نَطًقتُ بالحقيقة فانزعج حمد - احمد عساف
قال غازي حمد ان حركة فتح حركة كبيرة وعريقة وبناء على ذلك لا يجوز ان يكون احمد عساف ناطقا باسمها ، وهنا لا بد من توضيح الموقف،قبل عدة اشهر تحدث معي غازي حمد عبر الهاتف، كانت المرة الاولى والاخيرة، كنت في حينها في مكتبي يتواجد معي عدد من زملائي اعضاء هيئة المفوضية والناطقين باسم الحركة ،عرفني على نفسه رحبت به واستقبلت مكالمته باحترام ثم بدأ الحديث وملخص ما طلبه مني وقف التصعيد الاعلامي وتهدئة اعلامية فرحبت بالمبادرة وقلت له بداية انا موافق ولكن اريد ان اتحدث عن الموضوع من زاويتين الاولى اننا في حركة فتح لم نكن يوما البادئين بالهجوم على حركة حماس وقياداتها واتحدى واطالب اي باحث او مركز مستقل ان يجري بحثا حول ما يسمى من قبل البعض( بالتراشق الاعلامي) فانه سيكتشف بان حركة فتح كانت دائما في حالة توضيح الحقائق والدفاع عن النفس ولهذا السبب كنا ولا زلنا نلام من قبل كوادرنا في فتح
واشير هنا الى كل محاولات التشويه لمواقف الحركة وتاريخها ، وتشويه رموزها وقياداتها وهو امر لم يسلم منه احد بما في ذلك الشهيد ياسر عرفات الذي خونتموه في حياته وبعد استشهاده، واُذَكر بما قاله خليل الحية ( بان ياسر عرفات ليس شهيدا ) ولم تتوقفوا يوما واحدا عن مهاجمة رئيس الشعب الفلسطيني ورئيسنا ابو مازن واعضاء اللجنة المركزية وقيادات الحركة في سيل من الاتهامات والاكاذيب والتبلي والتخوين والتكفير فما هو المطلوب مني كناطق باسم فتح كلفتني الحركة ان اكون متحدثا باسمها معبرا عن مواقفها ومدافعا عنها
اما الزاوية الاخرى والمتعلقة بالتصعيد الاعلامي فملخص ما قلته لحمد باننا في فتح لا نحب ولا نريد الخروج على الفضائيات العربية والحديث عن بعضنا بعضا بهذه الطريقة بل اننا نمقت ذلك ( والحقيقة ان حماس بتصريحاتها وتخوينها للقادة الفلسطينيين ومنظمة التحرير ساهمت في تشويه صورة الشعب الفلسطيني والذي حولته من شعب مناضل الى شعب يتنازع على السلطة ) ، واكدت له في حينه ان الموضوع في غاية البساطة فاذا ما توقف ناطقي حماس وقياداتها عن الهجوم على حركة فتح وقيادتها ورموزها فانا وكذلك زملائي من الناطقين سنتوقف فورا واكدت عليه اذا ما عاد لي بالتزام من قيادات حماس وناطقيها فانا والناطقين ملتزمون بذلك
بعد ساعة من انتهاء المكالمة شن البردويل هجوما كبيرا على حركة فتح والرئيس وتبعه ناطقي حماس فاعتبرت ان هذا هو الرد
نفهم مما ما جرى ان المطلوب هو تكريس لحالة تتهجم فيها حماس بناطقيها وقيادتها وجماعة الاخوان المسلمين وماكيناتهم الاعلامية من أي مكان في العالم على حركة فتح وقياداتها ومشروعنا الوطني وبالمقابل يجب علينا ان نصمت وان لا نرد بكلمة واحدة ولا نكشف مؤامراتهم وجرائمهم بحق شعبنا وامتنا بل لا يجوز ومحرم ان نوجه اي انتقاد لأي من قيادات حماس لأنهم وحاشى لله يتعاملون مع انفسهم كأرباب ويريدون ان يفرضوا على الكل الوطني الفلسطيني بانهم المعصومون عن الخطأ ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) مصاحف تسير على الارض ، وحكومتهم حكومة ربانية، كل ذلك يتم باسم الدين، واسال هنا من قتل المئات من مناضلي حركة فتح وابناء شعبنا ومن انقلب على الشرعية ومن سرق ولا زال اموال شعبنا والمساعدات وما يجبيه من فواتير الكهرباء ومن استولى على الاراضي الحكومية ومن ومن ومن ؟ افلا نتحدث بذلك ؟
اذكر هذه الحادثة واعود الى ما قاله غازي حمد عن حركة فتح بان لها تاريخ نضالي وانها حركة كبيرة وبانه لا بد من تغيري كناطق باسمها، وهنا نسال هل تذكرت يا غازي انت وقيادة حماس ان حركة فتح كبيرة ولها تاريخ فقط عندما طالبتها بتغير الناطق باسمها ؟
لماذا لم تعتبروا حركة فتح حركة مناضلة وكبيرة ولها تاريخ عندما انقلبتم عليها وعلى المشروع الوطني الذي تمثله فتح واعدمتم المئات من مناضليها ومنهم سميح المدهون وابو المجد غريب وابو جراد وابو الجديان وقطعتم ارجل المئات والقائمة تطول
لماذا لم تعتبروا حركة فتح حركة مناضلة وكبيرة ولها تاريخ عندما خونتم الشهيد ياسر عرفات وها انتم تفعلون في كل يوم مع الرئيس ابو مازن وقيادات الحركة
لماذا لم تعتبروا حركة فتح حركة مناضلة وكبيرة ولها تاريخ وانتم اليوم تتعاملون معها في غزة المخطوفة بسلاح انقلابكم كحركة محظورة بل وتسعون لاستئصالها الى الدرجه التي منعتم عليها اخذ العزاء بشهدائها
اين مقرات حركة فتح في غزة ومكاتبها الم تقوموا باحتلالها ،الم تنهبوها ،في الوقت الذي كانت حركة فتح العملاقة تحمي مقراكتم ، الم تتامروا على حركة فتح مع كل الاطراف الداخلية والخارجية ، لا يتسع الحدث لذكر تصريحات قياداتكم ضد حركة فتح وقياداتها التي لم تتوقف لساعة بكل ما تحمل من وقاحة وقلة ادب ومستوى هابط لدرجة انكم تستطيعون دخول كتاب غينيس للأرقام القياسية بالشتائم التي كلتموها لحركة فتح واعاهدكم بانني لن انافسكم بذلك اطلاقا، واذكر ما قيل الاسبوع الماضي فقط من ابو راس وسلامة اللذان دعيا الى قتل الرئيس وقيادات فتح والاجهزة الامنية بتهمة الخيانة العظمى، لماذا لم نسمع منك ومن غيرك من قيادات حماس كلمة واحدة ضد هذه الجرائم او تصريحات الفتنه وسفك الدم حتى يكون هناك مصداقية لما تدعوا اليه ليس عندنا !! بل عند الجمهور قبل ان تنتقد تصريحاتي وتعترض عليها
اما السبب الحقيقي لتهجمك واعتراضك علي يا حمد هو انني نطقت بالحقيقة فانزعجت عندما كشفت في مقابلة بثتها فضائية عودة وتلفزيون فلسطين قبل حديثك هذا بيوم واحد حقيقة مفاوضات حماس مع اسرائيل التي اعترف بها مشعل شخصيا بعد نفي طويل هذه المفاوضات تأخذ اشكال عدة وبانك انت شخصيا احد الذين يفاوضون اسرائيل بشكل مباشر ويومي وقلت بان نتنياهو انتدب ليئور كممثل له ولحكومة القتلة من المستوطنين وحماس انتدبك انت واتحدى ان تثبت العكس
نحن نعلم جميعا ان الحق يجب ان يقف بوجه الباطل والعدل بوجه الظلم والحقيقة مقابل الكذب ، والحقيقة تكون دائما صعبة ومذاقها مر احيانا لكني اجدد العهد على نفسي ولفتح العملاقة فعلا وقولا التي افخر بها وبنضالاتها وبقيادتها وكوادها وعناصرها جميعا لأنها حركة فلسطينية وفقط فلسطينية لا تتاجر بالدين ولا المقاومة ولا بمعاناة الناس واعاهد شعبي بان ابقى اقول الحقيقة مهما كان الثمن
اما اذا ما اردنا ان نطبق قاعدة حمد بخصوص مواصفات المتحدثين باسم أي حركة ومن يمثلها من قيادات على حركة حماس وانت احد قياداتها فإننا نقول بانكم خير من يمثل حركة حماس ونكرر القول المأثور (الاناء بما فيه ينضح ) واستمروا على انتم عليه
خفافيش الليل التي لا تستطيع الا العيش في الظلام، تنزعج، وتفزع، وتحاول ايذاء من يسلط عليها كشاف الحقيقة الساطع .