رصاصةُ حاقدة أنهتْ طفولة أحمد شراكة - عطا الله شاهين
رصاصةُ حاقدة أنهتْ طفولة أحمد شراكة عطا الله شاهين في ذاك المساء حينما كانَ دُخانُ الإطارات المُشتعلة يُغطّي سماءَ مدينة البيرة تقدمَ جنديٌّ مُقنَّعٌ مِنْ جُنودِ الاحتلال وقامَ بتصويبِ بُندقيته صوبَ الطّفل أحمد شراكة ابن 13 عاما وأطلقَ رصاصةً عليه فأصابتْ عُنقه وسقطَ جريحاً إلا أنّه فارقَ الحياة فيما بعد .. فأحمد طفلٌ عُرفَ عنه العنادُ وأصرَّ على أنْ يذهبَ ليشارك في مسيرةٍ سلمية على مدخلِ مدينة البيرة .. فأحمد طفلٌ لم يكنْ يعرفَ الهدوءَ في حياته والمشاهدُ التي كانَ يُشاهدُها أثّرتْ فيه وتألّم .. فقبل استشهاده تذكّرَ ذاك المشهد المُرعب ، حينما أقدمَ أحد جيبات الاحتلال على دهسَ أحدَ الشُّبّان ذات يوم كانتْ فيه المواجهات مُستعرّة ، فغضب من وحشيةِ المشهدِ ، لكنّه أصرَّ على المشاركةِ في التظاهرة .. وحينما تمَّ قنصه لمْ يكنْ يشكّلُ أيّ خطرٍ على جُنودِ الاحتلالِ ، لكنَّ ذاك الجُنديُّ المُقنَّع أرادَ إنهاء طُفولته هناك .. ففي ذاك المساء لمْ يكنْ أحمد يدري بأنّه سيستشهدُ .. فمُخيّمه سيظلُّ يفتقده وستظلُّ صُورته معلّقةً على جدرانِ بيته .. فالطّفل أحمد شراكة أحبَّ الحياة كباقي الأطفال ، لكنّ حياته أنهتها تلك الرّصاصة الحاقدة التي سدَّدها ذاك الجُندي الاحتلالي المغتاظ مِنْ وقفته ..