سلام على الماجدة أم العبد- حافظ البرغوثي
رحلت أم العبد رفيقة سادن القدس فيصل الحسيني وحارسة بيته واولاده.. ظلت أمينة عليه في نضاله واعتقاله.. وكنا ضيوفا على مائدتها أيام سنوات الجمر والنضال نتبادل الأفكار مع القائد أبو العبد المقدسي العنيد الذي كان يقاوم الاحتلال وقبضته الحديدية بابتسامة المؤمن الواثق بعدالة قضيته وانتصاره على الظلم والاحتلال.
أم العبد احدى الماجدات التي وهبت عمرها لبيت المقدس وفارسها فيصل عندما تحلقنا حول الفارس اثر الافراج عنه في الانتفاضة الأولى قالت لنا كونوا معه وحوله لأنها كانت تعلم انه اثناء أسره هناك من كاد ويكيد له سواء من بيننا أو من الاحتلال.. وظللنا الى جانبه في حله وترحاله ونضالاته وفي بيت الشرق عنوان الهوية المقدسية المناضلة، كان بركانا ثوريا بهدوئه ورباطة جأشه وسعة صدره وحبه لشعبه.
رحلت أم العبد بصمت لم تجذبها الأضواء ولم تحاول إلا أن تكون بيتا للفارس القائد وأماً تربي أبناءها وعندما كان الفارس يغادر بيته كانت تحرسه بدعائها وتمنحه قوة الصمود والتضحية.
رحم الله هذه الأم الفلسطينية المثالية المناضلة سليلة النضال وزوجه المناضل وبنت القدس الشريف، فمن هؤلاء الأمهات الماجدات تعلمنا حب الأرض والوطن والتضحيات، وسلام عليك يا أم العبد وانت تلتحقين بالفارس الأمين في الأعالي، ولك ولكل المناضلات فردوس الآخرة بعد جحيم الأرض.