مروان عصي على الانكسار- محمد شويكه
تلقيت اليوم دعوة لحضور ندوة حول كتاب الأخ مروان البرغوثي "ألف يوم في زنزانه العزل الانفرادي" على مدرج جامعة النجاح الوطنية ، هذا الكتاب الذي يتحدث فيه مروان عن تجربته الاعتقالية وعن تجربته في العزل الانفرادي، الكتاب يتحدث عن تجربه اعتقالية بل وتجربه إنسانية لقائد في جحيم الاعتقال ، لقد كان لي الشرف ان أعايش مروان البرغوثي حوالي الثلاثة سنوات من تجربتي الاعتقالية في سجون الاحتلال، عايشت قائدا وعايشت مناضلا وعايشت إنسانا حمل كل معاني الثورة والنضال والمشاعر الجياشة داخله .
ان تجربتي اليومية مع مروان البرغوثي في الأسر أضافت لي بعدا أخر في حياتي، تجربه الاحتكاك والاستماع ومعايشه مروان تركت أثرا كبيرا في حياتي الاعتقالية وما تلاها من تحرر، كنت استمع إلى الكلمات والمداخلات ولكنني لم أكن هناك بل كنت مع مروان في الزنزانة التي تحمل الرقم "28" استذكر كلماته، عنفوانه، مقدرته على التأقلم في جو الاعتقال، ومقدرته على زراعه الأمل في نفوسنا حتى بعد النكسات الكبيرة التي عايشناها في السجن فقد كان صبره يولد لدينا جرعات قوية من التحمل والصبر.
كم كنت أتمنى ان يخرج مروان في صفقة التبادل الأخيرة ولكن شاءت نتائج مفاوضات الصفقة أن يبقى في معتقله بعد كل التطمينات الكبيرة بان الصفقة لن تتم بدون مروان ولن تتم بدون سعدات ولن تتم بدون عباس السيد وعبد الناصر عيسى، عندما تواردت الأخبار تباعا بعد الإعلان عن نجاح الصفقة أن مروان لن يكون فيها تذكرته وتذكرت عنفوانه وان عدم وجوده في الصفقة لن يلين من عزيمته ،هذا الأمر خفف عني وعن كل الذين يعرفون مروان عن قرب.
اليوم على المدرجات كان هناك المئات من الشباب والشابات طليعة وأمل المستقبل الفلسطيني والذين تابعوا باهتمام هذه الندوة حيث لم يتسع لهم المدرج في بعض الاحيان التي خصصت لهذه الندوة، فقد كان العشرات يدخلون والعشرات يغادرون ويرجعون الى محاضراتهم ، لقد أحسست بشوق هؤلاء الطلاب الى الاستماع إلى سيرة مناضل وقائد كلهم يكنون له كل الاحترام والتقدير ويعتبرونه رمزا من رموز القضية الفلسطينية لا يمكن تجاوزه في اية مرحلة ، لقد تيقنت من على مدرج جامعة النجاح وفي عيون هؤلاء الطلاب ان مروان عصي على الانكسار.