هجوم مزدوج وشرس لكن "يا جبل ما يهزك ريح"- د جعفر محمد
يبدو أن الرئيس محمود عباس قد قض مضاجع أعداء شعبنا الفلسطيني بتأكيده على اللآءات العرفاتية مجدداً، المتمثلة بعدم التنازل عن اي حق من حقوقناً المشروعة وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وبالتأكيد انه فاجأ أجهزة الأمن الإسرائيلية والأمريكية والتي كانت تتوقع ان يتراجع عن خطواته امام الضغوط الهائلة والتهديد، حيث لازالت آثار خطابة في الأمم المتحدة وتقديمة لطلب عضوية الدولة موضع جدل ونقاش وهجوم شرس ممن ضاقوا منه ذرعاً لكثرة ترديده كلمة "لا" والتي قالها علناً لأمريكا وإسرائيل، مما زرع الرعب والسخط وسط قياداتهم الأمنية والسياسية، لدرجة ان بعض قادة الإحتلال كوزير المالية "يوفال شتاينيتز" الذي قال بتاريخ 31/8/2011 "ان طلب انضمام دولة فلسطينية إلى الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر المقبل يشكل تهديداً اخطر من تهديد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة ولن يمر دون رد"وكذلك اغلبية اعضاء الكونغرس الذين اقروا وقف المساعدات الامريكيه والعمل على محاصرة السلطه التي يقف على رأسها ابو مازن..
الرد الإسرائيلي
ان خطوة الرئيس ونشاطه السياسي قد احرج اسرائيل ومن خلفها الاداره الامريكيه حيث برز ذلك من حالة التخبط والارتباك التي احاطت بتصريحات كلا الطرفين حتى باتت اسرائيل غير قادره على التركيز ومعرفة ما الذي تريد فعله بالضبط فتخبطت وخرجت عن تقاليد السياسه حينما اعلنت انها ستشن حربا بلا هواده على الرئيس ، فبدأت بحملة اعلامية شرسه ضده لتحقيق عدة اهداف واولها اضعافه شعبيا بعد هذا الالتفاف الشعبي الغير مسبوق حول القياده التي يقف على رأسها ابو مازن ، والسبب الأول للهجمة، والسبب الآخر هو العناد والثبات على المبادئ والثوابت الوطنيه اعتمادا على قرارات الشرعية الدوليه مما احرج امريكا واسرائيل امام المجتمع الدولي، لهذا بدأت اسرائيل بشن هجوم متعدد الاوجه ولعل اشرسه ما جاء على لسان ليبرمان الذي صرح عدة تصريحات متناقضه فتارة يقول ان ابو مازن طلب من اسرائيل الاستمرار بالحرب على غزه حتى القضاء نهائيا على حماس –وبعد ان ادرك ليبرمان ان هذه الحدوته لا تمر حتى على الاطفال –صرح تصريحات هجوميه منها ان اسرائيل لن توقع أي اتفاقية سلام مع الفلسطينيين ما دام ابو مازن رئيسا للسلطه وان ابو مازن يشكل عقبة امام السلام ..وكما لاحظنا فان صفحات بعض الصحف الاسرائيليه في الاونه الاخيره ملأى بالتحريض للرئيس مما يذكرنا بسيناريو شارون اتجاه الرئيس الرمز الراحل ياسر عرفات بعد صموده الاسطوري امام الضغط الامريكي والاسرائيلي في محادثات الوضع النهائي..وتاره اخرى يتم تهديد السلطه ومنظمه التحرير عبر مسؤولين اسرائيليين او مفكرين مؤيدين لاسرائيل ان هناك بديل افضل يمكن التعامل معه –حيث يقصدون حماس- التي قدمت عدة بطاقات اعتماد لامريكيا في الاونه الاخيره وكذلك فقد كانت صفقة تبادل الاسرى بالشروط الغير مرضيه فلسطينيا اكبر دليل على ارتباك كلا القيادتين الاسرائيليه والحمسويه وقد ترجم ذلك من خلال الموافقة المفاجئة التي اذهلت الوسطاء على تنفيذ الصفقة مما ادى الى وصفها من قبل غالبيه المحللين بانها صفقة سياسيه هدفت الى ضرب واجهاض الانجازات السياسيه التي حققها الرئيس الفلسطيني بعد خطابه التاريخي في الامم المتحده..
غباء سياسي
التسريبات الإعلامية كانت خبيثة محبوكة بطريقة بارعة تؤكد ما أشرنا اليه من تلك الأيادي الخفية التي تقف ورائها، حيث افادت على سبيل المثال لا للحصر أن محمود عباس وفي أحد الرسائل السرية منه للرئيس الاسرائيلي حالياً "بيرس" حسب ادعائهم تفيد برغبة عباس الإطاحة بالشهيد ياسر عرفات في حينه، ويطلب دعماً إسرائيلياً وتأييداً امريكياً، تلك الإدعاءات تدفعنا للتفكير ملياً في كل كلمة تصدر في وسائل الإعلام قبل ان نرد عليها، لكن للأسف كان لتلك التسريبات أثر البنزين على النار، حيث استغل الإحتلال شعبية حماس في الشارع الفلسطيني على أثر صفقة التبادل والتي كانت عبارة عن كلمة حق يراد منها باطل، ورغبة حماس بالشعور بالنشوة التي لا تقدر أن تقاومها وكذلك الحقد الدفين على عباس والقائم على أساس الحزبية، فلم تلبث وسائل إعلامها المختلفة إلا ان تلقفت ما ألقاه الكيان الإسرائيلي، حيث جندت كتابها ومحلليها المأجورين ووسائل إعلامها لتعميق الشرخ الفلسطيني، دون النظر لتوقيت هذه المعلومات والهدف منها إسرائيلياً، هذا بحد ذاته يظهر لنا مدى الجهل السياسي لحماس بالمعترك القائم حالياً مع الكيان لتحقيق الحق الفلسطيني على المستوى الدولي والذي كانت تقف ضده من الأساس دون إبداء اي سبب مقنع، سوى انها قالت ان خطاب الرئيس بالأمم المتحدة خالي المضمون !!!!!.
مواصلة التحريض المشترك
التناقض الإسرائيلي كان واضحاً في الخطاب الإعلامي، بالرغم من الإتفاق الحمساوي على مواصلة حملة التحريض ضد القيادة الفلسطينية، حيث قالت وسائل إعلام عبرية أن المستوى الأمني بالكيان طالب المستوى السياسي الأفراج عن أسرى فلسطينيين لرفع شعبية "ابو مازن" بعد ان تنامت شعبية حماس، تأتي هذه التسريبات لتشويه الروح العرفاتية في "ابو مازن" وضربه في مقتل شعبياً، هذا وكانت دعت رئيسة حزب كديما والمعارضة الإسرائيلية "تسيبي ليفني" بتاريخ 23/10/2011 إلى الإفراج عن 550 أسيراً فلسطينياً في المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، لدعم الرئيس، لكن هذه الحيلة لا تنطوي علينا فنحن شعبٌ عاش مع الأحتلال وتعود على غدره والاعيبة الخبيثة، لكن ما كان ملفتاً وحقيقياً وما يناقض رواية الإحتلال من أنه حريص على بقاء الرئيس ممثلاٌ لشعب فلسطين، ما قالة رئيس "الشاباك" السابق "جاكوب بيري" بتاريخ 24/10/2011 من أن رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يوافق على صفقة "غلعاد شاليط" مع حماس لأسباب إنسانية، وإنما لإحراج الرئيس عباس، واضاف في لقاء مع مجلة «نيوزويك» ان "نتنياهو غاضب جداً من أبو مازن بسبب سعيه للحصول على اعتراف من الأمم المتحدة بدولة فلسطينية، لذا فقد قرر عقد صفقة مع منافسه الرئيسي حركة حماس"، بالرغم من أن هذه هي الحقيقة إلا أن إعلام حماس تجنبها بالكامل دون حتى التطرق لجزء منها.
كلمة حق
هناك في إسرائيل من لايستطيع إخفاء حقده النازي على شعبنا والقيادة، حيث قال وزير خارجية الإحتلال بتاريخ 24/10/2011 "ان أبو مازن هو أسوأ زعيم وهو يهدد بتسليم المفاتيح (الاستقالة) وليته يفعل ذلك، ومن سيخلفه سيكون أفضل منه"، وأضاف "عباس يريد أن يذكره التاريخ كمن أقام دولة فلسطينية وتوصل إلى مصالحة فلسطينية داخلية"، إذا كانت هذه شهادة العدو بقياداتنا فنعم القيادة التي خولناها لتصون حقوقنا وترابنا الوطني، فلماذا لا تعلق حماس على هذه التصريحات؟؟!! أم حفظتم جزء (ولا تقربوا الصلاة) ورفضتم أن تكملوها !!!.
ما يذهلنا ويجعلنا نشعر كفلسطينيين بالاحباط ان اسرائيل من جهه تمارس ابشع الاساليب الهجوميه اتجاه الرئيس –وهذا شرف عظيم للرئيس-الا ان المقلق هو ماكنة حماس الاعلاميه التي تعمل ليل نهار لصب جام غضبها وهجومها على الرئيس والسلطه الوطنيه وحركة فتح في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن المصالحه ..وكما نلاحظ فان تيارا معينا في حماس هو الذي يقود هذا الهجوم الذي لا يستفيد منه سوى اعداء شعبنا وقضيتنا ..فالنص مشبوه والوقت مشبوه والطريقه مشبوه والظرف مشبوه..فلا يجوز ان تمر المؤامره ..ولا يجب ان نسمح كفلسطينيين بقتل الرئيس سياسيا ..ولا يجب ان نصمت امام هذا الهجوم المزدوج عليه من قبل اسرائيل(ليبرمان واليمين)من جهة وحماس التيار الانقلابي في غزه وعلى رأسه الزهار..واعتقد ان هناك دورا للعقلاء والحكماء في حماس يجب ان يمارس ولا نعتقد انهم سيستمروا في صمتهم امام ما يجري..
اخير نسأل ومن حقنا ان نسأل حماس..
ما الفرق بين طرحكم السياسي وطرح فتح فكلاكما متفق على المطالبة بالولة على حدود 1967؟
قلتم دائما ان الرئيس يخضع للاملاءات الامريكية والاسرائيليه فماذا تقولون عن تمرده عبر اصراره على عقد الانتخابات البرلمانيه التي شاركتم بها وفزتم بها عام 2006 بالرغم من التهديدات الامريكيه؟وماذا عن المصالحه التي اصر عليها الريس بالرغم من المعارضه الامريكيه؟وماذا تقولون عن تهديدهم له طالبين منه عدم اخضاع موضوع الاستيطان على مجلس الامن وقد تحدث معه الرئيس الامريكي 55 دقيقه مهددا الا انه اصر على عرض الموضوع على مجلس الامن ؟؟وماذا تقولون عن تحديه في موضوع عرض الاعتراف بدولة فلسطين امام مجلس الامن ؟؟وماذا وماذا وماذا ؟
الا يكفي كل ذلك لان تقفوا معه وتساندوه بدل هذا الهجوم عليه في ظل الهجمة الامريكيه والاسرائيليه ؟؟؟؟
انصحكم اخيرا بان تنصاعوا للحكمة الوطنيه والتحرر من البحث عن المكاسب الحزبية فالشهداء قضوا من اجل الوطن والوطن اكبر من الاحزاب والتنظيمات..
وانت رئيسنا وقائدنا البطل يا جبل ما تهزك ريح ...فكل شعبك معك وانت تخوض اشرس معركة من اجل فلسطين ..وشعبنا الذي وقف معك يدرك ما خلف الاكمة..ولا يسمح للمؤامرة ان تمر حيث اعتاد ان يقف لوحده..فهو شعب الجبارين..