جبين كل الأمة هم إكليل الغار والفخار.. تحية فلسطين التي تعملقت بأرواحكم واخضوضبت سهولها، وجبالها، وهضابها بشقائق النعمان التي حملت عبق دمائكم وعهدا ووعدا ان نستمر بالثورة حتى ننتصر كرما ووفاءً لكل قطرة دم غالية نزفت من أجسادكم الطاهرة لتصنع مع تراب فلسطين خميرة الانتصار في زمن الانكسار. أبناءنا يذبحون بكل همجية ... تداس زهور أحلامهم بكل قسوة ... تقتلع ورود أعمارهم من حديقة الحياة بشكل لا يمكن ان نجد مفردات تصف ما فيه من ظلم ومغالاة في الأذى امام عيوننا وعلى مرأى من العالم تشرب الأرصفة والتربة والشوراع وعتبات البيوت دمائهم الطاهرة كما حدث مع الشهيد البطل والأسير السابق" عبدالله غنيمات "، اين هي العدالة امام هذا الرصاص والدم، أبناءنا وشيوخنا ينكل بهم .. وعلى العالم ان يرى لا ان يغمض العين .. وعلى كل من ينادي بالعدالة والحرية وحماية حقوق الانسان ان يبصر بشكل صحيح معنى هذه الممارسات الظالمة الجائرة بحق شعب اعزل، عليهم ان يجدوا للعدالة معناها في إعطاء هذا الشعب حقه في الحياة والعيش بعيدا عن بطش الصهاينة وعربدتهم التي تجد في ذبح الانسان الفلسطيني نوعا من المتعة، كونهم لا يستلذون ولا يبتهجون الا برؤية الدم الفلسطيني يراق في كل مكان .. وكأن وحشية الصهاينة قد اندفعت دون حد لتمحو من الوجود كل نفس يخرج من رئة اي انسان فلسطيني، ولا فرق بين طفل او شيخ او امرأة او شاب .. فالكل في عرف الصهيونية خطر يهدد الوجود الصهيوني، كونهم اصحاب الحق، كونهم نور الصباح ، كونهم النهار الذي يفضح الظلام والعتمة، وكأنّ الصهيونية قد كتبت للتاريخ رسالتها الوحشية المحددة بأن من حق كل صهيوني ان يريق ما شاء من دم الفلسطينين لأنهم نقيض الصهيونية ووجودها.. فالحق نقيض الكذب .. والنهار نقيض العتمة .. والصهيونية تعي تماماً ان حريتها مطلقة في القتل الجائر كون العالم المتحضر لا يرى او يغمض العينين ما تقوم به سيئة الذكر" اسرائيل " ولا يرى كل جرائمها وكأنه منوم فاقد الأحاسيس فيما يتعلق بحقوق الانسان الفلسطيني .. والحق الفلسطيني بشكل عام !!.. فمتى يصحوا هذا العالم ليعيد الحق لأصحابه ولينظر بعدالة الى قضية قد طال الزمن عليها وما زالت تنتظر الإنصاف ؟؟؟؟ واشك انه سيصحوا طالما بقي عالمنا العربي مشتت من المحيط الى الخليج بفعل ما سمي زورا " الربيع العربي" او الخازوق العربي" وطالما طال الانقسام الفلسطيني بين الاخوة الأعداء .. متى سنصحوا من غفلتنا وسكرتنا كي نعيد للقضية بريقها ونعمل على ترميم البيت الفلسطيني ونوحد شطري ما تبقى من وطن كي لا تتمادى " اسرائيل " اكثر وتذبحنا وتقتلنا بدم بارد كما حدث في بلدة كفر مالك الشماء مع الشهيد البطل " غنيمات" فدماء الشهيد وكافة شهداء فلسطين تناشدكم وتستصرخكم وتقول لكم كفى كفى كفى .. فلتكن فلسطين هدفنا والقدس بوصلتنا والوحدة الوطنية طريقنا للحرية والانتصار والله فوق كيد المعتدي.
عضو الأمانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب