القضاء الفلسطيني بين النزاهة والحياد- ريم هاني
لقد عاش الشعب الفلسطيني سنوات عجاف من الفقر والقهر منذ عقود طويلة ففي الوقت الذي كان يتمتع فيه أطفال العالم بالملاهي والمنتزهات كان أطفالنا يلتصقون بنا من أصوات القذائف الإسرائيلية والطائرات وفي الوقت الذي كان يرتحل فيه شعوب الارض للراحة والاستجمام كان آباءنا يرتحلون الى السجون الاسرائيلية والمعتقلات لزيارة فلذات اكبادهم .
هُجرنا من منازلنا وحُرمنا من أرضنا ومزق الاحتلال الاسرائيلي كل أمالنا فشبنا قبل المشيب وهرمنا , أمي تبكي على أخي الشهيد في الصباح وتبكي على أخي المعتقل في المساء وما ان يجن الليل تتذكر خالي المحكوم مؤبد ويتكرر كل يوم المشهد وابي يخرج من البيت مقهورا فيذهب لينقش الحقل ويجلس تحت ظل الزيتونة يبكي على ابناءه حتى خف بصره وتسابقت الامراض الى جسمه .
وعلى ترانيم الأسى وموائد القهر عاش ابي مغلوبا على امره كاتما الهم في صدره حتى مات ولحقت به امي بعد سنوات .
ماتوا ورحلوا عنا ولكن الهم ما زال جاثما على صدورنا مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها .
ولكن الالم بدأ يخف والاسى يجف بعد نضال عنيف وسراع مرير خاضه رمز قضيتنا القائد الرمز ياسر عرفات فشكل السلطة ورحل الاحتلال وبدأ الزهر يكبر وتعود لنا الامال رغم تعثر المسير وعقبات الاحتلال , وبهمة القائد وتصميمنا على الوصول فتحنا كل باب مقفول ليكون لنا كيان مفصول عن الاحتلال ومن يعول , فكم كانت فرحتي عندما صدر جواز سفري وكنت به في البلاد أجول .
ولكن الفرحة لم تكتمل بعد لوجود حشرات زاحفة تعكر علينا صفو النجاح أفسدت علينا الكثير رغم المبيدات والادوية حيث كانت هذه الحشرات تقلق الرئيس ودفعته لايجاد مؤسسات تحفظ هذا الشعب من العابثين والفاسدين الا ان حجم الفساد الذي تنفجر براميله شبه يومي في دوائر السلطة وبعض السلطات كالتفيذية والقضائية وبعض السفارات الخارجية شكلت ردات فعل سلبية جعلت الرئيس محمود عباس يؤسس ويدعم هيئة مكافحة الفساد التي كان لها ورشة عمل قبل ايام في مدينة البيرة تحت عنوان «الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد» والقى فيها امين عام الرئاسة الاخ الطيب عبد الرحيم كلمة نيابة عن الرئيس واشاد فيها ان القضاء صاحب الكلمة الأخيرة.
كيف لا والقضاء صمام الأمان لجميع المجتمعات المتحضرة و هو حق مقدس وله إستقلالية عن باقي السلطات الأخرى التشريعية والتنفيذية في الدولة ..
ولكن يوم الاحد الموافق 23ـ 10 ـ2011 حدث خلاف هذه المعاني حيث برأ القاضي في محكمة بيت لحم من تورط بالتخطيط والسمسرة لبيع ارض فلسطينية باعتراف صريح من المتهمين ولكي نحافظ على كلمة الاخ الطيب عبد الرحيم في ان الفساد والتشهير صنوان، سأترفع عن ذكر الاسماء التي خططت ودبرت باليل لثقتنا العالية بكلمات الاخ رفيق النتشة التي القاها في البيرة (إن «شعبنا لا يمكن أن يقبل أن يكون هناك من يستشهدون ومن يعتقلون، وفي المقابل هناك من يفسدون)