الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

سيدي الرئيس أتحمل الإبعاد ولكن ماذا افعل لدموع شقيقتي الحبيبة ؟

حقيقةً أنني احتار من أين ابدأ وكيف أبدا ، قصة إبعاد ليس لها بداية ولا نهاية ، يعيشها المبعدون من كنيسة المهد منذ عشرة أعوام ، وها هو عيد الأضحى العاشر الذي يمر علينا ولم نعرف الفرحة الحقيقية منذ إبعادنا وحتى اليوم ، فبالأمس وتحديداً عندما نادى المؤذن لصلاة المغرب الله اكبر، وبينما كنت أهُم بتناول طعام الإفطار، وإذا بمكالمة جاءت على هاتفي النقال ، وعندما فتحت هاتفي وإذا بصوتِ شقيقتي أم محمد تهنئني بحلول عيد الأضحى ، ولكن تكاد تخرج منها الكلمات لأنها كانت ممزوجة بالدموع والبكاء ، حاولتْ أن تخفي عني دموعها وهي لا تعلم أن قلبي أحس بها وبدموعها قبل أن تدرك أذني بكاءها ، سألتها حينها لماذا تبكين فأنكرت بكاءها حتى لا تزيد من ألمي الذي يزداد يوما بعد يوم منذ  اللحظة الأولى من الإبعاد .
 
سالت نفسي بعد أن أنهيت المكالمة مع شقيقتي ما افعل بهذه الدموع العزيزة علي ؟ أحسست بعدها بألم ومرارة الإبعاد ، وذكرتني باللحظة الصعبة التي مررت بها قبل شهرين ، عندما ودعت شقيقتي أم نزار التي التقيتها في مكة في رمضان الماضي ، بعد تسعة أعوام ونصف من الفراق وشاءت الأقدار أن يجمعني الله بها عندما خرجتُ لأداء العمرة ، كتبت عندما عدتٌ إلى غزة عن اللحظات الجميلة التي قضيتها مع شقيقتي في مكة ، والتي مرت كأنها يوم واحد وكيف كان الفراق صعبا لحظة عودتها
 
يمر علينا عيد الأضحى العاشر ونحن في الإبعاد ، نتظاهر بالفرحة لأن ديننا أمرنا بها لكن لا نشعر حقيقةَ بهذه الفرحة ، نتظاهر أننا نفرح أمام أهلنا في غزة الذين شاركونا الألم والمعاناة وكذلك شاركونا الأمل والفرحة ، وكذلك نتظاهر بالفرح أمام أطفالنا الذين يتساءلون في كل عيد أين الجد والجدة ؟ أين الأعمام والأخوال ؟ أين العائلة ولماذا يتردد المهنئون على جيراننا كل عيد ولا يطرق بابنا احد ؟ أسئلة مكونة من كلمات بسيطة يطرحها علينا أطفالنا ، ولكن وقع كلماتهم علينا يُمزق أفئدتنا ، ولربما نسوق لهم المبررات التي لا نقتنع نحن بها ، ولكن لنزرع فيهم الأمل بان اللقاء قادم بل العيد قادم وحتماً انه لقادم بإذن الله .
 
أوجه اليوم سؤالي إلى كافة القادة والمسئولين في عيد الأضحى العاشر الذي يمر علينا كمبعدين ، وتحديدا عندما تحضنون أبناءكم وأحبائكم في صبيحةِ العيد ، هل تتذكرون أن لكم إخوة لم يحضنوا آباءهم وأمهاتهم وأبناءهم وأحبائهم منذ عشرة أعوام وحتى اليوم ،وهم على أمل أن يأتي عيد جديد يجمعهم بأهلهم وذويهم وقد تحققت عودتهم .
 
وختاماً من حقي أن أتسال سيدي الرئيس أتحمل الإبعاد ولكن ماذا افعل لدموع شقيقتي الحبيبة ؟
المبعد فهمي كنعان

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025