طـوبا للفلسطيني العدنان قاهـر السجّان- أ . سامي ابو طير
ما أعظم الانتصار وما أعذب حلاوته وما أجمل روعته ! وأنت تنتزعه انتزاعاً من بين براثن العدو الإسرائيلي وتجعله يخـرّ صاغراً ذليلاً يركع تحت قدميك وتفرض عليه شروطك ليستجيب لها رغم أنف جبروته وعنجهيته المعهود بها .
ما أعظم الانتصار ! وأنت تحصده بيديك وقدميك المكبلتين بالسلاسل و الأغلال رغم أنف سجّانك المغرور المُدجّج بالجبروت و العنجهية المتوحشة التي لا تُقارن بجسدك العاري الهزيل الذي لم يئن أو يتوسل رحمةً من العدو اللعين .
ما أعظمك أيها الفلسطيني البطل ! وأنت تسحق كبرياء جلادك تحت قدميك ، وما أعظم إرادتك وعزيمتك الفولاذية التي لا تلين ولا تُقهر ! وما أعظم نصرك المؤزر أيها "العدنان" قاهـر بني صهيون اللئام .
ما أعظمك و ما أروعك و ما أقـواك خضر عدنان ! وأنت تُسطر أروع ملاحم الصمود والصبر والشموخ والكبرياء لتُحطم أغلال السجّان وتُذل جبروته وتتركه صاغراً ذليلاً يئن تحت ضربات إرادتك الفلسطينية الشماء بينما أنت تُحلق عالياً شامخاً في سماء الحرية وحب الأوطان .
ما أعظمك أيها العدنان ! وأنت تُسطّر بإرادتك وصمودك نهجاً للحرية لتُـنير به درب الحرية لإخوانك الأسرى والأحرار ، وتكتب بعزيمتك الفولاذية نظرية الانتصار الخارقة كي يسير عليها أسرانا الأبطال من بعدك ليثوروا في وجه الغاصب المحتل ويحطموا أغلال الـذُل والهـوان للخلاص من ظُلم السجّان .
لأجل ذلك طــوبا لك يا عدنان لأنك فخـر لكل إنسان عاشقاً للحرية وحب الأوطان ...
إن النصر الحقيقي الذي حققه الأسير الفلسطيني البطل خضر عدنان على العدو الصهيوني يُعـتبر نصراً عزيزا وغالياً على قلوب الفلسطينيين و جميع الأحرار والأسرى ، ونصراً وطنياً هاماً لكل من يعشق الحرية وثرى الأوطان الحبيبة.
إن خضر عدنان بصموده الأسطوري في وجه سجّانه وعدوه الإسرائيلي المُتغطرس قد حقق نصراً وطنياً هاما بفضل إرادته الوطنية الصلبة وقناعته الكاملة بحتمية النصر على الغصب المحتل .
إيماناً من انتصار الحق على الباطل فإن "العدنان" قد أذل العدو الإسرائيلي ذُلاً ما بعده ذُل لأنه حقق عليه نصراً مـؤزراً تتغنى به الأجيال القادمة كما فعل إخـوانه الأسرى من قبل عندما تحدوا السجّان وانتصروا عليه في معركة الأمعاء الخاوية .
لذلك يُعـتبر صمود وشموخ وانتصار البطل "العدنان" فخراً وطنياً كبيراً لجميع أسرى الحرية، لأن أسيرنا البطل حققه بالعزة والكرامة العالية التي لازمته حتى الرمق الأخير .
ولقد تمثل ذلك الشموخ جلياً عندما فرض البطل شروطه المكتوبة بالإرادة والصمود على "صك الحرية" ليوقع العدو الإسرائيلي عليها صاغراً وهو ذليلاً لا يملك حولاً ولا قوة أمام ما يملكه البطل خضر عدنان قاهر السجّان .
لقد انتزع الفلسطيني العاشق للحرية حريته بالرغم من عدم امتلاكه لأدنى أنواع السلاح أثناء مواجهة الغاصب المحتل ، ولكن "الأسد عدنان" يملك ما لا يملكه السجّان المُتغطرس ، حيث أنه يملك أهم مقومات النصر الرئيسية لأي معركة يكون النصر عنوانها الحتمي والرئيسي ، حيث أن الفلسطيني العدنان يملك السلاح الفتاك والقاهر للأعـداء وهو سلاح الإرادة والعزيمة القـوية والقدرة الفائقة على الصبر والتحمّل ، وخصوصا في أحلك الأوقات وأشدها قسوةً ومرارة.
لأجل ذلك طــوبا وطــوبا لك أيها البطل الفلسطيني العدنان قاهر السجّان على مرّ الأزمان .
لأجل فلسطين ولأجل الأسرى ولأجل القدس الشريف يجب علينا أن نتوحد ونرص الصفوف لمواجهة العدو الصهيوني ونقف خلف قيادتنا الوطنية بقيادة السيد الرئيس محمود عباس ابو مازن الذي يعتبر قضية الأسرى من الثوابت الوطنية الرئيسية ، ولذلك رفض الخنوع للعدو الصهيوني وقال لهم "لا" مُدوية بحجم عذابات أسرانا وتشوقهم للحرية .
لذلك ومن أجل فلسطين وحرية أسرانا البواسل فقد وقع السيد الرئيس ابو مازن القرار التاريخي بالانضمام لمحكمة الجنايات الدولية ، وكان ذلك كما يعلم الجميع بعد رفض إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرانا البواسل .
إن أسرانا البواسل هم فلذات أكبادنا وأبنائنا أو أخواتنا و إخواننا الذين ضحوا بزهرات أعمارهم خلف قضبان السجّان من أجل حياة سعيدة لنا ولأطفالنا ، وهم اليوم يعانون الأمرين داخل سجون العدو الذي لا يرحم ، وأقل تلك الأخطار التي تتهدّدهم هي الأمراض القاتلة التي تفتك بهم سواء داخل السجون السوداء أو بعد خروجهم من خلف القضبان ناهيك عن المعاملة السيئة التي لا يحتملها البشر .
لذلك يجب أن تكون قضية الأسرى على الدرجة الأولى من سلم أولوياتنا الوطنية لتتماشى أهمية قضية الأسرى جنبا إلى جنب مع إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين الحبيبة .
لأجل أسرانا العُظماء ولأجل حريتهم الغالية يجب علينا جميعا أن نعمل بكل جهدٍ وقـوة لتكون قضية الأسرى هي الشغل الشاغل للجميع ، وعلى جميع الصُعد سواء السياسية والشعبية والإعلامية لنجعل قضية الأسرى كقضية رأي عام سواء محلياً أو دولياً لتحقيق وجـوب حلها بإطلاق سراح أبطالنا الأسرى.
لذلك يجب إثارة قضية الأسرى وعدالتها في جميع المحافل الدولية ، كما يجب إثارة معاناة الأسرى وتعرضهم للموت المُمنهج وسوء المعاملة داخل السجون ، وذلك عن طريق تقديم الشكاوي القانونية داخل محكمة العدل العليا في لاهاي لمخالفة الاحتلال الإسرائيلي لأدنى أنواع المعاملة الإنسانية التي تنص عليها المعاهدات الدولية بخصوص معاملة أسرى الحرية .
أخيراً إن انتصار الفلسطيني البطل خضر عدنان يمثل دافعاً كبيراً للبناء عليه لتحقيق النصر على العدو الصهيوني والانتصار لأسرانا البواسل .
ولهذا يجب علينا جميعا العمل على تحقيق الوحدة ثم الوحدة لمواجهة الغاصب المحتل لإنهاء الاحتلال و إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف بعد تحرير الأرض من دنس الغاصب المحتل حتى ننعم جميعا بطعم الحـرية ، ونفرح بلقاء أحبابنا وفلذات أكبادنا من إخواننا الأسرى الذين أفنوا زهرات أعمارهم داخل السجون ، ولذلك حان الوقت كي يسعدوا أخيراً برؤية نور الحرية الساطع بين أهلهم وأحبابهم.
لأجل ذلك يجب العمل على إعلاء قضية الأسرى ومعاناتهم على جميع الصُعد ليتنسموا عبير الحرية وليفرحوا بلقاء الأحبه بعد طول غياب .
أ . سامي ابو طير
كاتب ومحلل سياسي