اليونسكو.. هدية فلسطين في ذكرى وعد بلفور - محمد حنيحن
قول متبوع بالأفعال هي اقوال الرئيس محمود عباس قال سنذهب إلى هيئة الأمم المتحدة والى اليونسكو وفعلها ..اليوم وبالتزامن مع الكرى لـ (94) لوعد بلفور المشؤم حصلت دولة فلسطين على عضوية كاملة في اليونسكو...والامال بتحقيق انتصار في هيئة الامم ما زالت كبيرة ليكتمل الفرح وليكتمل الفعل الفلسطيني على طاولة السياسة الدولية..
في الوقت الذي ينشغل به العالم بمتابعة ما يجري من حراك جماهيري وثورا ت ضد انظمة الاستبداد والقمع .
وفي الوقت الذي يتطلع العالم باسرة الى انعتاق الشعوب من ظلم الدكتوتوريات العربية.. لا غرابة من الموقف الامريكي داعية الديمقراطية الزائفة ان يقف في صف الاستبداد...! في صف مكرسي العنصرية والاحتلال والاستيطان...!
لا غرابة من مواقف البيت الأبيض فقد اعتدنا عليها وخبرناها على مدار عشرات السنين..! ففي الوقت الذي تمطر به طائرات (إسرائيل) بأسلحتها الفتاكة ارض غزة، وتسقط العشرات ما بين شهيد وجريح.. لا يسكت البيت الابيض حتى ولا يلتزم الصمت أمام آلة القتل والدمار الإسرائيلية، بل يعلن إن من حق دولة الاحتلال الدفاع عن أرضها وشعبها...!
وكأ ن من في غزة لا حقوق لهم وكأنهم مخلوقات مجردة من أدميتها لا يمتون للشعوب بصلة ولا تربطهم بالأرض أية انتماءات...!
وفي الوقت الذي تنال فيه دولة فلسطين عضوية كاملة في اليونسكو وبمباركة الإجماع الدولي، أعلن البيت الأبيض وقوفه في الصف الأخر صف الاحتلال وصف الابرتهايد، في صف العنصرية الصهيونية..ليعلن تخليه عن التزاماته المالية اتجاه هذه المؤسسة الأممية العلمية.. ! ولا غرابة أيضا أن يتزامن كل هذا مع الذكرى ال(94) لوعد بلفور المشؤم.
ففي الوقت الذي يرحب العالم بنا في اليونيسكو، أعلنت الولايات المتحدة الامريكية حربها القذرة على هذه المؤسسة الاممية الدولية، حربا مصحوبة بشتى انواع الحقد والكراهية لفلسطين وللفلسطينيين، معيدة للذهن الفلسطيني ولاذهان احرار العالم ان المؤامرة التي دبرتها دول الاستعمار وعلى راسها بريطانيا قبل 94 عاما ومنحت بموجبها الحركات الصهيونية حق إقامة دولة صهيونية لهم على ارض فلسطين.. ان تلك المؤامرة العنصرية الاستعمارية الاستيطانية لا زالت ذيولها قائمة منتقلة من ايادي البريطانيين الى ايادي البيت البيضاوي الامريكي.
وعد بلفور الذي نفذته بريطانيا في حينه، والذي جلب الويلات للشعب الفلسطيني على مدى أكثر من تسعين عاما.. تسلم زمام أموره اليوم ومن جديد للنظام الامريكي ليغالي في التصهين ويمعن في التطرف لاظهار مزيدا من الحقد والكراهية للفلسطينيين.
في أدبيات الأخلاق لا يجوز لدولة عظمى أن تنهى عن خلق وتأتي بأقبح منه . لا يجوز في عرف الدبلوماسية ان تتجاهل أمريكا قرارات" 107" دول منحت فلسطين صوتها في رغبة منها رؤية فلسطين دولة مستقلة لها وجود وعضوية في كل الهيئات والوكالات السياسية والاجتماعية والعلمية .
وبعد 94 عاما من وعد بلفور المشئوم كان حري بالقيادة الأمريكية ان لا تغالي في الإمعان في ظلم الشعب الفلسطيني وخاصة في ظل ما تشهده أقطار الوطن العربي من حراك جماهيري وثورات للتخلص والتحرر من ظلم الحكام ومن الاستبداد الذي توليه أمريكا كل دعم واهتمام وكان حري بأميركا أن تحذو حذو الإجماع الدولي الذي أهدى فلسطين في ذكرى وعد بلفور عضوية اليونسكو بدل ان تخرج على العالم لتقول في موقف معاد " إن قبول فلسطين في اليونسكو عملا أحادي الجانب وخطوة سابقة لأوانها.."
وان اوباما ملتزم بما اقره الكونجرس من قوانين تحظر تمويل اي وكالة تابعة للأمم المتحدة تمنح فلسطين العضوية الكاملة ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط أي قبل التوصل الى اتفاق سلام مع (إسرائيل)
ولان الشيء بالشيء يذكر ومنذ وعد بلفور . الم تطبق (إسرائيل) بخطوة أحادية الجانب الشق الذي يعنيها في الوعد المشئوم ؟ الم تتعنصر وترتكب هلكوست ضد أبناء الشعب الفلسطيني في مدن وقرى فلسطين في قبيا ودير ياسين وغيرها من المذابح التي اقترفتها ضد أهالي البلدات والقرى التي احتلتها عام 48
(إسرائيل) ارتكبت مجازر وأحرقت مساجد وشردت واحتلت مدنا وقرى وصادرت الأملاك واعتقلت آلاف من الفلسطينيين، وضربت بعرض الحائط كافة القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، وتجاوزت كل الأحكام الصادرة بحقها في المحاكم الدولية ،وتهربت من كل التزاماتها ولم تطبق أي من بنود اتفاقات السلام، واستمرت في مصادرة الأرض وأمعنت في الاستيطان الم يكن كل ذلك في خطوة أحادية الجاني يا مستر اوباما من (إسرائيل) وكان ذلك أيضا قبل التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
أم أن اوباما أصبح كما يقول المثل (البعير ما يشوف عوج رقبته) ..!!