الاحتلال يقتحم جبل المكبر وينصب حاجزا عند مدخل العيساوية    الاحتلال يفرج عن 11 معتقلا من قطاع غزة    "العدل الدولية" تبدأ اليوم الاستماع لمرافعات الدول بشأن المنظمات العاملة بفلسطين    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    الأمم المتحدة: ما يحدث في قطاع غزة ليس أزمة إنسانية بل اعتداء على كرامة الناس    أمناء سر "فتح" بالضفة يؤكدون دعمهم لخطوات الرئيس لوقف الحرب على شعبنا وترتيب الوضع الفلسطيني    الشيخ يشكر الرئيس على ترشيحه لمنصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نائب رئيس دولة فلسطين    اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تجتمع برئاسة الرئيس    9 شهداء في قصف الاحتلال منزلين بمخيم الشاطئ وحي الصبرة في غزة    لازريني: أطفال غزة يتضورون جوعا فيما تواصل إسرائيل منع دخول الغذاء    المجلس المركزي في بيانه الختامي: أولويات نضالنا الوطني هي وقف العدوان والإبادة الجماعية على شعبنا في غزة والضفة ونرفض أية محاولات للتهجير والضم    الرئيس يشيد بتصريحات السيسي التي أكد فيها أن بلاده ستبقى سدا منيعا أمام تصفية القضية الفلسطينية    السيسي: مصر تقف سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية    المجلس المركزي يقرر بالأغلبية الساحقة استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة نائب الرئيس    المجلس المركزي يواصل أعماله لليوم الثاني  

المجلس المركزي يواصل أعماله لليوم الثاني

الآن

الجلمة.. خاصرة جنين المنكوبة

جنين-الحياة الجديدة-عبد الباسط خلف

كان العشريني محمود واصف أبو فرحة، يشاهد آثار تدمير جرافات الاحتلال لمزرعة عائلته، في منطقة "الكينا" بقرية الجلمة، شمال جنين.

وأحصى أبو فرحة بصوت متعب خسائر أسرته، التي أسست عدة دفيئات قبل أكثر من 30 عاما، ولم تكن تعلم أنها ستكون ملاحقة من الاحتلال، بزعم قربها من الحاجز العسكري وجدار الفصل العنصري والمعسكر الذي يخنق القرية، وتنطلق منه اقتحامات المدينة ومخيمها ومعظم ريفها.

وأكد الشاب الذي درس المحاسبة لعون والده في إدارة المزرعة، أن 10 دونمات من الدفيئات و3 من الأرض المكشوفة تحولت إلى ركام، خلال أقل من ساعة.

وقال أبو فرحة إن 3 جرافات عسكرية بدأت صباح أمس الثلاثاء، بتدمير البيوت البلاستكية، وعاثت فسادا في المزرعة، ودمرت في 60 دقيقة ما بنته العائلة في 3 عقود.

ووصف بوجه مسكون بالحزن اللحظات الأخيرة لمزرعته، فقد كان 15 عاملا يقطفون محاصيل الخيار، والبندورة، والفلفل الملون، والنعناع، والملفوف، والكوسا لكن جنود الاحتلال اقتحموا المكان وطردوهم منه، ومنعوهم من إخراج أي شيء، ودمروا الدفيئات عن بكرة أبيها وبكل ما فيها.

 

بلمح البصر

ووفق أبو فرحة، فإن الدونم الواحد من البيوت المحمية يكلف أكثر من 50 ألف شيقل لتأسيسه وزراعته، عدا عن إنتاجه فقد كانت المزرعة في ذروة موسمها، والمؤلم منعهم من الاقتراب بعد الهدم والتجريف، وخسارتهم مئات آلاف الشواقل بلمح البصر.

وأضاف أن الاحتلال وزع إخطارات بهدم نحو 150 دفيئة من أصل قرابة نحو500 تنتشر في القرية التي تتنفس زراعة، لكنهم اليوم وصلوا دون سابق إندار، وراحوا يجرفون مصادر زرقهم.

ووصف تدمير الحقول بـ"خسارة ثقيلة" ليس في وجهها المادي فقط، بل بضياع وفقدان مكان احتضن ذكريات طفولته ولهوه مع إخوته خلال العمل ومساعدة الوالدين.

 

خارطة معاناة

بدوره، قال نائب رئيس المجلس القروي، أمجد أبو فرحة لـ"الحياة الجديدة" إن الجلمة تختزل المعاناة جراء الاحتلال منذ نكبة 1948، إذ فقدت 70% من أراضيها التي كانت تتداخل مع بلدات صندلة ومقيبلة وتصل مشارف زرعين، وأصبحت داخل "الخط الأخضر".

وذكر أن عائلة العمري انشطرت إلى نصفين داخل صندلة والجلمة نفسها، أما بقية الأسر فتقطع أوصالها مع اقربائها وأصهارها كأبي فرحة والساحوري والأسمر وغيرهم.

واستعان بكشف للخسائر التي طالت قريته المشتهرة بالزراعة والزجالين والشعراء الشعبيين، وقال إن حال الجلمة انقلب رأسا على عقب منذ 19 شهرا، إذ بدأ الاحتلال بشن هجوم على مزرعة الشقيقين هشام وأمجد أبو فرحة بتجريف 3 دونمات، وحسام غنيم بدفئتين، وتدمير 3 خزانات لمياه الشرب، وسبقها تخريب 3 برك معدنية لعائلات فراحتي وغنيم، ومنزلين للشقيقين هاشم وجمال أبو فرحة، وعشرات البسطات وكراجات لصيانة المركبات، التي دمرت 3 مرات خلال عام واحد.

وأفاد بأن الاحتلال سمح للمواطن عقاب أبو فرحة بإنشاء "بركس" للبسطات بجانب الحاجز، كلفه نحو 150 ألف شيقل، وبعد أقل من شهر أجبره على هدمه بنفسه خلال 96 ساعة.

وحسب أبو فرحة، فإن عمليات الهدم العشوائية طالت كل شيء يعبر عن مظاهر الحياة والعمل.

 

أرض مواجهة

وأوضح أنه بحكم وجود الجلمة بجوار حاجز عسكري مقام على أراضيها، فقد شهدت ارتقاء أكثر من 40 شهيدا من أبناء المحافظة، خلال مواجهات مطلع انتفاضة الأقصى عام 2000.

وأشار إلى أن الاحتلال منع أهالي البلدة من الوصول إلى قرابة 250 دونما من أراضيهم؛ بدعوى قربها من جدار الفصل العنصري، إذ تصنف مسافة بعمق 150-200 متر متاخمة للجدار بـ"منطقة محرمة على أصحابها"، تتكرر فيها كل صيف حرائق الأعشاب، التي تطال المزروعات وأشجار الزيتون.

وعدد نائب رئيس المجلس، ما تواجهه القرية من اقتحامات وإغلاقات، وإطلاق نار على المنازل، واستخدام القنابل المضيئة، ووجود حاجز مخصص لعبور الشاحنات، التهم مساحات شاسعة من أراضيها، عدا عن حاجز مرور للعمال والتجار، والحاجز الرئيس لمركبات مواطني الداخل المحتل، إضافة إلى أماكن تدريب ورماية بالذخيرة الحية على مدار الساعة، ومنامات للجنود في محيط الجلمة، التي خسرت عشرات البسطات ومتاجر الخضراوات والفواكه.

وبين أن الاحتلال ضاعف منذ 19 شهرا وتيرة الإخطارات التي تستهدف الحقول المتاخمة لجدار الفصل العنصري والحاجز والمعسكر.

وذكر أبو فرحة أن القرية رغم كل ما يلاحقها تصر على الحياة، إذ أدخل مزارعوها أصنافا جديدة كفاكهة التنين، والتوت الأرضي العضوي، واليقطين والحروش المعلق، إلى مناطق الدن، والبيادر، والمصرارة، والمراح، والكينا، والموارس.

فيما أفاد مواطنون من القرية، أن الجلمة تصر على حقها في الحياة، ولكنها تعاني بحكم حاجز صار مقترنا باسمها، ويرتبط بالعدوان على المدينة، الذي بدأ شهره الرابع قبل أيام.

ولخص الجلماوي محمد شعبان: "خسر أجدادنا الكثير عام النكبة، ويكمل المحتلون اليوم تخريب ما نزرعه نحن الأحفاد".

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House