التغذية القسرية وإرادة الأسرى .. -د.مازن صافي
أكثر من ستة آلالاف معتقل فلسطيني، من الرجال والنساء والأطفال، يقبعون في المعتقلات الصهيونية، ويحرمون من حريتهم وحقوقهم الإنسانية والقانونية، ويناضلون اليوم من أجل استعادة حقوقهم التي سلبهم إياها الاحتلال، وإعادة مقتنياتهم التي استولت عليها إدارات السجون تحت حجج واهية وعنصرية، ولهذا فإن مطالب الأسرى مشروعة في كل ما يناضلون من أجله، ولكي لا يبقون وحدهم ونحن في موقف المتفرج او المتفاعل الخافت أو المنتظر الكوارث لكي يعلو الصوت بالضجيج وأحيانا صوت بلا فعل، نؤكد على أن جزء من مطالب أسرانا البواسل هو عودة الأسرى للأقسام - الزيارة – حق الأطفال في الزيارة – إنهاء العقوبات - إنهاء قضية المنع من الزيارة – إنهاء العزل الانفرادي – الأسرى المرضى – التلفون العمومي – إعادة المطبخ والمخبز للأسرى – الكانتينا، وربما البعض الذي غير مطلع على حجم ما يعانيه الأسرى ينظر على بعض المطالب بأنها "ثانوية" أو "ترفيهية" ، ولكن من عاشوا الاعتقال وذاقوا العذابات وويلات الزنازين الانفرادية يعرف تماما ما تعني حاجة الأسير وماذا تعني العقوبة من إدارات السجون في منعها لهذه الحقوق.
ان الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة التي يخوض منها 148 أسيراً فلسطينياً إضراباً مفتوحاً عن الطعام يواجهون حكومة احتلال متطرفة، قرّر رئيس حكومتها " بنيامين نتنياهو"، بناء وحدة في مستشفى 'برازيلاي'، للتعامل مع الأسرى المضربين عن الطعام وإطعامهم قسريًا وهذا القانون العنصري والخطير ينفذ لكسر إرادة الأسرى بإجبارهم على التغذية القسرية، من أجل إنهاء إضرابهم عن الطعام بالقوة، وهذا القرار الذي أقره الكنيست الإسرائيلي، في 30 تموز/ يوليو الماضي القسرية للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام.
وقد رفض الأسير محمد علان، المضرب عن الطعام منذ 58 يومًا، على قرار التغذية القسرية بحقه هو أنه مستمر في مواصلة الإضراب حتى إلغاء قرار اعتقاله الإداري،
مطلوب اليوم من كل منظمات حقوق الإنسان، ومن المنظمات الدولية، بالوقوف ضد الإجراءات الإسرائيلية، وكما مطلوب من منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية وكافة المنظمات ذات الصلة أن تقف ضد هذه الإجراء الذي يتنافى مع الأخلاقيات الدولية للتعامل مع حقوق ومطالب الأسرى.
و على الإعلام الفلسطيني وفي كافة تواجده الدبلوماسي والسياسي على مستوى العالم أن يبدؤوا في فضح هذه السياسة الاحتلالية ، والعمل على إبراز قضية الأسرى وحقوقهم ومطالبهم وأسباب إضرابهم الشامل وذكر تفصيلات عن أعمارهم وأحوالهم الصحية ، لأن قضية أسرانا هي قضية الكل الفلسطيني.