الى أسرانا....الأسود الصهورة- تمارا حداد
الى من توجت وجوههم شمس النقب..الى من ضحوا بأجسادهم في سبيل الوطن وكرامة شعبه..الى الاسود الصهورة التي ذابت اجسادهم خلف الجدران..الى الشهداء الذين ارتقت نعوشهم خلف القضبان..الى أسرى الرباط الذين أذاقوا العدو كاس المرار..رجال صامدون يأبون الذل والانكسار..دفعتم حياتكم ضريبة العز والانتصار..سفراء التحدي والعنفوان..أبيتم الركوع والخضوع لعنجهية السجان وعذاباته..أنتم الجرح النازف في قلب فلسطين
جرحان اعتقلا اداريا ونزفهما لم يضمدا حتى الآن وهما الاسيران عمار عليان وابن عمه نور عليان من مخيم الجلزون.تقول ايمان عليان والدة الاسير عمار عليان القاطنة في مخيم الجلزون ان ولدي اعتقل من قبل الاحتلال الاسرائيلي نتيجة مقاومته للاحتلال وهو في حالة صحية سيئة نتيجة اصابة بقدميه والتي قطعت اوتار وأعصاب قدميه فهو الآن يعاني من صعوبة في المشي بشكل سليم.وأشارت أيضا ان ولدها معتقل اداريا دون تهمة محددة موجهة له الذي أعلن اضرابه المفتوح عن الطعام احتجاجا على اعتقاله الاداري منذ الثاني من تموز الجاري ولكن علق اضرابه دون الافصاح عن الاسباب حيث في كل مرة يتجدد اعتقاله لمدة ست شهور وهو الآن قابع في سجن النقب وعمره 25 عاما.اظهرت والدة الاسير ان لها ولدان اخران قبعا داخل غياهب السجون ولكن تحررا نتيجة انقضاء حكمها فولدها الاسير ايهاب عليان وعمره الان 24 عاما قضى حكما أربع سنوات ونصف وولدها الآخر ابراهيم عليان قضى حكما سنتان ونصف.
تقول والدة الأسير عمار عليان عندما أزور ولدي عمار كنت أستمد الشموخ من كلامه حيث دائما يصبرني بقوله"اذا متنا في القيد لا تحسبن بأننا انتهينا بعز الشباب سوف نحرض أهل القبور ونشعل بها ثورة في التراب الفلسطيني امي فليس علي غريبا النضال وقهر الصعاب اذا ما رميت بيوم السلاح فبدمي سأرهب الاعداء...تأمل والدة عمار عليان بالفرج القريب لولدها ولجميع الاسرى وان يرجع لمسقط رأسه جلزون الحرية والانتفاضة...ولا بد يوما للقيد ان ينكسر.
أما عن الأسير نور عليان ابن عم عمار عليان اعتقل من قبل الكيان الصهيوني وقابع الآن في سجن النقب وخاض اضرابا عن الطعام نتيجة حكمه الاداري المحرم دوليا وقانونيا وشرائعيا ليضع حدا لتلك المسرحية الهزلية ووقف هذا الملف السري ولكنه علق اضرابه نتيجة تدهور في صحته ,فالإضراب المفتوح عن الطعام يؤثر سلبا على المضربين بحيث لن يرجعه الى وضعه الطبيعي كما كان من قبل الاضراب.تقول وفاء عليان والدة الاسير نور عليان اعتقل ولدي وهو في عمر الزهور فكان أول اعتقال له وهو في الخمسة عشر من عمره ليقضي حكما خمس شهور ودفع غرامة 2000 شيقل وما أن لبث ان خرج من سجنه وبعد ثلاث شهور من تحرره ليأتي الاحتلال أثناء مواجهات عارمة في مخيم الجلزون ليعتقله ويرجعه الى سجنه المظلم ليقضي حكما ثلاث سنين ونصف العام,وأكدت والدة الاسير نور عليان ان ولدها يخرج من السجن وليعاود يزوره مرة اخرى وحتى محكمة الاستئناف رفضت دعوته بوقف هذا الاعتقال الاداري فوالدة الاسير نور عليان تعيش وضعا صعبا فعمر ولدها 26 عاما فكانت تأمل ان تزوجه وان يلتم شمل عائلتها بولدها نور عليان..
هؤلاء الاسرى لا يمكن لأي كلام مهما عظم أن نوافيهم حقهم ولو بجزء بسيط مما عانوه,فمهما عملوا الاحتلال بهم من اعمال دنيئة تتماشى مع طبيعتهم الحقيرة وطبيعتهم المجبولين عليها وحاولوا ان يظهروا بثياب الديمقراطيين والذين يراعوا حقوق الانسان فهم كاذبون حتى من كذبهم اصبحنا نسمع العبارات التي تمجد ديمقراطيتهم المزعومة والتي ضحكوا بها على البلهاء والساذجين بالشعوب العربية وشعوب العالم.
معركة الاسرى هي معركة جميع ابناء الشعب الفلسطيني فالأسرى يحتاجون دعم ثلاثة عشر مليونا فلسطينيا في انحاء العالم فإذا تضامنوا معهم سيقلب شعبنا المعادلة بوجه كل هذا العالم الظالم.دور الفصائل يجب ان يكون بارزا في دعم تلك المعركة المصيرية التي يخوضها الاسود الجبابرة.فأسرانا في اعناق الجميع وعنق كل ضمير حي استعصى على الذوبان ولم يفسده خميرة الرجولة ليقفوا الى جانب هؤلاء الشرفاء الاحرار,فقضيتهم تجاوزت الخطوط الحمراء ,فماذا تنتظرون لحل هذا الملف الساخن؟تنتظرون خروج نعوشهم من قبورهم الصماء؟فاعملوا على ضمد جراحهم النازفة...