الفاشية الرسمية و 67 امتداد لـ 48- فايز عباس
تصفح الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الأربعاء، يثبت بدون أدني شك أن 'الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ' هي بعيدة كل البعد عن الديمقراطية وأصولها، والديمقراطية هي فقط لمن يتبني الإيديولوجية اليمينية الفاشية المبنية على سياسة كم الأفواه. ومواصلة الاحتلال والاستيلاء على أملاك الغير، ومعاقبة كل من يعارض هذه السياسة أو ينتقدها.
صحيفة هآرتس اختارت عنوانها الرئيسي بالكشف عن بناء 888 وحدة استيطانية في البؤر الاستيطانية وتبييض مئات البيوت التي أقيمت على أرض فلسطينية خاصة، والهدف توسيع الاستيطان الإسرائيلي لإرضاء المستوطنين والأحزاب اليمينية الفاشية، مثل حزب البيت اليهودي ويسرائيل بيتنا.
وتفاصيل الخبر أن وزير الأمن أصدر تعليماته إلى مجلس التخطيط في الإدارة المدنية إلى إقرار البناء والتبييض تعويضا للمستوطنين عن قرار المحكمة العليا بهدم عمارتين في بيت ايل، وحتى كتابة هذه السطور لم يتم هدم العمارتين، لكن قبل الهدم، ولا أحد يعلم متى سيتم تنفيذ قرار المحكمة العليا بهذا الخصوص، تم إقرار بناء أكثر من مائتي وحدة سكنية على أرض استولى عليها حرس الحدود وأقام معسكر له، لكن من أجل الاستيطان سيتم نقل المعسكر إلى مكان آخر من أجل مصادرة جديدة واستيلاء على أرض جديدة لاحتياجات أمنية، لكن على أرض الواقع هي من أجل الاستيطان.
يعلون، قرر تبييض مئات المباني المقامة في البؤر الاستيطانية، وفي نفس الوقت شكلت وزيرة القضاء ايلييت شاكد، لجنة لبحث 'وضع الأراضي القانوني في الضفة الغربية' وقامت بتعيين مستشار قانوني خارجي في اللجنة وهو خبير في قانون ملكية الأراضي في الضفة الغربية وهو من اليمين الإسرائيلي، بما يهدف الى التوصل إلى قرار ينظم ملكية الأراضي لليهود الذين يستوطنون في الضفة الغربية 'لمنع إخلائهم ولا في أي حال من الأحوال' كما قالت الوزيرة. اللجنة ستقدم توصياتها خلال شهرين وبعد ذلك ستتبنى الحكومة التوصيات التي من شأنها نقل ملكية الأراضي للمستوطنين، هذا ما يبدو من أقوال الوزيرة على الأقل في هذه المرحلة.
وفي أمر آخر له علاقة بالاحتلال والبطش والقتل، نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي، (بنيامين نتنياهو ) تهدد الاتحاد الأوروبي بعدم دعم منظمات حقوقية وإنسانية يسارية، وفي حال رفض الاتحاد الأوروبي التهديد فهي ستعمل على إقرار قانون يمنع دعم هذه المنظمات، وهي ستنجح بذلك لأنها ستحظى بدعم الحكومة والكنيست.
حوطوبيلي، وهي من الليكود ، التقت مع سفراء ووزراء خارجية من الاتحاد الأوروبي وهددتهم بأنها ستمنع بالقانون دعم المنظمات والمؤسسات اليسارية إذا لم تراقب الخارجية الإسرائيلية كيفية صرف الأموال، وقالت للسفراء والوزراء إنها لن تسمح بدعم المنظمات التي تؤيد مقاطعة إسرائيل أو تعمل على حق العودة للاجئين الفلسطينيين أو منظمات 'تٌسود وجه الجنود' أو تقدم دعاوى ضدهم في المحاكم. حتى الآن لم نسمع موقف الاتحاد الأوروبي من التهديد الإسرائيلي الرسمي وهل سينصاع وزراء خارجية الاتحاد 'لمطالب حوطوبيلي؟'
المنظمات الحقوقية الإسرائيلية تعمل على فضح السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية ولا حاجة إلى الدخول في التفاصيل لأن كل طفل فلسطيني يشعر على جسده بهذه السياسة.
الدكتور رائف زريق، وهو قانوني يعمل في جامعة تل أبيب، كتب مقالا في صحيفة هآرتس تحت عنوان '1967 هي امتداد لـ 1948، وان الصهيونية هي حركة وطنية استعمارية.