'جائعون' في سبيل الحرية
الحارث الحصني
يخوض الأسير بدر الرزة (26 عاما) من مدينة نابلس، الإضراب المفتوح عن الطعام منذ أكثر من 41 يوما، احتجاجا على سياسة اعتقاله الإداري في سجون الاحتلال منذ الثالث عشر من أيار 2014 .
الأسير الرزة رفض عرض إدارة السجون بفك إضرابه، مقابل الإفراج عنه في العاشر من تشرين الثاني المقبل، وعدم الموافقة إلا بالتشاور مع زملائه الأسرى الخمسة المضربين معه عن الطعام.
حسام الرزة والد الأسير بدر، قال 'نجلي ومعه خمسة أسرى آخرين يخوضون إضرابا عن الطعام منذ التاسع عشر من شهر آب المنصرم، لرفضهم سياسة الاعتقال الإداري بحقهم، وللمطالبة بإنهاء ملف الحكم المتكرر.
وطالب الرزة الجهات المختصة بضرورة تفعيل قضايا الأسرى الإداريين على مستوى دولي في محكمة الجنايات العليا، والمؤسسات المسؤولة، موضحا أن محكمة الاحتلال مدّدت الاعتقال الإداري بحق بدر ثلاث مرات، ويعتبر العاشر من تشرين الثاني المقبل الموعد المحدد للإفراج عنه .
ويخشى والده من عدم اكتمال فرحة الإفراج عنه، في حال تم تجديد الحكم الإداري مرة أخرى، مشيرا إلى أنه خلال فترة الإضراب استطاع محاميه زيارته مرة واحدة.
وأكد أن مصلحة السجون مارست ضغوطات على الأسرى المضربين لفك إضرابهم، وهددتهم إما الموت في الزنازين، أو فك الإضراب.
وكانت آخر مرة تواصل فيها حسام الرزة مع ابنه قبل أربعين يوما -على حد قوله، ولا يعلم أخباره إلا من خلال الصليب الأحمر الدولي، أو من خلال أسرى محررين.
وتنتهج سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسية الاعتقال الإداري بشكل واسع، لمنع حرية الذين يناضلون من أجل الحرية، حيث وصل عددهم لـ450 أسيرا - حسب تقارير نادي الأسير.
القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي نقلت عن جهاز 'الشاباك' الإسرائيلي وشرطة الاحتلال، 'أنهما يفكران بإصدار أوامر اعتقال إداري بحق فلسطينيين من القدس المحتلة، بتهمة رشق الحجارة'.
وحسب 'الشاباك'، في الأقصى هناك حوالي 30 إلى 50 مواطنا فلسطينيا يشكلون النواة الصلبة لراشقي الحجارة داخل المسجد.
لجنة التنسيق الفصائلي بمحافظة نابلس دعت اليوم الثلاثاء، إلى إضراب شامل ولمدة ساعتين بدءا من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الساعة الثانية، تغلق خلاله المحال التجارية أبوابها، ويعلّق الدوام في المؤسسات الحكومية والأهلية والمدارس والجامعات؛ وذلك تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام، ونصرة للأقصى، واحتجاجا على انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحقه.
مدير نادي الأسير في نابلس رائد عامر، أكد 'أن إلغاء الحكم الإداري بحق هؤلاء الأسرى هو المطلب الرئيسي، وقوات الاحتلال تمارس ضغوطا عديدة عليهم، بهدف إجبارهم على التراجع عن الإضراب'.
وأضاف عامر: ستة أسرى يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 41 يوما، وانضم اليهم ما يقارب 12 أسيرا مضى على إضرابهم 21 يوما، مشيرا إلى أن أكثر من 6500 أسير يقبعون في 26 معتقلا، ومركز تحقيق وتوقيف إسرائيلي.
يشار إلى أن الأسرى الخمسة المضربين مع الأسير بدر منذ 41 يوما، هم: نضال أبو عكر، وشادي معالي، وغسان زواهرة، ومنير أبو شرار، وسليمان اسكافي.