المهرجانات في فلسطين
خالد جمعة
رغم ما تعانيه المناطق الفلسطينية من مضايقات على مستوى الحياة اليومية، إلا أنها تهتم بالمهرجانات بشكل يكاد يكون استثنائيا، ويقام سنويا في فلسطين العديد من المهرجانات ذات الطبائع المختلفة، وإن غلب الطابع الفني على أغلبها.
هناك مهرجانات تأخذ طابعا دوليا، ويعرف المهرجان الدولي على أنه المهرجان الذي تنطبق عليه المواصفات الدولية، فيما يتعلق بتواصل دوراته بشكل دوري ومنتظم، وأن يتمتع بمهنية عالية، وبسمعة دولية، وأيضا ما يتم عقده من ورشات وندوات على هامشه، وما يصدر عنه من وثائق ومطبوعات.
أما المهرجان المحلي، فهو يتسع لمختلف أشكال الفنون من رقص وغناء وموسيقى ومسرح، ويقام على هامشه عادة معارض تراثية، وتتميز عروضه بالطابع المحلي على مستوى الفرق والفنانين.
وهناك كذلك المهرجانات الموسمية التي ترتبط بمواعيد محددة ومواسم معينة.
وتشترك هذه المهرجانات فيما بينها في الكثير من المواصفات، ما يجعل التساؤل حول ضرورتها مبررا إلى حد تهمة الإفراط، وسنعمل في هذا التقرير على ذكر بعض هذه المهرجانات واختصاصات كل منها.
مهرجان فلسطين الدولي: يقوم بتنظيمه مركز الفن الشعبي في البيرة، ويتخصص في فرق الرقص والغناء والموسيقى، وقد تمكن من جلب العديد من الفرق العالمية وعدد من المطربين العرب، ويستمر اثني عشر يوما كل عام، ويقام في مدينة رام الله، وتتوزع عروضه على عدد من المحافظات الأخرى.
مهرجان رام الله للرقص المعاصر: ويتم تنظيمه سنويا من قبل سرية رام الله الأولى في مدينة رام الله، وتمتد فعالياته إلى عدد كبير من المدن الفلسطينية، وتشمل القدس كذلك، ويبتعد هذا المهرجان عن الرقص التقليدي والتراثي، ويتخصص في الرقص المعاصر والتعبير، ويستضيف فرقا من معظم دول العالم.
مهرجان يبوس: ويتم تنظيمه من قبل مؤسسة يبوس المقدسية، وينظم عادة في مسرح قبور السلاطين تحت اسم 'ليالي الطرب في قدس العرب'، ويتخصص المهرجان في الموسيقى والغناء، بمشاركة فنانين كبار عرب وأجانب، وفرق موسيقية.
مهرجان ليالي بيرزيت: يعتبر من أهم المهرجانات التي تهدف إلى ترسيخ الهوية الفلسطينية، ويعود دعم الأمسيات الثقافية والفنية والتراثية التي يقدمها إلى صندوق دعم الطالب في جامعة بير زيت.
تقوم على المهرجان جامعة بيرزيت، ويعقد لمدة ثلاثة أيام في شهر حزيران، وقد أقيم المهرجان لأول مرة عام 1984، لكنه توقف بسبب ظروف الاحتلال والانتفاضة الأولى، وعاد إلى الحضور عام 2011.
مهرجان وين ع رام الله: وهو مهرجان حديث نسبيا، تنظمه الدائرة الثقافية في بلدية رام الله، ويقدم فعاليات مجانية في شوارع وساحات مدينة رام الله.
مهرجان مرج بن عامر: ويتم تنظيمه بالتعاون بين وزارة الثقافة ومحافظة جنين، بمشاركة مؤسسات أهلية وثقافية، وتعقد نشاطاته في ملعب كبير، ويتم الدخول إلى عروضه مجاناً.
مهرجان وادي الشعير: ويقام في مدينة عنبتا، ويتميز بمستوى فني وتقني عال، وحضور جماهيري كثيف، ويشرف على تنظيمه مركز واصل لتنمية الشباب، وسمي مهرجان وادي الشعير نسبة إلى المنطقة التي يشملها وادي الشعير.
مهرجان حق العودة: يقام على مسرح جامعة بيت لحم، ويشرف على إقامته مركز أطفال الدوحة الثقافي.
مهرجان فرخة للدبكة الشعبية: أحد أقدم المهرجانات، وينظم في محافظة سلفيت، تحديداً في قرية فرخة، وتجري فيه مسابقات لفرق الدبكة على مستوى الوطن، ويرافق المهرجان أعمال تطوعية.
مهرجان ليالي القدس ـ بيت عنان: ينظمه نادي بيت عنان الثقافي، ويقام في قرية بيت عنان، ويقام في منطقة مليئة بالمستوطنات، ويستقطب أعدادا غفيرة من الجماهير، وتساهم وزارة الثقافة الفلسطينية في دعمه.
مهرجان صفا الثقافي: وينظم في قرية صفا، بإشراف مركز حنظلة الثقافي في القرية.
إضافة إلى ذلك تقام الكثير من المهرجانات المرتبطة بموسم معين مثل مهرجان أيام جفناوية الذي يقام في موسم المشمش، ويعرف كذلك بمهرجان المشمش، ومهرجان الخس في أرطاس، ومهرجان الطيبة، ومهرجان البيرة الثقافي الذي يقام صيفاً للاستفادة من وجود أهالي البيرة المغتربين أثناء زيارتهم للمدينة.
بالطبع هناك الكثير من المهرجانات الأخرى التي تقام أحيانا لمرة واحدة، أو ترتبط بمنتج معين مثل الزيتون أو التين أو العنب، أو بالزي التقليدي والحلى التقليدية.
ويرى كثيرون أن المهرجانات في فلسطين زائدة عن الحد، ومكلفة، وأنه يجب أن تتشكل هيئة من المؤسسات المعنية بالثقافة في فلسطين، لكي تقوم بالتنسيق بين هذه الفعاليات، إما لاختصار ما يتشابه منها، أو لتوحيد بعض المهرجانات متشابهة الفقرات في مهرجان واحد، وهذا رأي يحتاج إلى دراسة جدية.